من الربيعية.. آل ابن الشيخ: التصوير الصناعي حكاية عشق.. وأرامكو فتحت نافذة عدستي بـ٢٠٠٠ صورة

رأى في وجوه عائلتهِ مثيرًا لعدسة كاميرتهِ للاستمتاع بها وبما تلتقطهُ بيدي صبي صغير لايزال ابن العاشرة من عمره، فكان لابُدّ أن يسرق من نزهاتهم صورًا خاطفة ومقاطع فيديو عفوية، كانت هي الأرقام الأولى المتلاحقة في ألبوم صور تجاوز الآلاف فيما بعد، وليصبح التصوير بعدها فنًّا وهوايةً وممارسةً يشتركُ فيها محمد آل ابن الشيخ مع عدسات المصورين الفوتغرافيين أمثاله، ويختلف عنهم في خطّ تصويره المخالف بالتصوير التجاري والصناعي الذي استهواه والتصق به؛ ليترك بهِ بصمتهُ الخاصة التي مكنّتهُ أن يصبح مصورًا صناعيًا في شركة عالمية هي شركة أرامكو السعودية.

مواقفٌ وشغف
وأوضح المصور الفوتوغرافي الفنان محمد علي آل ابن الشيخ، عضو جماعة التصوير الضوئي بالقطيف أن المواقف التي يعيشها المصور كثيرة، لكنّ شغفه بالتصوير لهذه المواقف، والممارسة اليومية لهذا الفن هي ما تجعل منهُ مبدعًا.

وبيّن أن الفنان الناجح هو من يأخذ من كل بحر مجموعة قطرات، مستشهدًا بالمقولة: “إن الحكيم من جمع عقول الناس في عقله”، مشيرًا إلى أن الفنانين على المستوى المحلي أو خارج أسوار جغرافية الوطن كُثُر، وكل فنان له أسلوبه الذي يميزه، لذا فإنه يجتهد بالاستفادة من كل فنان بفكرة أو معلومة أو نقطة معينة؛ ليدمجها في معالجة ذهنية وفنية، فيطور من تربتها، ويرسم بصمته الخاصة بهِ من خلال تلاقح التجارب والثقافات والرؤى.

وعن بدايته وقصة دخوله عالم التصوير، ولماذا اختار التصوير الصناعي تحديدًا؛ ذكر آل ابن الشيخ لـ«القطيف اليوم» أن بداية دخوله عالم التصوير جاءت منذ الصغر عندما كان يدرس في الصف الخامس الابتدائي تقريبًا من زوايا عائلية، كتوثيق طلعاتهم، بهدف التسلية، حيث كان عاشقًا للتصوير الفوتوغرافي والفيديو، مشيرًا إلى أن التصوير الصناعي والتجاري من أفضل محاور التصوير التي تستهويه.

تخصص
وأشار إلى أنه انتقل إلى المرحلة الجامعية في عام ٢٠٠٧م تقريبًا معتبرًا أنها مرحلة التخصص، حيث كان راغبًا في تصوير العينات التي يقومون بجمعها، ولهذا اشترى كاميرا عادية من نوع نيكون فئة الشبه احترافي من مؤسسة أحمد العبد الواحد التجارية بمدينة الخبر، وكيل كاميرات النيكون، فلعبت الصدفة معه دورها، حيث اكتشف وجود خلل مصنعي فيها، وبعد أسبوع من شرائها أخبره الوكيل بعدم القدرة على استرجاعها، وإمكانية استبدالها بأخرى، فاستبدلها بكاميرا أخرى أفضل منها، وهي: Nikon D40.

وأضاف أنه بعد اقتناء هذه الكاميرا “Nikon D40″، فتحت له الشرفة أبوابها لتنمية هوايته وتطويرها، من خلال المران على التقاط الصور من جهة، ومن جهة أخرى مشاهدة ما يُعرض في قناة التواصل الاجتماعي “اليوتيوب” عن التصوير الفوتوغرافي؛ للاستفادة منه، وتطبيقه على أرض الواقع.

وتابع: في عام ٢٠٠٩م شرعَ في تصوير بعض المهرجانات والمناسبات والزواجات؛ للتعلم وكسب الخبرة والجرأة، حتى تخرج في عام ٢٠١٠م في الجامعة، وبدأ يخطو الخطوات الجادة، فأخذ يرافق المجموعات الفوتوغرافية في طلعات التصوير، ويطور معداته ومهاراته، ليبتاع كاميرا “NikonD300s”، كهيكل فقط بـ٧٠٠٠ ريال.

