
أحب الكرة والمضرب بشغف في عمر صغير، اتخذ من الطرقات وسور المنزل مكانًا يمارس فيه رياضته، بنيته الجسدية وطوله الفارع وإبداعه في الملعب سبب في تشجيع المدربين له
فهو لاعب متميز، لديه تاريخ حافل منذ صغره ومسيرة رياضية لم تكتف بحد بمعين.
“محمد عبدالرزاق الحنابي” المنحدر من مدينة صفوى، بطل رياضي في التنس الأرضي لم يكن اسمه عابرًا في الأندية الرياضية بل إنه كوّن بصمة ذات أثر فكان لاعبًا محترفًا ثم حكمًا متميزًا وفي الوقت الحالي مدرب تنس أرضي معروف أينما وجد.
بداية وانطلاق
بدأ مشواره الرياضي برغبة والده في إدخاله لساحة الملعب وتعليمه فنون اللعب ثم تدريبه ليصبح مؤهلًا حقيقيًا ويخوض بطولات ومشاركات مفتوحة فكانت البداية بتسجيله في لعبة القدم في نادي الصفا بمدينة صفوى منذ أن كان يبلغ من العمر ٦ سنوات عام ١٩٨٧م واستمراره فيها حتى عام ١٩٩١م.
صدفة ثمينة
وتحدث عن حكاية دخوله عالم التنس الأرضي والصدفة التي جعلت من جمعه كور التنس التي تخرج من الملعب سببًا في التحاقه َبالتنس الأرضي ففي كل مرة تقع الكور خارج الملعب كان يجمعها ويعطيها للمدرب المصري نبيل البراهيم، وعن ذلك يقول “الحنابي”: “في إحدى المرات بينما كنت أجمع الكور أهداني الكابتن كورة مما شجعني للالتحاق بالتنس الأرضي رغم صغر سني”.
تمرين وتشجيع
ولفت إلى اندهاش المدرب من كفاءته مما دعاه لسؤاله عما إذا كان يمارس اللعبة مسبقًا أم لا، مبينًا إعجاب المدرب بمستواه من بعد انتهاء أول تدريب له.
وأرجع “الحنابي” المستوى المتألق الذي وصل إليه لممارسته الدائمة للعبة تنس الطاولة أثناء زياراته المستمرة لمنزل أحد أقاربه.
شغف وتعلق
يقول “الحنابي”: “بدأت أتعلق بلعبة التنس الأرضي بشكل كبير جدًا لدرجة جعلتني أقضي وقتًا طويلًا في اللعبة دون إحساس بالوقت”.
منافسات وبطولات
وعن جانب دخلوله المنافسات والبطولات قال: “دخلت في طور المنافسات والبطولات منذ عام ١٩٩٢م، وحققت أول إنجاز بحصولي على المركز الثالث لبطولة المنطقة الشرقية للفردي لفئة الناشئين عام ١٩٩٤م وبعدها تم اختياري لمنتخب المنطقة الشرقية للناشئين بقيادة المدرب القدير خالد الصياح أبو الوليد حيث أثنى على المستوى الذي وصلت إليه وطور كثيرًا من مهاراتي والتحقت بعد ذلك بمنتخب المملكة للناشئين وكانت المشاركة الخليجية الأولى لي والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية”.
إنجازات متتابعة
وعدد الإنجازات التي حققها عند مشاركاته في بطولات عدة فبعد صعوده لدرجة الشباب استعان به المدرب للعب بالفريق الأول في الدوري الممتاز مما ساعد ذلك في مشاركته في عدد كبير من البطولات فكانت أبرز الإنجازات: حصوله على المركز الأول في بطولة المملكة لنهائيات أبطال المناطق للفردي، كما حقق المركز الثاني في بطولات المملكة للمصنفين والمميزين، إضافة لمساهمته مع فريق الشباب في الحصول على الدوري الممتاز لعامين على التوالي، ومساهمته أيضًا مع الفريق الأول في الحصول على المركز الثاني في الدوري الممتاز لمدة ثلاثة أعوام على التوالي كما حقق ما يقارب ٣٣ بطولة محلية ما بين المنطقة الشرقية والمملكة.
