من صفوى.. التاروتي أسطورة الطائرة.. تألق في الصين فأهداه الأمير فهد بن سلطان ساعته وخاتمه

نجم في سماء الرياضة، اسم له صيت وعراقة، بطولات وإنجازات رحلات وتنقلات، ماضٍ متألق، محفور في ذاكرة الأندية، اعتز به المنتخب، فاعتمد عليه في بطولات عالمية كبيرة، مثل المملكة ورفع اسم الوطن في المحافل الدولية، فتكون اسمه حتى أصبح أسطورة.

محترف في الكرة الطائرة، مبدع انطلق من ساحة المدرسة فبدأت تلك الحكاية.

حكاية أسطورة خالدة منبعها مدينة صفوى متجسدة في اللاعب الدولي السابق لكرة الطائرة للمنتخب الوطني والعسكري وعضو الجمعية السعودية للذوق العام علي محمد التاروتي.

أساس النجاح
نجح “التاروتي” في تحقيق لفتة مميزة في دوري مدارس المنطقة الشرقية عندما كان في المرحلة المتوسطة، فنجاحاته في المدرسة وصلت إلى مسمع نادي الصفا بصفوى الذي بدوره سعى لأن يكون من ضمن لاعبيه.

بداية المشوار
التحق بالنادي منذ أن كان في المرحلة الدراسية المتوسطة، وكان يبلغ من العمر ١٥ عامًا، دخل النادي محبًا شغوفًا بالكرة الطائرة فأثبت وجوده بأدائه واحترافه.

وفي حديثه لـ«القطيف اليوم» أرجع سبب اختياره لكرة الطائرة عن غيرها لشعبيتها الكبيرة في مدينة صفوى، إضافة للتنافس بها على بطولة المملكة.

منتخب المملكة
وأوضح أنه وبعد مرور عام من دخوله نادي الصفا بمدينة صفوى، تم اختياره من قبل منتخب المنطقة الشرقية ومنتخب المملكة لتميزه وامتلاكه مهارات عالية.

بطولات ومعسكرات
وأشار “التاروتي” إلى البطولات والمعسكرات المحلية والدولية التي شارك فيها، والتي ما زالت تذكر ليومنا هذا متمثلة في؛ المهرجان الثاني للشباب العربي المقام في ليبيا، وبطولة الدول العربية الخامسة والمقامة في سوريا دمشق، ودورة الألعاب الأوليمبية المقامة في مونتريال كندا، وبطولة ارتباط الشرق الأوسط والمقامة بالرياض، وبطولة كأس العالم والمقامة في البرازيل، وبطولة كأس العالم العسكرية والمقامة في باري إيطاليا، وبطولة آسيا والمقامة في تايلاند.

ولفت إلى تألقه في المباراة المقامة بين السعودية والصين في تايلاند، وتكريمه من قبل الأمير فهد بن سلطان بعد المباراة مباشرة بإعطائه ساعته وخاتمه كتقدير لجهوده.

وأثنى على لاعب الصفا والمنتخب السعودي مكي حبيب وتأثره به، مبينًا أن له الفضل في تشجيعه على الاستمرار.

عروض أندية
وتطرق “التاروتي” إلى العروض التي اقترحت عليه من قبل الأندية الكبيرة في الرياض وجدة ليكون لاعبًا رسميًا فيها، وأوضح رغبته في الانضمام لنادي الاتحاد للعلاقة التي تربطه بلاعبيه.

مناقشة واتفاق
ولفت إلى قدوم إدارة نادي الاتحاد لمدينة صفوى، ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فهد، لمناقشة قرار انتقاله من نادي الصفا إلى نادي الاتحاد.

قرار رفض
وأرجع عدم انتقاله إلى نادي الاتحاد لقرار الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي المرحوم فيصل بن فهد بعدم السماح للاعبين بالتنقل بين الأندية المحلية فبقي في نادي الصفا.

ونوه “التاروتي” إلى ذهابه إلى جدة بعد الاتفاق مع نادي الاتحاد وإقامته لمدة سنة كاملة هناك، موضحًا أنه كان يتدرب مع نادي الاتحاد ويلعب مع نادي الصفا، وقرار المنع أثر على عملية الانتقال الرسمي.

وقال: “في ذلك الوقت كان معي ثلاثة لاعبين من كرة القدم، أبرزهم المرحوم سعود جاسم، من نادي القادسية، ثم انتقلت من نادي الصفا إلى نادي التآلف بالجبيل بعد سنوات، وذلك بحكم مقر عملي وسكني”.

وأضاف: “وانتقلت من نادي التآلف إلى نادي الصفا بناءً على طلب الجمهور عندما كنت ألعب مباراة معه وكان جمهور الصفا حاضرًا في الصالة وكان يهتف “ارجع ارجع يا التاروتي”، فلبيت طلب جمهوري.

رؤساء وملوك
وعدد “التاروتي” الشخصيات الكبيرة التي قابلها أثناء مشاركاته، ففي كل دولة تقام فيها بطولة يلقي فيها الرئيس كلمته ويأذن بافتتاح البطولة، إضافة لإقامة مناسبات يتم فيها اللقاء مع رؤساء وملوك الدول والسلام عليهم.

تأثر وصعوبات
وعن سؤاله عن مدى تأثر مستواه الدراسي بمسيرته الرياضية والصعوبات التي واجهته قال: “بالطبع هناك تأثر واضح، وهذا مما لا شك فيه أمر طبيعي قد تتعرض له حياة أي رياضي، أما بالنسبة للصعوبات فواجهتني بعض المشكلات، لذلك قررت التركيز على مستقبلي العملي والعائليَ”.

تكريم وجائزة
وتحدث “التاروتي” عن تكريمه مؤخرًا من قبل صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، ضمن الجيل الذهبي موضحًا: “كان لي الشرف بأن أحظى بتكريم سموه بجائزة عطاء ووفاء وهذا ليس بغريب عليه، فلنا معرفة به منذ أن كان نائبًا للرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقًا لكونه أحد معاصري الجيل الذهبي للرياضيين الذين شرفوا المملكة على أعلى المنصات”.

وبالحديث عن اعتزاله، ذكر “التاروتي” لـ«القطيف اليوم» أن سبب اعتزاله بعمر ٢٥ سنة هو رغبته في التركيز على حياته العملية والعائلية، مؤكدًا افتقاده للشهرة والسفر المستمر.

وأشار لاستمراره في ممارسة لعبة الكرة الطائرة خلال دوري الشركات، إضافة لممارسته رياضة المشي والسيارات الكلاسيكية بعد اعتزاله.

ونوه إلى ذهابه لأمريكا كمسؤول عن الطلبة المبتعثين عام ١٩٨١م، من قبل شركة حديد “سابك” التي كان يعمل فيها، لافتًا إلى قيامه بتدريب بعض الفرق على مهارات كرة الطائرة في أمريكا وألمانيا بحكم تواجده هناك، إضافة لمشاركته اللعب مع الفرق الخارجية كفريق شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية.

وختم “التاروتي” حديثه بالشكر لكل من ساهم في رفع اسم بلده عاليًا، كما شكر جميع القائمين على الأندية من رؤساء ومدربين وإداريين ساهموا في نمو الرياضة السعودية، وقال: “أتقدم بالشكر الجزيل لـ«القطيف اليوم» على إتاحة هذه الفرصة لي ومشاركتكم نبذة عن حياتي الرياضية”.


error: المحتوي محمي