اعتبر المدرب أمين البراهيم المعدل العالي غير كافٍ مطلقًا في الوصول للوظيفة ولابد من الموازنة بين الحفاظ على المعدل العالي والبحث عن المهارات، موضحًا أن عصر الشهادة وحدها قد انتهى، وضرب مثالًا على ذلك بوجود طلاب مبتعثين بشهادة دكتوراه مازالوا في رحلة البحث عن الوظيفة.
ودعا الطلاب لاختيار التخصص وفقًا للوظيفة المرغوب فيها، مشيرًا إلى أن الدراسة مهما كانت مدتها سواء (دبلوم – بكالوريوس – ماجستير – دكتوراه) إلا أن سنوات الوظيفة ٢٥ سنة بمعدل يقارب ٨ ساعات في اليوم الواحد تفوق سنوات الدراسة بكثير، موضحًا أن الجلوس في بيئة العمل يأخذ وقتًا أطول من الجلوس مع الأهل والأصدقاء.
وفي جانب اختيار التخصص المناسب، قال: “إن الجيل اليوم ليس مثل السابق فجيل اليوم من مرحلة الثانوية يعرف اهتماماته وميوله وكيفية اختياره للتخصص المناسب”.
ونوه إلى ضرورة اجتياز اختبار تحديد الميول فمن خلال الأسئلة يستطيع الطالب تحديد ميوله ورغباته سواء كانت (هندسة – طيران – علوم كيميائية، وغيرها من التخصصات الأخرى)، وحث الطلاب والطالبات على دراسة جميع الحيثيات ومعرفة جميع التفاصيل قبل البدء في اختيار التخصص.
وتناول عدة نقاط مهمة يجب على الطلاب مراعاتها أثناء وضع جدول المحاضرات مثل معرفة إذا كانت المادة أساسية وتفتح مواد أخرى أو فرعية بالإمكان أخذها في وقت آخر، ومعرفة إذا كانت المادة تدرس من قبل محاضر واحد أو عدة محاضرين، واختيار التوقيت المناسب الصحيح.
وفي حديثه عن البيئة الوظيفية، قال: “حياتك الوظيفية لها أثر وعلاقة مباشرة بعلاقتك الزوجية والأسرية وصحتك النفسية والجسدية، فعلى سبيل المثال عند حدوث مشادة كلامية مع مديرك في العمل فينعكس ذلك على أخلاقك عند عودتك للمنزل”.
وأشار إلى أن معرفة الطريقة الصحيحة في التعامل مع زملاء العمل والتركيز على ما يقال وما لا يقال مهمة جدًا للموظف في عمله، وحذر من أخذ الاستشارات في نطاق العمل لكون المَوظف الآخر غير مختص وربما ظروفه مختلفة تمامًا، مرجعًا نشوب مشاكل أسرية كثيرة جراء العمل في بيئة مختلطة لعدم الفصل بين الصداقة والزمالة.
ومن ناحية الإنجاز في بيئة العمل قال: “البعض يعتقد أن استغراقه الوقت في العمل أمر جيد بمعنى أن بعض الموظفين يستطيعون أن ينجزوا خلال ساعتين أو ٣ ساعات ما ينجزه موظف آخر في ٨ ساعات فلا بد أن يكون التقديم بأعلى جودة ممكنة وفي أقل وقت ممكن.
وسرد بعض مقتطفات من كتابه “انت من تكون” فتناول جانب أهمية بناء الشخصية لجميع أفراد المجتمع وخاصة الشباب سواء كان طالبًا أم موظفًا وعرف بناء الشخصية بأنها رحلة لا يوجد بها نقطة توقف وشدد في الوقت نفسه على استمرارية بناء الشخصية مدى الحياة.
وتابع قائلًا: “بناء الشخصية يحتاج النظر في جميع الزوايا فلا تجهد نفسك ولا تفقد أحد المسارات فعلى سبيل المثال فقد تكون جيدًا جدًا في حياتك المهنية ولكنك ضعيف في تربية أبنائك، لذلك نجد كثيرين من الأكاديميين حياتهم الأسرية غير ناجحة وكثيرًا ممن لا يملكون شهادات حياتهم سعيدة فلا بد من الموازنة في شؤون الحياة”.
وفي الأخير، أكد على أن كل إنسان مهما علا شأنه في الحياة يحتاج إلى أن يقف ويراجع حساباته ويعيد دراسته لشخصيته وقرارته، منوهًا إلى أنه في حال عدم مبادرة الإنسان في اختيار مساره بنفسه فسوف تغيره الحياة فالتغيير لا يعد من كماليات الحياة بل هو أمر أساسي.
جاء ذلك خلال استضافة المدرب أمين البراهيم على منصة عبدالعزيز المجحد التابعة لصدى الأحساء عبر تطبيق الإنستجرام في لقاء حمل عنوان “أنت من تكون” وذلك يوم الثلاثاء ٢ ذو القعدة ١٤٤١هـ.