مع أرامكو
وبيّن أنه التحق بشركة أرامكو السعودية، كمصور صناعي في عام ٢٠١١م، مضيفًا أنه يمتلك إلى هذه اللحظة قرابة ٢٠٠٠ صورة صناعية تملك الشركة حقوقها، وهو ليس مخولًا بنشرها، ورغم ذلك فإنه يسعى إلى بناء قاعدة صور صناعية من تصويره خارج الشركة، متجهًا إلى بعض الورش في صناعية التركيا، فاتحًا “شرفة” للتصوير؛ لكي يستطيع التسويق لعدسته من خلالهم.

وذكر أنه بدأ مسيرته مع شركة أرامكو السعودية، كمصور فوتوغرافي، مع مجموعة من الفنانين من محافظة القطيف، كالفنان الفوتوغرافي نايف الضامن ومؤيد القطان وصالح شبيب وأحمد الدبيس، ومن الأحساء أحمد الثاني، ومهدي العلي، وعبد العزيز المعيويد، وآخرين.

وعن التحاقه بأرامكو، قال: “من المصادفة، أن الفنان العالمي محمد آل شبيب، أخبرني أنّي أول من أرسل أعماله الفنية، وقال ما شاء الله أعمال ممتازة، حياك معنا في المشروع، وهو عقد مصورين فوتوغرافيين لقسم التصوير الفوتوغرافي بقسم الإنتاج الإعلامي في شركة أرامكو السعودية، هامسًا في أذني بأن الذي مكتوب له رزق سيأخذه، لتكون هذه بدايتي مع أرامكو”.

وأشار إلى أنه مع الأيام أصبح التطور رفيقه؛ لينال في عام ٢٠١٥م ترقية إلى مصور فوتوغرافي متقدم من أرامكو، وفي عام ٢٠١٦ ترقّى إلى مصور صناعي، ولايزال متعاقدًا معها، متمنيًا أن يترسم فيها.

وأردف: “تعلمت واستفدت كثيرًا بالعمل في شركة أرامكو كمصور صناعي من حيث تنوع المجالات والفرص في التصوير، فمنها: الجوي والبري والتجاري، والصناعي والماكرو والاجتماعات والمسارح، كذلك تعلمت البروتوكولات في التصوير، وغيرها الكثير”.

البساطة والإبداع
وذكر أنّ الفنان الفوتوغرافي عادل الخباز خاله يمثل بالنسبة له القدوة والموجّه، وهو يستفيد من ملاحظاته، ويصغي إلى تشجيعه الدائم له.

وحكى موقفًا حدث له مع الخباز، عندما فضّل أن يصور بكاميرا الموبايل بدلًا من الكاميرا فهمس الخباز في أذنيه بكلمات لا ينساها على امتداد الحياة؛ لتشكّل في ذاكرته قاعدة نجاح يقتفي أثرها أينما حل أو ارتحل، حيث قال: “الإنسان الذي يريد مصلحتك سيكون صريحًا معك، لذا حين أقول لك إن صورتك ممتازة وهي تنافي ذلك، فإنك ستظل مكانك ولن تتطور، أي مكانك سر”.

وذكر أنه، تعلّم من خاله الخباز شغفه في ابتكار الأفكار الجديدة، وتنفيذها بأدوات بسيطة، مشيرًا إلى تجربته في استخدام قوارير الماء البيضاء كمشتت إضاءة، أو استخدام ورق القصدير كانعكاس للإضاءة، واستخدام بقايا الفلين وغيرها من الأدوات البسيطة المتوفرة في المنزل.

وقال: “صنعنا سوفت بكس من بقايا كراتين، في محاولة إلى استغلال أي نوع من الإضاءة؛ لإبراز صورة جميلة”.

ولفت إلى أنه تعلّم من المصور علي المبارك الشيء البسيط، إلا أنه استفاد منه بشكل كبير، مشيدًا برقيهِ، وتقديمه المعلومة بشكل فني وبسيط في أسلوبهِ السهل الممتنع.

وفي الختام، نصح آل ابن الشيخ المصور المبتدئ، بأن يكون دائمًا متميزًا، بفنه، ويطور مهاراته ومعلوماته؛ ليصنع لنفسه بصمة تجعل من يرى الصورة يعرف أنه من قام بتصويرها، لا الاسم المدون عليها.

من هو
الفنان الفوتوغرافي محمد علي آل ابن الشيخ، من مواليد عام ١٩٨٦م، في بلدة الربيعية، متخرج في جامعة الملك فيصل بالأحساء، حيث درس بكلية العلوم الزراعية والأغذية تخصص تنمية الثروة المائية.


error: المحتوي محمي