انشغال دراسي
يقول “الحنابي” خلال حديثه لـ«القطيف اليوم»: “بسبب انشغالي بالدراسة قلّت مشاركاتي بالبطولات فكنا نذهب فقط للبطولات من غير تمارين وبالنسبة لفترة صعودي لفئة الأولى لعبت فقط للموسم الأول وحصلت على المركز الثالث للمنطقة الشرقية للفردي وبعدها استقال المدرب وانشغلت بتوجهي للدراسة”.
نقاش واتفاق
وأعتبر أن الحوار الذي دار بينه وبين علي جعفر أحد أعضاء إدارة النادي آنذاك حول قلة لاعبي التنس مقارنة بالسابق سبب في الاتفاق مع الإدارة في إحضار مدرب وبالفعل في غضون شهرين انضم المدرب المصري محمد الزهيري كمدرب للتنس الأرضي في نادي الصفا بمنطقةصفوى وبدأت اللعبة بالعودة ورجع الكثير من اللاعبين لأرض النادي ثم صعدوا بالفريق الأول للدوري الممتاز بعد مرور عام، مشيرًا إلى طرحه رأيه أثناء اللقاء وذكره أن عدم وجود مدرب للتنس هو السبب في ذلك.
نظام الإعارة
وأوضح “الحنابي” أن تواجده في مدينة الرياض نظرًا لظروف عمله كان سببًا في انقطاعه عن النادي لمدة ٣ أعوام وعودته بعد ذلك حيث طلب من قبل نادي الوشم بشقراء للمشاركة معهم بالدوري الممتاز فوافق نادي الصفا على انتقاله لموسم واحد أسهم خلاله في حصول نادي الوشم على الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه”.
دعم وحرص
وأكد أن سبب نجاحه وتميزه بعد الله سبحانه وتعالى يعود إلى تشجيع والده المستمر له ووقوفه الدائم معه، يقول “الحنابي”: “والدي الداعم الأول بالنسبة لي فهو من أكثر الناس المؤيدين لاستمراري إضافة لحرصه على انتظامي في حظور التدريبات وسعية بمشاركاتي في بطولات أرامكو”.
وتابع: “لا أنسى دور مدرب الفريق الأب الروحي لنا جميعًا الكابتن نبيل البراهيم الذي يحرص دومًا على سلامتنا داخل وخارج النادي”.
مجال التحكيم
وذكر أنه انتقل للمنطقة الشرقية عام ٢٠١٠م، وبحكم ظروفه العملية لم يتمكن من مواصلة التمارين في ذلك الوقت، وأشار إلى اقتراح أحد الأصدقاء عليه بالالتحاق بمجال التحكيم فكانت بداية انطلاقه ودخوله عالم التحكيم وبالفعل تجاوز الدورة التمهيدية للتحكيم وتم منحه الدرجة الثالثة بدل المستجد لكونه لاعب منتخب سابق.
يقول “الحنابي”: “بحمد من الله وفّقت في مجال التحكيم وشاركت في عدة بطولات محلية ودولية.
وأشاد بالأستاذ يوسف الطريف أبو يزيد لكونه الداعم الأساسي له ولجميع الحكام السعوديين وحرصه على تسجيلهم في معظم البطولات الدولية والمحلية وسعيه في تطوير مهاراتهم.
بطولات دولية
وعدد مشاركاته كحكم في بطولات دولية كثيرة أهمها:
بطولة قطر توتال للمحترفات (WTA) والتي كانت تضم أقوى لاعبات بالعالم وأعلى تصنيف عام 2015م في دولة قطر.
كأس ديفس للرجال للمجموعة الرابعة الآسيوية لعامي 2015، 2017 في مملكة البحرين.
بطولة فيوتشر البحرين للرجال عام 2012م في مملكة البحرين.
بطولة فيوتشر السعودية للرجال عام 2012م في الرياض.
بطولة الخليج لجميع الدرجات عام 2015م في الرياض.
البطولة العربية للناشئين والناشئات عام 2015م في مصر.
حكم فمدرب
وكشف عن اعتزاله من مجال التحكيم والتحويل من حكم إلى مدرب عبر الخطاب المرسل للاتحاد في منتصف ٢٠١٦م، وتطرق للفكرة التي طرحها على إدارة النادي بإنشاء أكاديمية خاصة بالتنس الأرضي بعد استقالة مدرب التنس، حيث لاقت الفكرة ترحيبًا كبيرًا من قبل إدارة النادي وعلى رأسهم المهندس سمير الناصر.
