فند اختصاصي السمع والنطق فتحي العوامي القاعدة السائدة عند غالبية المجتمع بأن الإناث أسرع في النطق من الذكور،مبينًا أن ذلك وارد فعلًا، لكن ليس هناك دراسة علمية تؤكده، مرجعًا ذلك للخبرات، وقال:” على سبيل المثال، نجد أن البعض يصنف أن الطفل المتأخر في الكلام يمشي سريعًا والمتأخر في المشي يكون نطقه أسرع، وعلى الرغم من أن هذا ما تؤكده الكثير من الأهالي، إلا أنه في الأخير عائد لخبراتهم لا لدراسات علمية مثبته”.
وبين أن تأخر الكلام يأخذ صورًا وأشكالا عدة هي؛ إخراج أصوات لا معنى لها كمثل الصم في التعبير عن احتياجهم، أو استخدام كلمات بسيطة أو الإشارة في احتياجه بالإيماء باليدين والرأس مثلًا، أو إبدال وإقلاب وحذف ويكون كلامه يصعب فهمه، أو معرفته قليلة واستخدامه للمفردات أو المسميات الدارجة “باب – نافذة”، أو الإجابة بكلمة واحدة فقط، وهنا يجب أن نلقي عليه أسئلة تكون إجابتها لا تشمل “نعم – لا”، أو الصمت أو التوقف بالكلام وكأنه آلة أغلقت عنها الكهرباء.
وذكر العوامي في المحاضرة التي قدمها بعنوان “طفلي كلامه غير مفهوم.. كيف أساعده؟”، وذلك خلال استضافته من قبل مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية على “إنستجرام”، أن قراءة القصة للطفل أحد الطرق التي تساعد على إكسابه اللغة، موصيًا بأن تقرأ له القصص باللغة العامية الدارجة حتى وإن كانت مكتوبة بالفصحى، مع التنويع في تعابير الوجه وتغيير نبرة الصوت، مع طرح الأسئلة على الطفل بعد الانتهاء.
واعتبر صرخة الطفل الأولى بداية الكلام، فالأطفال لديهم فروقات فردية، لذلك نجد بداية الكلام لدى بعضهم عند 9 أشهر، ولدى آخرين عند 14 شهرًا، مشيرًا إلى أن الفروقات الفردية دورها مؤثر حتى على الأخوين التوأم.
وأضاف “العوامي” أنه في السنة الأولى وحتى سنة ونصف من عمر الطفل، تكون كلماته بسيطة مثل ماما وبابا، أي كلمة واحدة مفردة، وفي السنة الثانية ينطق كلمتين، وفي الثالثة ثلاث كلمات في جملة بسيطة وتكثر الأسئلة، أما في الرابعة أربع كلمات في جملة مع استخدام الضمير.
وأوضح أن هذا يخضع لعوامل كثيرة من أهمها؛ إمكانية الطفل العقلية، واستجابة حواسه لما يدور حوله، والمستوى الثقافي للأسرة، والطريقة التي يعامل بها الطفل هل هي قائمة على العنف والضغط والحرمان وعدم إتاحة الفرصة له أم على التشجيع والدعم.
وشرح خطوات جذب انتباه الطفل وهي؛ عدم التحدث معه من ارتفاع كبير ولكن من مستوى منخفض يتناسب مع مستوى أذنيه، ويجب أن يشعر الطفل بتغيرات وجهنا وصوتنا، وأن نجعله يشترك معنا فيما نقوم به، فالوسيلة المثلى لتعلم الكلام هي القيام بنشاط معين.
وتطرق إلى الشروط الواجب توفرها لكي يتكلم الطفل وهي؛ القدرة السمعية، وتكون أعضاء الكلام سليمة “اللسان – الفك – الأسنان -التنفس”، والقدرة العقلية، والبيئة المساعدة، وعدم إصابة الطفل بالأمراض كالحصبة أو الحمى الشوكية.
وقال “العوامي” إن هناك عدة طرق نساعد بها أطفالنا على اكتساب اللغة داخل البيت منها؛ بالنسبة للرضيع؛ أن ينتبه طفلك للأصوات المحيطة به حتى وإن كان ذلك صوت الباب أو صوت لعبة، وأن يخرج الطفل أصواتًا كلامية بسيطة مثل المناغاة، والتعابير على وجه الطفل من الابتسام والخوف والغضب، وبالنسبة للكبير هي؛ نطق كلمات بسيطة حتى لو تعبير مثل “نان – نان” ويقصد بها سيارة، واستخدام لغة الجسد مثل اليدين مثًلا في كلمة “باي – تعال”، والاستجابة لاسمه إذا ناديناه، وتقليد الطفل لمن حوله بطريقة لعب السيارة مثلًا، ومعرفة الأسرة كالأب والأم والإخوة حتى لو بالإشارة لهم، ونطق الكلمات والجمل تدريجيًا.
وبين أنه توجد تمارين مساعدة لنطق الكلام، قائلًا: “وجهي انتباه الطفل إلى الأصوات المختلفة مثل صوت جرس الباب ودعيه يجربه، واشتر له ألعابًا تصدر أصواتًا، والعبي معه بأصوات بسيطة، وأدخلي مقاطع صوتية بسيطة في كلامك كي يتفاعل، وأدخلي الكلمات مع الإشارات مثل مع حركة يدك عند تحذيره من شيء خاطئ، وعلميه اسمه وناده به كثيرًا ونادي إخوته بأسمائهم، وكلميه باستمرار، وعلميه الألوان بالكروت أو البالونات مثل أحمر وغيرها وكرريها وأسماء الحيوانات أو الفواكه والخضراوات وغير ذلك، وتدريجيًا وحسب سنه واستجابته ابدئي في استخدام جمل كبيرة نسبيًا”.
وذكر عدة نصائح للأسرة التي لديها طفل مصاب بمشكلات في النطق هي؛ التشجيع، والتحدث معه بشكل مستمر، والنطق الصحيح، وعدم إجبار الطفل علي الحديث رغمًا عنه، واستخدام صور العائلة والحديث عمن بها من أفراد، والسماح له باللعب مع الأطفال الأفضل منه في مهاراتهم اللغوية، وتوجيه الكثير من الأسئلة له، والإجابة عن تساؤلاته، وعدم السخرية من الطفل أو من طريقة نطقه، وإبعاده عن التكنولوجيا، علاج مشاكل السمع أو التهابات الأذن دون تأخير.