من القطيف.. المعبر طبيبة تتنقل بين إبرة تخدير الأسنان وفرشاة التلوين

مزجت بين هوايتين، فنانة تشكيلية تداعب فرشتها الألوان، وطبيبة أسنان، تبرع في عملها كاختصاصية في علاج أمراض اللثة وجراحتها وزراعة الأسنان.

د. سمر حسن علي المعبر، المنحدرة من القطيف، طبيبة أسنان، تجمع بين الطب كمهنة إنسانية، والفن والأدب كحالة إنسانية، تفرغ من خلالها شحنات مشاعرها وأحاسيسها.

انصهار
تروي” المعبر” حكاية عشقها والوله الفني لـ«القطيف اليوم»، تقول: “أهمس بمفرداتي، يسوغها دفء مشاعري، أعاند عقارب الساعة لضيق الوقت متنقلة بين حبي للكتابة، ولوحاتي الفنية، الشغف الذي مارسته منذ نعومة أظافري في كراستي”.

وأوضحت أنها تنتمي للمدرسة التشكيلية التعبيرية، التي من أبرز مبادئها الأساسية، تعبير الفنان عن منظوره الخاص للعالم، بكل ما يحويه من موجودات، متحررًا من النظرة العامة المجردة للأشياء، ومتجنبًا تصويرها تصويرًا دقيقًا وصحيحًا.

مشاركة وفوز
وقالت عن مشاركاتها الفنية: “كانت البداية مشاركتي بمعرض فني مقام على مستوى المدرسة، في الثانوية العامة بأمريكا”، معللة ابتعادها بعد ذلك بانشغالها بالدراسة والتخصص.

وذكرت أنها عند عودتها للوطن، عززت موهبتها بأخذ دورات عديدة، ومشاركات من خلال معارض محلية فنية تابعة لأتيليه فن، ومواهب واعدة، بالإضافة لأنشطة تثقيفية مجتمعية.

وتضيف: “حازت لوحتي المدرسية على المركز الثالث، رسمتها بألوان مائية، وكان موضوعها نخيل القطيف، بينما حصلت على جائزة المركز الأول في مسابقة “أتيليه فن” الأدبي عام 2020 م”.

جنود الصحة
وحول مشاركتها الفنية الأخيرة قالت: “اشتركت مؤخرًا في فعالية “جنود الصحة” الإلكترونية، التي أقيمت بتنظيم من “جفست”، الجمعية السعودية للفنون التشكيلية”.

وبينت أنه من خلال عملها، تم حث الكادر الطبي على المشاركة بأعمالهم الفنية، بمعرض افتراضي بسبب الظروف الراهنة، وتزامنًا مع حملة “خليك بالبيت”، فشاركت بعمل وبانتظار إعلان النتائج.

لا مكان لا عنوان
وأوضحت: “حصلت على فسح لكتابي “لا مكان لا عنوان”، كنت قد انتهيت من تصميم إصداري، ثم تعطل في الطباعة فترة طويلة، قمت بسحبه، وبسبب هذه المعوقات، وضيق الوقت لم يتم طبعه حتى الآن”، مشيرة إلى أنه عبارة عن نصوص أدبية، تقول في إحدى نصوصه:
ما أنا؟
قطعة سكر، بجانب قهوتك
تحركها، تذيبها بيديك
ساعة
تزين معصمك، تعجبك
لتحفظها في خزانتك
أم قلم يزين جيب بزتك؟

الصعوبات
ونوهت إلى أن أبرز الصعوبات التي تصادفها عامل الوقت، فهو التحدي الأكبر الذي واجهته في ضوء ضغوط العمل والأسرة، فكل مرحلة لها صعاب مختلفة، مشددة على أنه لا بد من التعامل معها بصبر وإيمان بالله لنستمد منه العزيمة لمواصلة المسير.

وأكدت أن المسار الصحي يتخلله صعوبات، وعثرات كثيرة، ويحتاج للكثير من العزيمة والإصرار، مبينة أن الشغف يذيب كل الصعاب ويذلل العقبات، ومجالها يتطلب الدراسة والاطلاع المستمر لمواكبة المستجدات.

وتابعت: “أما بالنسبة للمسار الفني، فتكمن صعوبته في قلة الوقت المتاح لي، لممارسته كطبيبة وأم، وبالتالي قلة مشاركتي في المعارض، والمنتديات الثقافية، لكني أحاول خلق بعض الوقت للإبحار فيه”.

الإنسان القدوة
وحول القدوة في حياتها قالت: “والدتي هي سر نجاحي واستمراري في مجالي المهني والعائلي، ولوالدي الفضل في ترسيخ حب العلم المستمر”.

ووجهت في نهاية حديثها رسالة عامة بقولها: “لا يوجد شيء مستحيل، لا يوجد حلم، بل هناك أهداف محققة، لمن نوى وعزم على العمل، وتوكل على الله، فالحياة مليئة بالعثرات، لكن تخطيها ممكن بالإرادة”.


error: المحتوي محمي