وأضاف قائلًا: “لي مشاركات كثيرة مع المنتخب كمدرب في الملحق، كما حصلت على جائزة أفضل المدربين المتميزين في المملكة العربية السعودية عام ٢٠١٨م.
وشارك “الحنابي” أيضًا في الكثير من معسكرات المنتخب دوليًا في بلدان مختلفة مثل سيريلانكا ومصر وفرنسا وتونس.
وأثنى على الأستاذ جلال الفرج أبو نواف باعتباره الداعم الأول له كمدرب حيث كان مصاحبًا له منذ صغر سنه ورفيقًا معه في السفر برفقة المنتخب في شتى المراحل التي مر بها كلاعب وحكم وأخيرًا كمدرب.
إعداد الأكاديمية
وتحدث “الحنابي” عن بداية تجهيزات الأكاديمية والترتيبات اللازمة لها بشراء الأدوات والكور والمضارب.
وأثنى على الكابتن علي آل محيميد والكابتن هادي الداوود والكابتن أحمد آل مبارك لوقوفهم بجانبه ومساعدته في التجهيزات.
نجاح وانضمام
ولفت إلى نجاح الأكاديمية من أول دورة أقيمت في شهر رمضان عام ٢٠١٦م لصناعة أجيال قادمة بمشاركة ٣٢ لاعبًا.
وبيّن أنه كان لدخول مدربين أكفاء تحت سقف الأكاديمية أمثال علي آل محيميد وحسين الحنابي وحسن الحنابي دور كبير في إقبال معظم اللاعبين على الدورات التدريبية فبرزت مجموعة منهم وحققت كثيرًا من البطولات في الملحق حتى وصلوا للمنتخبات الوطنية.
صعوبات
وبالنسبة للصعوبات التي واجهت “الحنابي” قال: “ضيق الوقت شكّل صعوبة بالنسبة لي بحكم وظيفتي بالقطاع الخاص والساعات الطويلة التي أقضيها في العمل والرجوع في وقت متأخر، حيث أجلس في المنزل ما يقارب ربع ساعة وأخرج بعدها للتدريب مباشرة”.
وأضاف: “من الصعوبات أيضًا قلة الملاعب حيث يمتلك النادي ملعبًا واحدًا فقط وهذا الشيء مؤثر بشكل كبير بحكم كثرة اللاعبين المميزين بالنادي مما يرهق المدرب ويؤدي إلى عدم إعطاء تمارين إضافية تساعد على تطوير اللاعبين بشكل أكبر”.
وتابع: “وفقنا مع إدارة النادي بعمل ملعبين إضافيين بملاعب صفا العروبة حيث تم اكتمال ٩٥٪ من الملاعب ومن المتوقع جاهزيتها خلال الشهر القادم”.
وعن تأثره بأصحاب الوسط الرياضي أوضح الحنابي أن من أضفى له الشيء الكثير وأعطاه الثقة – على حد قوله – هو رئيس مدربي المنتخبات السعودية السيد أوسكار من أندورا حيث كان يتابع تدريباته باستمرار وتزويده بالتوجيهات من وقت إلى آخر، مضيفًا دور الاتحاد السعودي للتنس واهتمامه بالمدربين السعوديين وإرسالهم في أغلب البطولات الدولية لكسب الخبرة من مدربي المنتخبات المختلفة.
وأكد “الحنابي” على أن الرياضة تندرج تحت أهم المسببات في رقي المجتمع إضافة لكونها وسيلة للحصول على جسم سليم خالٍ من الأمراض إلى جانب تعزيز الإيجابية لمن يمارسها والمساعدة في بناء العلاقات الاجتماعية البنٰاءة بين الناس.
وختم “الحنابي” حديثه بالشكر لجميع من وقف بجانبه خلال مسيرته السابقة كلاعب وحكم، ومسيرته الحالية كمدرب وخص بالشكر والديه الكريمين وزوجته التي تحملت كثرة مشاركاته الخارجية وغيابه عن المنزل، كما شكر إدارة نادي الصفا وجميع أولياء الأمور لوقوفهم ومساعدتهم في بناء جيل يرفع اسم الوطن في جميع المناسبات.
وفي النهاية قال: “أتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة «القطيف اليوم» لإتاحة هذه الفرصة لي والحث على نشر هذه الرياضة”.