على مائدة إنستجرام.. أبو السعود ينقل تراث القطيف بـ30 طبقًا شعبيًا

اختار الفوتوغرافي فراس أبو السعود أن يظهر تراث القطيف من جانب آخر، جانب قلما يتناوله الفوتوغرافيون في صورهم، وتحديدًا جنس آدم من الفوتوغرافيين، حيث قدم تراثها على 30 طبقًا مختلفًا، تحمل أصنافًا مختلفة من الأطباق الشعبية للمنطقة.

حجر ورمضان
ربط “أبو السعود” بين الأطباق الشعبية وشهر رمضان المبارك، فقد بدأ مشاركة التقاطاته لتلك الأطباق مع هلال الشهر الكريم، مقدمًا على مائدة حسابه في برنامج “إنستجرام” طبقًا واحدًا كل يوم.

وبدأت الفكرة، بحسب ما ذكره لـ «القطيف اليوم»، بعد أن تغير وقت الحجر وتحديًدا عندما قرب شهر رمضان، يقول: “كنت أتحدث مع أخي عبد الله، وعرضت عليه فكرة تصوير الأطباق الرمضانية وشجعني على ذلك”.

وأضاف: “ساهمت والدتي وخالاتي وزوجتي بإعدادهن للأطباق اليومية في نجاح هذا المشروع، لذلك أنا هنا أتوجه لهن بالشكر الجزيل”.

وعن ربطه لمشروعه الفوتوغرافي بشهر رمضان الكريم أوضح: “من الأشياء التي تميز شهر رمضان الكريم هي تلك الأطباق الشعبية، وكثير من أطباقنا الشعبية بات يقتصر وجودها على هذا الشهر الفضيل، فوجدتها فرصة لأن تكون موضوع مشروع التصوير الرمضاني”.

ولادة الأفكار
خطط الفوتوغرافي فراس لمشروعه بصورة مسبقة قبل التنفيذ، فبدأ في جمع بعض الأفكار لعدد من الأطباق ونفذها مع إعداد كل طبق، إلا أنه أثناء العمل تولدت لديه أفكار جديدة مختلفة عن تلك التي خطط لها، مما جعله يستبدل بعضًا من أفكاره بالأفكار الجديدة.

وبين أن تواجده في بيت والدته، حفظها الله، ساهم في الاستعانة بكثير من الإكسسوارات القديمة التي ساهمت بشكل كبير في اكتمال فكرة الأعمال.

حمصة الروبيان مُتَوجَة
تنوعت الأطباق التي صورها بين؛ الخبيصة والممروس والمفتوتة والساقو والهريس والخنفروش والمحلبية (الكسترد) والكباب القطيفي والسيوية (الشعيرية -البلاليط) والمجدرة والمحشي والجريش ومچبوس الروبيان وصالونة الكفتة وخبز التنور المنزلي والتلاقيم والعفوسة والمرقوق والثريد والفتة ومسمن اللحم وحمصة الروبيان وكبسة الدجاج وسمك الصافي المشوي وشوربة الشوفان وقيمة اللحم ومحلبية الرز والعقيلي والمحموص.

وحصدت حمصة الروبيان المركز الأول في عدد الإعجاب، حيث نالت 1230 إعجابًا، وبعدها مچبوس الروبيان بـ1063 إعجابًا.

أما عن أكثر الصور التي حصدت إعجاب “أبو السعود” نفسه، فقال: “شخصيًا أكثر الصور التي أفخر بإخراجها كانت صورة التلاقيم وصورة مجبوس الروبيان والعقيلي”.

تفاعل
يضم حساب فراس أبو السعود على “إنستجرام” متابعين من مناطق ودول مُختلفة، وقد ظهر تفاعلهم مع الأطباق الشعبية القطيفية، ليس بختم الإعجاب فحسب، بل تجاوزوا ذلك إلى طلب طريقة إعداد الطبق.

يقول: “فاجأني التفاعل مع الأطباق، خصوصًا ممن هم من خارج المنطقة، وقد طلب الكثير مني كتابة الوصفات، وقمت بإضافة الوصفات لبعض الأطباق، كما سأقوم بإضافة البقية قريبًا”.

ويضيف: “أيضًا فاجأني وجود بعض المسميات لدينا لأطباق مختلفة في دول أخرى مثل الخنفروش، ففي سوريا هو أكله تشبه الكبة”.

شكر
وختم حديثه بقوله: “هذا المشروع هو تجربتي الأولى في تصوير الأطعمة، حيث إن جميع من يعرفني كمصور يعرف حبي لالتقاط صور الحياة اليومية وصور الطبيعة والسفر، لذا كان هذا المشروع فرصة كي أتعلم مجالًا جديدًا، وأحاول أن أطور من مهاراتي فيه”.

وتابع: “هنا أحب أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان لكل من ساهم في تطوير مستواي في هذا المجال والتخلص من أغلاطي الفنية (التي كانت كثيرة في البداية)، وأخص بالشكر كلًا من أستاذنا الكبير محمد الشبيب والأستاذ بهاء القزويني (الكويت) والأساتذة الغاليين: سعد الشبيب، وعباس الخميس، وعلي المادح، ومحمد المهنا، وإبراهيم الزارعي، فقد كانت ملاحظاتهم وورشهم العملية علامة فارقة في مشروعي هذا”.

وأضاف: “أتمنى أن أكون قد وفقت في توثيق أطباقنا الشعبية بصور تليق بها، وشكرًا لكل من علق أو وضع إعجابًا أو قام بمتابعة حسابي فهذا يسعدني كثيرًا ويشجعني للمزيد من العطاء”.


error: المحتوي محمي