أوضح المدرب حسين آل عباس أهمية دراسة خصائص النمو لمرحلة الطفولة المبكرة، فهو يساعد الوالدين على الارتقاء المعرفي في تنمية أطفالهم، مما ينير لهم الطريق في عملية التنشئة الاجتماعية، ويعينهم على الانتقال من مرحلة إلى أخرى، فلكل مرحلة من مراحل النمو مشاعرها وخصائصها المميزة.
وبيِّن أنَّ معرفة المربين لخصائص النمو في كل مرحلة يساعدهم في تحديد طرق التدريس والوسائل التعليمية المناسبة، وتفيد في إدراك المعلم للفروق الفردية بين الطلاب، وأنهم يختلفون في طاقاتهم وقدراتهم العقلية والجسمية.
وعدد آل عباس المجالات التي يجب على الوالدين والمعلمين إدراكها ومعرفتها، حتى يستطيعوا من خلالها التعامل والإرشاد التربوي السليم للطفل، سواءً في مرحلة الروضة أو المدرسة، وهي: النمو الجسمي، والحركي، والعقلي، والانفعالي، والاجتماعي واللغوي.
وتطرق إلى مراحل وتقسيمات الطفولة:؛ مرحلة المهد؛ منذ الولادة حتى نهاية العام الثاني (نهاية الرضاعة)، ومرحلة الطفولة المبكرة: من ثلاث سنوات حتى خمس سنوات، ومرحلة الطفولة الوسطى؛ من العام السادس حتى العام الحادي عشر.
وذكر أبرز الخصائص لمرحلة الطفولة، وهي النمو الحركي لدى الطفل، حيث يبدأ تسلق الأشياء والتعرف عليها، وحب الاستكشاف عن طريق اللعب، وقال: “علينا كمربين أن نرعى وننمي هذه الخصائص والاستفادة منها، وذلك بأن نُعطي للطفل مجال الحركة في دائرة نشاطه الطبيعي في الفصل أو داخل الأسرة، وألا نمنعه منه، بل نشجعه على ممارسة الأنشطة التي تنمي الإبداع لديه، وذلك من خلال الرسم، والأعمال اليدوية، وتركيب المكعبات بشتى أشكالها”.
وأضاف قائلًا: “إنَّ الطفل الحركي عملة نادرة يجب الاهتمام بها وتنميتها، وأن نتيح له الفرصة حتى ينطلق بخياله الواسع، وإبراز أفكاره من خلال اللعب وأن نستثمر طاقاته، وذلك باتخاذ النشاط الحركي مدخلًا إلى تعليم الطفل، وإثراء أنواع النمو المختلفة لديه”.
وبيَّن أنّ من خصائص الطفل المبدع: كثرة الأسئلة، وحب الاستكشاف، لذلك يقول: “يجب وضع خط أحمر لكل أب وأم ومعلم/ة ممنوع التهكم والتهجم على الطفل عندما تبدأ عليه حركات منتظمة، وعليكم بتحويل نشاط طلابكم الحركي إلى قوة في الأداء الفصلي وشاركوهم الإبداع”.
وقال: “إنَّ الطفل العنيد هو صاحب شخصية قوية ومبدع، يستطيع أن يكون قائدًا متميزًا في المستقبل، قادرًا على حماية نفسه، مستقلًا بذاته، ولا تعتبروا العناد مشكلة، بل اعتبروها مرحلة عمرية وخصائص مرحلية للطفل، وانظروا للوجه الآخر والإيجابي لها، فالطفل الذي يكون عنيدًا لا يكون انعزاليًا أو خائفًا، بل تكون لديه انطلاقات مع أقرانه ومعلميه ويستطيع الدفاع عن نفسه، ولا يقبل من الآخرين أن يمسوه بأي أذى أو تحرش”.
وشددَّ على عدم استخدام مدمرات الطفولة! وذلك بالابتعاد عن المقارنة، والتسلط، والسخرية، والضرب، والإهمال، والقسوة، والحماية الزائدة وإثارة الألم النفسي، والتفرقة بين الأبناء، والمحبة المشروطة، وتوجيه الطفل أمام الآخرين، وكذلك بعدم التلفظ بالكلمات الجارحة والبذيئة التي تجرح شعور الطفل خصوصًا الهادئ والخجول؛ لأنها تترك أثرًا قويًا على نفسه، وأن يتجنبوا وضع الطفل في موقع السخرية أمام الآخرين أيًا كان الموقف.
واختتم حديثه بقوله: “تجنّبوا دفع أطفالكم الصغار إلى القراءة والكتابة، قبل أن يكونوا مستعدين لذلك، لأنها تكون في غير التربية الإيجابية وتجنبوا الاعتماد الكامل على المربيات، فالطفل لديه احتياجات كبيرة لا يوفرها غير الوالدين من الاحتواء والحنان وغيرها”.
جاء ذلك خلال محاضرة “خصائص النمو لمرحلة الطفولة وتطبيقاتها التربوية” التي قدّمها المدرب حسين آل عباس عبر منصة إنستغرام مجلس التقوى النسائي بالقديح، وذلك يوم الثلاثاء 7 يوليو 2020م.