نصيحتي لكم: «اقرأ حتى تتعب».. 1

أول نصيحتي لكم أبنائي وبناتي الشباب هو «اقرأ حتى تتعب»

• العمر يسير فاملأوه بالفكر والعلم والأخلاق.
• شبابك هو فترة الصحة والفراغ فاستفد منه بكل ما تستطيع.
• المتع والضحك والنكت ستريحك لكنها لن تبنيك.
• لنجعل في ديوانياتنا ومساجدنا وحسينياتنا يومًا للقراءة.
في عنفوان الشباب حركة نفسية وغرائزية وروحية تجعلك متيما بالحياة والمرح والسعادة ولن تبحث عن هموم أو تعب بل ستهرب منهما وستكون الديوانيات والمقاهي والمطاعم محلات راحة نفسية، مملوءة بالضحك والمزاح والنكت وستتداولون قصص السناب ومقاطع اليوتيوب وتحلو الجلسات وإن اشتد التعب فهناك السفر ولو قصير.
يردد الشيوخ أبيات نقرأها في لحظات العمر المتأخر “فياليت الشباب يعود يومًا فأخبره بما فعل المشيب”.

أنت في بداية عمرك فاغتنم زهرة عمرك بمزيد من القراءة والاطلاع فأنت تتمتع بصحة وعافية وعدم المسؤولية إلا عن نفسك فاملأ عقلك بالعلم والمعرفة والعقيدة والفقه واجعله أهم الأولويات التي تفرّغ الوقت من أجله.
حقًا لا توجد نصيحة أبدأ بها سلسلة متواصلة إن شاء الله لأبنائي الشباب والشابات أكثر من القراءة والاهتمام بها حتى التعب وبه ترتفع الشعوب ويعلو وجودها بل لن تجد شعبًا له قيمة حقيقية إلا بالعلم والمعرفة والإبداع وبه جاء القرآن آمرا بأول حروفه {اقرأ باسم ربك الذي خلق..}.
بل لم يكن للإنسان ذاته في قيمته أكثر من العلم والمعرفة والأخلاق التي تحمي مخزون العلم وتجعله مهذبًا ذا منتوج قيمي فإن الإنسان كلما ازداد علمًا ارتفعت قيمه الأخلاقية والأدبية وليمد اليد إلى أصحابه ليجعلهم في مصافه الفكري الواعي.
بعض المبررات التي تبعدك عن الاهتمام بالقراءة هي الجامعة فيقول الشباب إنني اهتم بكتبي الدراسية ولن يكون لدي متسع من الوقت لقراءة كتب أخرى فكرية وثقافية وسأكتفي بالاطلاع على بعض المواضيع التي أجدها بالوتس آب أو الفيس بوك وهذا يكفي في الوقت الحاضر وإن شاء الله سوف أوفر وقتًا جيدًا حينما أتوظف وسيكون لدي مجال أفضل حينئذٍ.
بل سيكون لدي وقت أفضل أيضًا عندما أخطب وأتزوج وسيكون عندي مجال جيد وحينها سأوفر وقتًا جيدًا للاطلاع والقراءة وزيادة المعرفة وسيكون ذلك جل اهتمامي ولن أكون مشغولًا بالدراسة أو غيرها مما يزاحم القراءة.
يتصل أخي وصديقي لنقضي وقتًا ممتعًا مع الشباب والليلة التالية تتصل خطيبتي لأجل التجهيز لحفل الزواج والليلة التالية يطلبني أصدقائي لسفر قصير والليلة التالية يطلب مني العمل عملًا إضافيًا وينتهي الأسبوع والشهر والسنة ولا أجد وقتًا أفرغه للقراءة.
فترة الشباب هي فترة الصحة والوقت وعدم المسؤولية الأسرية وهذه الأمور تفتح مجالًا أفضل للقراءة والاطلاع دون وجود مسؤوليات كبيرة تشغلك عن القراءة خصوصًا مع فترات العطل الطويلة.

فالعقل يتسع بالعلم والاطلاع والنقاش بل والجدل وإن أردت أن تكون لك عادات حسنة فلتكن القراءة إحداها وأنت من يصنع هذه العادات وثق أن ما يضيع من عمرك دون أن تصنع منه مادة تشد روحك وشخصك فإنها أيام ضاعت ولن تعود وأنت الخاسر لأنك لم تستثمرها فيما يصقل ذاتك.
أبنائي وبناتي جميعًا دعونا نبدأ من اليوم بقراءة صفحة وغدًا صفحتين وفي أسبوع نصف كتاب وفي شهر كتاب ولنتبادل الكتاب الجيد ولنجعل من ديوانياتنا ليلة للقراءة وفي مساجدنا وحسينياتنا يومًا للقراءة ولنجعل أنفسنا روادًا للفكر والعلم والثقافة.
لقد كانت جامعة الإمام الصادق عليه السلام بمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى هم نبراس العلم وأصوله.

بكم نفتخر ونعتز سلسلة وصايا لأبنائي الشباب والشابات # 1


error: المحتوي محمي