من تاروت.. دخيل: الصدفة عرفتني بـ«الأكريليك».. وقيمةُ لوحاتي تحددّها التفاصيل

قادتها الصدفةُ واللاصدفة ربّما لعالمِ الألوان بطريقةٍ أخرى غير ما يدخلُ بهِا الآخرون، فالزمانُ قبل ثلاث سنوات، والمكانُ مرسمٌ صغير، والحدثُ تعبيراتٌ ومشاعر داخلية أرادت أن تبوحَ بها بطريقةٍ مختلفة، وكلُّ تلك الأمور مع بعضها خرجت بها لتجربةٍ عشوائيةٍ في مزج الألوان، فكانت النتيجةُ مدهشةً، نتيجةٌ أنجبت لوحتها الأولى التي زيّنت بها جدران سكن ابنها في كندا كهديةٍ تحفظُ لها ذكرياتها الجميلة بالرسم وفن السكب.

لوحةٌ تلتها لوحاتٌ أخرى لما يُسمى بـ”فنّ الأكريليك” حيثُ وجدت كفاح أحمد دخيل في هذا الفن استمتاعها الخاص بدمج وسكب الألوان، والخروج بولادةٍ جديدة بكلّ لوحة جديدة تتنفس معها الصباحات المختلفة في
كلِّ يوم.

مهاراتٌ مختلفة
امتلكت دخيل الكثيرَ من المهارات قبل ضلوعِها في فنّ الأكريليك كفنّ الخياطة والكروشيه وبعض الفنون الأخرى، حتّى دخلت هذا الفنّ قبل ثلاثِ سنواتٍ، بعد أن وجدت فيهِ ضالتها المنشودة في التعبير عن الذات، والتنفيس عن مكنوناتها الداخلية، والخروج بمواليد جديدة تبعثُ بألوانها المتناغمة طاقةً إيجابية عند كلّ من يراها أو يتأملها.

فنّ السكب
وعن هذا الفنّ الذي قد يراهُ الآخرون لكنّهم لا يعلمون عن مسمّاه وفكرتهِ، تحدثت دخيل لـ«القطيف اليوم» قائلةً: “فنّ السكب هو فنّ التخطيط المسبق، والتصوّر الذهني لاندماج الألوان وتداخلها، وانبثاقها من بعض مكونةً خلايا كونية جميلة، وهو من الفنون الحديثة، ومن أجمل الهوايات التي مارستُها، ويُفرحني كثيرًا عندما تخرج اللوحة بشكلها الجميل”.

وتابعت: “إنّهُ الفنُّ الذي يتمتّع بالكثيرِ من المزايا النفسية والذاتية التي يحققها لصاحبهِ، لكنّ من عيوبهِ أنهُ في كثيرٍ من الأحيان يخرج الوليد على غير ما خُطّط له، أو ينقصه شيءٌ من الفن”.

ألوان وفُرش
تمارسُ دخيل عملها وسطَ تفهّمٍ من عائلتها ومساعدةٍ لها في أجواءٍ هادئة، بعد أن تجهّز عتادَها للرسم من أدواتٍ مختلفة تتكوّن من اللوحة الخاصة وألوان الأكريليك، وبعض الأدوات والمواد الخاصة المُستخدمة في إخراج العمل بشكلهِ الجميل؛ كالفرش الخاصة والأعواد الخشبية للخلط، وهذهِ مرحلةٌ مهمة تحتاجُ إلى صبرٍ
وعناية ودقةٍ في اختيار الألوان وجودتها، ولابدّ لكل من يميلُ لهذا الفنّ من حضور الدورات التعليمية لتعلّم فنّ السكب.

لوحةٌ وصورة
تنجزُ دخيل لوحتها بكلّ حبّ وإتقان، وما إن تنتهي حتى تبحثُ عمّا يُحاكي هذه اللوحة من صور الطبيعة الواقعية الموجودة في عدّة برامج، فهي لا تضعُ صورةً أمامها لتستقي ألوانها وفكرتها، لكنّ العكس هو الصحيح، وقد استطاعت أن تطوّر من إمكانياتها بهذا الفنّ بالعمل الجاد، والتجريب، ومطالعة إنجازات الآخرين لاسيّما الفنانين الأجانب حيثُ ينتشرُ هذا الفن لديهم بصورةٍ أوسع.

منتوجاتٌ أخرى
وأنتجتِ مع الوقت منتوجاتٍ أخرى بفنّ السكب غير اللوحات، فقد عمِلت أحرفًا خشبية، واشتغلت على السيراميك كذلك وأغلفة الجوالات، ولكنّ كل ذلك لم تدرجهُ في مشروعها،  فهذا الفنّ مفتوحٌ للتقدّم والتطور، ويمكن استخدامه على خامات الخشب كالطاولات، وعلى الملابس أيضًا.

 قيمة
وحول أسعار لوحات الأكريليك كشفت دخيل عن السر في تحديد أسعار اللوحات لـ«القطيف اليوم» قائلةً: “تستغرقُ اللوحة مني في معظم الأحيان من 6 إلى 8 ساعات، وتتحدّد قيمتها بحسب مجموعة التفاصيل الموجودة فيها، والتي تتحكم في سعرها، فالمُشاهِد يجهل العمل المبذول، وقيمة المواد المستخدمة فيها، ولكن السعر بالعموم في المتناول”.

وأضافت: “إذا أنتجتُ بعض اللوحات فلم تعجبني، فلا أسوّقها لأحد، إنّما أتركها في منزلي، وأُعيدُ النظرَ فيها في وقت آخر، أو أقومُ بإتلافها، وهذا أمرٌ طبيعي أن يحدث مع أيّ فنان”.

وأردفت: “كلُّ أعمالي أجدهُا قريبةً إلى نفسي، أمّا اللوحة الأولى فهي الأقرب لي، ولي معها ذكرياتٌ جميلة، وقد أهديتُها لابني في كندا، وأنا أحرصُ على تحديد أسعار لوحاتي عبر صورها الموجودة في صفحتي في الإنستقرام، فلقد أجريتُ عليهِ  بعض التعديلات ليصبحَ مشروعي الخاص للوحاتي التي أحاولُ باختلافها أن أُرضي أذواق الناس، فالناسُ مختلفون فيما يرتاحون له، ولكنْ تُسعدني تلك الإعجابات والتعليقات التي يتركها الناس لي في صفحتي؛ لأبتسم، وأستعد لميلادٍ جديد”.


error: المحتوي محمي