دعا الفنان توفيق آل سباع للتخصص في مجال التصوير، والابتعاد عن التشتت في عدة مجالات، مشيرًا إلى أن هناك كثيرًا من المصورين المشهورين على الساحة، لكن لا يوجد مصور شامل لجميع جوانب الحياة، فهناك مصور متمكن في تصوير الاستديو أو في الحياة البرية.
ووجه “آل سباع” دعوة لعشاق فن التصوير، بتثقيف أنفسهم ذاتيًا ومن خلال أخذ الدورات، مبينًا أن المصور الناجح هو الذي يكون ملمًا بكل مجالات التصوير وتقنياتها، بالإضافة إلى التشبع بالمعلومات، وثقل تجربته، ومن ثم يتجه إلى المجال الذي يجد نفسه فيه.
بدايات عدسة
وحول بداياته، أوضح: “عملت بفلتر كلوز اب، وهي قطعة زجاج توضع على وجه العدسة ليقرب المسافة بينك وبين ما تود تصويره، مثلًا يكون بينك وبين الحشرة 15 سم، فلو وضعت فلتر كلوز اب يقرب إلى 10 سم، وبالفلتر عدة مقاسات للتحكم بها، أو بتركيب عدة فلاتر فوق بعض لنفس الغرض، لإنتاج صور جميلة”.
الخطوة الثانية
وتابع: “أعطتني دافعًا للتطوير، بعد فترة وجدت أن هذه الطريقة لا ترضي طموحي، وأنني بحاجة إلى فلاتر تعطي تكبيرًا أكثر”، منوهًا إلى أنه عند قيامه بالبحث، وجد عدسات ليست مخصصة للماكرو، ولكن عند ضبطها على الرقم مائة، يمكنه استخدامها من خلال زر التكبير لنفس الغرض، مسترجعًا ذكرياته بأنه اشتراها بثمن رخيص 700 ريال، وأعطت نتائج جميلة، بحسب وصفه.
الطموح لا يتوقف
وأكد أن طموحه أصبح أكبر بعد هذه المرحلة، فاتجه لعدسة اكتيشن 2 بحيث تكون موصلة بين الكاميرا والعدسة، لتعطي تكبيرًا كبيرًا جدًا، ليستطيع من خلالها إخراج أعمال تتسم بالقوة، لافتًا إلى أنه قام بإنتاج أعمال جميلة، شارك بها في جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، لتفوز من ضمن أفضل تجربتين في المعرض.
وعن تفاصيل الالتقاط قال: “كانت مصممة بعدسة اكتيشن 2 مع عدستين 200-700، بعدها اشتريت عدسة ماكرو، وأول عدسة كانت 90 تامرا، اشتريتها مستخدمة بـ 900 ريال، وكان نتاج هذه التجربة أعمال جميلة”.
فن وذوق
وبين أن التصوير لا يرجع للعدسة فقط، بل لذوق الفنان من؛ توزيع الإضاءة، والخلفية، والاهتمام بجميع التفاصيل، موضحًا أنه قد يقوم بجلسة تصوير مكونة من 1000 صورة، ويخرج بصورة أو صورتين مقبولتين، لديه ولدى المتلقي، ويستغرق التصوير فيها من ساعتين لثلاث ساعات، وقد يلجأ إلى طريقة الفوكس المتلاصق، وهي عبارة عن تصوير عدة لقطات 100 صورة أو أكثر، تدمج من خلال برنامج للحصول على صورة بدقة عالية جدًا.
تفاصيل الالتقاط
وأكد “آل سباع” أنه عند التصوير، لا بد من الاهتمام بأدق التفاصيل مثل؛ ثبات الكاميرا، وعدم هز الصورة عند الضغط على زر التصوير، وقد نحتاج لمؤقت للكاميرا كي لا تهتز الصورة عند الالتقاط، وكلما كانت فتحة العدسة ضيقة، سوف نحتاج لإضاءة عالية جدًا، وقد نحتاج لإضاءة اصطناعية باستخدام الفلاشات.
وذكر أن أساليب المعالجة لها دور كبير في إبراز العمل، مشددًا على حاجة المصور للتدريب من خلال مقاطع “يوتيوب” للمعالجة بحيث يتحول العمل من بسيط للاحتراف.
تصوير الماكرو
وقال: “إن مجال تصوير الماكرو جميل جدًا، يقربك من الخالق، فكلما اقتربت من عالم الحشرات، انبهرت بتفاصيلها، وكل حشرة بها تفاصيل غريبة جدًا، فبعض الحشرات طبقة عيونها مكونة من 500 قطعة”.
ونوه إلى أنه يجب أن يتعرف المصور على بيئة الصورة، فإذا كان سوف يصور حشرات لا بد أن يتعرف على سلوكيات الحشرات، وطرق التعامل معها في التصوير، لأن بعض الحشرات يتعامل معها بالتبريد، كي يقل نشاطها، وليستطيع أن يأخذ لقطات جميلة.
وأضاف: “يجب أن يظهر الحشرة كاملة، مع جمالية الإضاءة، ويظهر ذلك جليًا مع تصوير الماكرو، فهي تظهر تفاصيل الحشرة، كعيونها، والشعيرات التي على جسمها”، مشيرًا إلى أن عدسته أخذت أجمل التقاطة لحشرة اليعسوب.
الصعوبات
وبين ” آل سباع” أن مصوري الماكرو في الوطن العربي كانوا معدودين على أصابع اليد، من 2-3 فقط، ولم تكن المعلومات متوفرة باللغة العربية، فكانوا يذهبون للمواقع والترجمة، ولم تكن المعدات متوفرة، بعكس الوضع الآن.
نصيحة
ونصح المبتدئين بعدم التهور، والموازنة في أخذ المعدات، ووضع مسافة بينه وبين ما يريد تصويره، وعرض تجربته على أصحاب التخصص، والأخذ بنصائحهم وملاحظاتهم، لافتًا إلى أن الموهبة تصقل بالتجربة، إذ لا بد أن يكون بجانبه فنان يوجهه ويصقل تجربته بخبرته من خلال نقد أعماله.
جاء ذلك في محاضرة “تجربتي في تصوير الماكرو”، للفنان توفيق آل سباع، تحت مظلة جماعة مصوري القديح “وميض”، مساء الأحد ٢٨-يونيو٢٠٢٠م، عبر برنامج “زووم”.