غيّب الموت في ساعة مبكرة جداً من صباح الثلاثاء 16 ذي القعدة 1441هـ، الحاج علي بن عبدالله بن علي آل محيميد، أحد الشخصيات البارزة في بلدة البحاري، والمعروفة في القطيف.
وساهم الفقيد صاحب الأيادي البيضاء، في تأسيس العديد من المشاريع الخيرية والأهلية، حيث كان أحد المؤسسين لجمعية القطيف التعاونية متعددة الأغراض التي تهدف لتقديم المواد الغدائية وبيع إسطوانات الغاز مع وجود مطعم للجمعية في ذلك الوقت.
وعمل في منصب رئيس اللجنة الأهلية بالبحاري لعدة سنوات وهو أحد المؤسسين لها منذ تأسيسها.
وعاش الفقيد المولود في عام 1358هـ مع والده ووالدته حتى عمر الخمس سنوات حيث توفى والده، الذي كان يعمل بحارًا وعاش بعدها يتيم الأب، مع والدته زهراء سلمان أحمد أمان مع إخوته بقرية البحاري لمدة (18) عامًا، وبعد ذلك انتقل لحي باب الساب بالقطيف بين البحاري ومنطقة القلعة لمدة (16) عامًا، أي ما يقارب (34) سنة عاشها خارج القرية، وبعد هذه المدة الطويلة من السنين التي أبعدته عن مسقط رأسه أخذه الشوق والحنين كي يعود أو يقترب أكثر إلى قريته العزيزة البحاري وقام بتشييد منزله الواقع بحي الحسين القريب من البحاري ليستقر هو وعائلته في منزله إلى يومنا هذا.
وعمل الفقيد أيضًا منذ وفاة والده حتى بلغ (12) عامًا في البحر كما كان والده يعمل في صيد الأسماك وذلك على ظهر سفينة شراعية محلية دون محرك بقياة أعمامه وابن عمته النوخدة المعروف السيد طاهر الزيداني.
وعمل مساعدًا لتحميل البضائع وجمع الأجور من الركاب من الظهران ورأس أبو علي حيث كان ينقلهم بواسطة سيارات تسمى قديمًا (لوري) برفقة ابن عمته المرحوم صالح رضوان الشقيقي – رحمه الله.
والتحق أيضًا وهو في الثانية عشرة من عمره بشركة أرامكو كموظف في مدينة الظهران حيث بذل الحاج علي آل محيميد قصارى جهده من خلال فترات عمله الأولى بالشركة في التدرب على أساسيات العمل.
وتعلم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس بالشركة، ولوحظ أنه يستغل وقته خارج أوقات العمل الرسمية من خلال الدراسة ولم ينشغل بما انشغل به زملاؤه في ذلك الوقت من خلال تبادل الأحاديث أو المرح.
واجتهد في حياته العلمية والعملية وقد عمل خلال هذه الفترة على ترتيب الملفات ثم انتقل إلى قسم خدمات الحاجات الاستهلاكية للموظفين وتسمى (الكانتين).
وقرر بعد فترة من الزمن نقل عمله من إدارة الخدمات العامة في الظهران البحرية برأس تنورة حيث تدرب هناك على مختلف الأعمال البحرية، حتى أصبح ربان سفينة كان يسمى باللهجة المحلية (نوخدة) لقيادة السفن، ثم أسندت له وظيفة إدارية بمكتب الإدارة وذلك للإشراف على بعض الزوارق الموجودة في منطقة رأس تنورة، وفي أثناء عمله كانت له أيادٍ بيضاء ووقفات مشرفة.
وكان سببًا رئيسيًا لحصول الكثير من أبناء المجتمع على وظائف في الشركة وفتح أبواب الرزق لهم وكان مساعدًا في العمل معهم حين رئاسته لهم وقدم وبذل الغالي والنفيس لإسعاد الناس.
ويعتبر المحيميد رجلًا عن ألف رجل فهو محب لوطنه وللناس جميعًا، دائم الابتسامة ذا شخصية جذابة.
وتقدم الحاج علي آل محيميد بعد عدة سنوات قضاها في شركة أرامكو بطلب التقاعد المبكر وذلك في سبتمبر لعام 1991م وانتهت خدماته مع الشركة.