
لجأ عبد الله الصيرفي إلى عالم المزارعين بعد ثلاثة عقود زمنية من العمل في شركة أرامكو السعودية، التي أخذته من ممارسة هوايته، مستغلًا عشقه الدفين للزراعة في استصلاح الأراضي البور إلى جنات خضراء، بعد تهيئتها للزراعة باتباع الأساليب الحديثة، والعمل بها بكل احترافية، مما منحه فيضًا غزيرًا من التجارب الزراعية والمحصول الوفير بعد تخطي التحديات التي يواجهها.
وانطلق مشواره الزراعي سالكًا أحد الطرق الثلاثة للكثير من الناس وهي؛ اتجاههم إلى امتهان الزراعة كحرفة وطلب الإنتاج الزراعي الغزير، أو الاستثمار ببنائها مشروعًا للاستراحة والاستجمام، والطريق الثالث الذي سلكه هو خوض تجربة بشراء شرائح زراعية في أبو معن بهدف بناء استراحة خاصة له والعمل على إيجاد إنتاج زراعي خفيف.
وحوَّل الصحراء القاحلة إلى أرض خضراء بعد جهد جهيد وبذل الأموال واستغلال التقنية الحديثة في الزراعة، عبر تهيئة الأرض وردمها بالماء، بحيث تكون بعيدة عن الملوحة العالية “الصبخة” التي تؤذي الجذور وتصيب النبات بالتعفن، مع تسميدها بشكل جيد، والحرص على تصريف الماء حتى لا تتحول إلى مستنقع وبؤرة لموت الأشجار، بالإضافة إلى مدها بالماء، وتخطيطها حسب نوع المنتج المستهدف للزراعة، بين ما يزرع في بيوت محمية وخارجها أو الاثنين معًا، ومعرفة الطرق الصحيحة لكل منها.
وتسلح “الصيرفي” بالصبر مع بدء شروعه في خوض العمل الزراعي مع اقتناعه بوجود تحديات وعليه مواجهتها بحكمة، ووعيه بالتسهيلات التي وفرتها الدولة للنهوض والتشجيع على زيادة الإنتاج الزراعي، معتبرًا السنة الأولى في مشروع زرع الأرض مرحلة تهيئة للنبات والتخلص من الفطريات الموجودة في التربة التي تسبب الأمراض للنبات.
ونوه خلال لقاء أجراه معه الناشط على وسائل هاني المعاتيق، للحديث عن تجربته في الزراعة الحديثة، إلى الدور الذي يلعبه تنظيم مستوى الري المنظم للمحاصيل، بعد أن كان بالغمر، مما كان له انعكاس سيئ على التربة ومن ثم على نمو النبات، وحاليًا تم ابتكار عدة طرق تقنية للحد من ذلك، وعلى رأسها التنقيط أو تنظيم ساعات الري، والتي تعطي إنتاجًا وفيرًا وإن بذل المزارع الكثير من التعب.
وأكد أن التجربة أثبتت له وجود بعض الفواكه التي يمكن الاعتماد على إنتاجها طول السنة ومنها؛ شجرة ثمرة “البابايا” من أجود الأشجار التي يمكن ضمان زراعتها، وذلك لمقاومته للملوحة وحرارة الجو، مع الحرص على تضليلها من شهر مايو إلى أكتوبر، لضمان استمرار نموها ويكون جني إنتاجه عزيزًا وشبه يومي، وطول السنة، بالإضافة إلى التين الوزيري من أصل السوري أو الشامي، الذي يمتاز بوفرة المحصول ومقاومته للحرارة وهو سريع النمو طول السنة.
ونصح عند الرغبة في الزراعة المنزلية بضرورة تهيئة الأرض، وحمايتها من الفطريات، ويمكن زراعة المانجو الذي أثبت تحمله للظروف البيئية المحلية لنموه وإنتاجه يكون بشكل باهر، بالإضافة إلى زراعة الحمضيات واللوز، مع البابايا والتين مع الحرص على تظليلها، محذرًا من زراعة الكنار.
واعتمد في زراعته على عدة طرق منها؛ الزرع المباشر بالبذور، والتطعيم، مع الأخذ بالدور الذي يقدمه التسميد الصحيح للبنات، والري المنظم ومتى وكيف يكون، وعلى أي جزء من النبات، محذرًا من ري النبات برش الماء على الورق وقت الظهيرة بقوله: “إذا أردت حرق مزرعة رش الورق وقت الظهيرة”.
وأوضح أن الزراعة لها مواسم خاصة ولا تكون بشكل عشوائي، كما أنه مع تغير الزمن والأساليب تغيرت الزراعة، مطالبًا بعدم زراعة الشتلات في شهر أغسطس، لافتًا إلى أن زرع الشتلات يبدأ من ٢٠ سبتمبر ويمتد إلى فصل الربيع، أما على مستوى التطعيم فيفضل أن يكون في شهر أبريل من كل عام.
وشدد على ضرورة توخي الحذر من إصابة التربة بفطريات أو زيادة الملوحة في الماء، وكذلك الحرص على مكافحة حشرة الماتودة التي تحدث ما يشبه الجلطة في سيقان النبات وتمنع مرور السوائل فيها، ما قد يؤثر على الإنتاج والمحصول الزراعي.