المصلي: اللون آية من آيات الله توضح الإعجاز العلمي للقرآن

تحدث محمد المصلي عن رؤيته للمعاني في القرآن الكريم، كفنان تشكيلي، وناقد، مبينًا أهمية اللون في القرآن الكريم، والألوان التي ذكرت فيه، وهي اللون الأبيض، والأسود، والأحمر، والأزرق، والأصفر، والأخضر.

وقال بأن لفظ ألوان ومشتقاته، ورد في سبع آيات فقط من القرآن الكريم، وسبعة مواضع، وتطابق عددها مع عدد ألوان الطيف، وهي من أسرار الله في الكون.

جاء ذلك عبر منصة مجلس البتول لتدبر القرآن الكريم، على منصة برنامج زووم في محاضرة بعنوان “الألوان في القرآن الكريم”، ليلة الثلاثاء 17 يونيو 2020م، ودارت محاور المحاضرة الثلاثة حول أهمية اللون في القرآن، والألوان التي ذكرت في القرآن، نتيجة المحاضرة.

ألفاظ ومدلولات
وأشار إلى وجود ألفاظ أخرى، تحمل معاني الألوان من دون لفظها، كأحوى، ومدهامتان، ووردة كالدهان، مبينًا أن هناك لفظين يدلان على شدة اللون، وهما: فاقع، وغرابيب، وربط الألوان ورؤيتها بشبكية عين الإنسان الطبيعية، التي تحتوي على ثلاثة ألوان، هي: الأحمر، والأزرق، والأخضر، والتي يمكنها أن تميز من 200- 250 لونًا.

وأوضح أن معاني كلمة لون، وألوان، في القرآن الكريم، تارة تجيء لبيان شكل اللون وصفته، أو ترمز باللون لأشياء أخرى، وكلمة صبغ ليست للون فقط، إنما حسب معناها، وقد تكون طلاء أو المبالغة في تلوينه.

وتساءل: لماذا القرآن يذكر هذه الألوان بالتحديد، ولم يذكر غيرها؟ مجيبًا بأن ذكر اللون في حد ذاته، هو آية من آيات الله، توضح الإعجاز العلمي للبيان القرآني، وقدراته، والاستفادة من ذلك في المجالات الحياتية، ويظهر من خلاله الوضوح الجلي، اهتمام القرآن بالألوان.

معاني الألوان
وقال إن اللون الأسود ورد مرة واحدة ومشتقاته سبعة وهي، اللون الأبيض ورد 12 مرة في 9 آيات، في حين أتت مشتقاته في أثني عشرة مرة، والأصفر مرة واحدة بلفظ صفراء، ومشتقاته 4 مرات، بينما تم ذكر الأخضر مرة واحدة، ومشتقاته ثماني مرات، والأحمر مرة واحدة، وهو اللون الوحيد الذي اقترن بلفظ ألوان، ومشتقاته مرة ورحدة ليصبح مرتين.

ألوان محايدة
وأضاف: بينما اللونان الأبيض والأسود من الألوان المحايدة، أوضح أن البياض قمة الصفاء والنقاء والوضوح، والسواد قمة القتامة والإعتام للتعبير عن التباين الشديد بين لونين متناقضين، أقصى التناقض، لإبراز المعنى.

لون الجنة
وذكر أن اللون الأخضر في ثماني آيات، حيث تعدد استخدامه لكونه سر روح الحياة، وسر النضارة والجمال، وهو في الشجر، والنبات، والثمر، والطير، والفراش، الثوب، والبساط، مشيرًا إلى أن الأخضر، يعد من ألوان الجنة وبه إحياء الأرض بعد موتها، موضحًا أن معنى مدهامتان، هو اللون الأخضر الغامق.

الأحمر والأصفر
وبين أن اللون  الأحمر ذكر في آية واحدة في قوله تعالى: {وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}، وفي قوله: {وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}، بشكل رمزي ليدل على عظيم أهوال يوم القيامة.

وتابع: كذلك اللون الأصفر ذكر مرة واحدة، وذكرت مشتقات اللفظ في ثلاثة مواضع، ويتمثل في الصحة، والمرض، فهو وسيلة لتبيان الحالة، وجاء كلون النار والزروع اليابسة، موضحًا أنه لون غير جيد، ينهى عن لف الطفل فيه عند ولادته.

مصدر الألوان
وأوضح أن ذكر لفظ أبيض جاء مرة واحدة وهو مصدر الألوان، في حين أتت مشتقاته في إحدى عشرة مرة، منها مرة تعبر عن درجة من درجاته، وعشر مرات تعبر عنه، وعن صفاته، ليصبح المجموع اثنتي عشرة مرة.

شكل ورمز
ونوه إلى أن الألوان قد تأتي للتعبير بها شكلًا؛ أي هيئة في قوله: {ثيابُهم خضر}، وكرمز لنفسها في قوله: {يوم تسود وجوه، وتبيض وجوه}، ولتعبر بها عن غيرها كما في قوله: {ابيضت عيناه من الحزن}، وتارة تأتي بالشكل والرمز معًا كما في قوله: {واختلاف ألسنتكم وألوانكم}، ولتعبر عن عدة اتجاهات، كاللون، والهيئة، والجنس، والنوع.

اللون والنفس
وعبر عن دلالة اللون على النفس البشرية، فاللون الأبيض يعبر عن الصفاء، والنقاء والهداية، والحب، والخير، والحق وإثارة المشاعر الإنسانية النبيلة.

وتابع: “أوضحت بعض الآيات أن البياض قمة الصفاء والنقاء والطهر والوضوح والقبول عند الله، بينما السواد هو قمة القتامة، والإعتام، والموت، بينما الأصفر يرتبط بالجدب والهلاك، والمرض، والأخضر من ألوان الجنة والنعيم”.

وأضاف: “يرمز الأزرق للمحبة والسلام، والصفاء وهو رمز للصداقة والحكمة، والأحمر لون النار، بما تحويه من قوة، وإثارة، والأبيض لون الصفاء والنقاء والهداية والحب والخير والحق”.


error: المحتوي محمي