منذ وقت طويل توقفت عن الكتابة لا لشيء سوى أنه أصبح يقين عندي أنه لا فائدة من الكتابة حول مواضيع الكل يجمع عليها وعلى طرائق علاجها كالغلاء الفاحش لبعض المنتجات والغش في الأطعمة والاستغلال التجاري والتستر من قبل البعض، وغيرها الكثير من المواضيع، والتي يكون حلها بأيدينا نحن كأفراد المجتمع ذاته.
ومن أهمها:
المقاطعة
وهنا سأذكر بعض المواقف من بعض ممن يتاجر في العقارات لا لشيء ولا لتوجيه الاتهامات، لأنه باعتقادي أن الدنيا لا يزال بها الجانب الطيب والمضيء.
ولكن فقط كسرد قصصي نأخذ منه العِبر إِن وجِدت.
– هنا قصة قريب لي من الدرجة الأولى شاب في مقتبل العمر أفنى بداياته في الكد على أمه وإخوته الأيتام، وعندما فكر في تأمين مستقبل عياله فكر في شراء أرض في مخطط كبير بجوار منطقته، قيل إنه أنسب المخططات وبسعر مقبول، فذهب إلى مكتب أحدهم والذي كان يتوسم فيه الإيمان والصلاح، فشجعه صاحب المكتب وجمع صاحبنا كل ما باستطاعته من مال عن طريق الدين والاقتراض من البنك ومن أشخاص، ولكنه تمهل وذهب وسأل عن سعر السهم في بقية المكاتب فلقي أنه أقل من صاحبنا بألف ريال في السهم، وعليه ذهب واشترى من مكتب آخر بما يناسبه ليوفر مبلغاً يساوي عشرين ألف ريال.
هنا جُن جنون صاحب المكتب وأخذ يلاحق صاحبنا ويتصل بأقاربه ومعارفه، ولم يرضَ إلا بعد أن أخذ منه عشرة آلاف ريال، رغم أن الكلام شفهي ولم يتم الاتفاق أو توقيع أي شيء.
– و أخرى لشخص عنده أراضٍ في منطقة سكنية بعيدة وأراد شراء أخرى تكون قريبةً منه لأبنائه، فباع أراضيه وطلب من المكتب البحث عن طلبه، فأخبره صاحب المكتب أن طلبه موجود لديه والأرض لصاحب المكتب، وبما أنه هو من سيقوم بالعمليتين فسيعتبرهما عملية واحدة.
وعند استلام الصك تفاجأ صاحبنا بأن الأرض قد اشتراها صاحب المكتب قبل بيعها له بيومين فقط، أي أنه اشتراها بنقود صاحبنا وباعها له بفارق بسيط جداً، فقط مائتا ألف ريال بخلاف عمولته أيضاً.
– قصة ثالثة وأكتفي
أحدهم أراد شراء دوبلكس فتكلم مع زميله العقاري، فضرب الرجل على صدره وقال لصاحبه: “أقدم وأنا رأس مالك”، وفعلاً أخذ منه مبلغاً من المال كمقدم واشترى له أرضاً وشرع في بنائها وباعه الدوبلكس عن طريق البنك بمبلغ وقدره.
وعند البدء في التشطيب تبدأ رحلة جديدة من معالجة العيوب، وأهمها عدم استيفاء شروط البلدية من حيث العوازل كشرط أساسي، وكيف أن فرق السعر كان كبيراً جداً.
وعندما تحدث بعض الأصدقاء المشتركين لصاحب العقار قال لهم إن التجارة لا يوجد بها صلات قرابة أو صداقة.
هذه أمثلة ثلاثة فقط وفي جعبتي الكثير والكثير، فهل يحق لي أُكون فكرة حول بعض تجار العقار وأن أتجنب التعامل معهم؟ أم أن من تعرفت عليهم هم الأقلية رغم ما سمعته من أكثر الناس يصب بعضه في مجرى أفكاري والقصص التي عايشتها وعايشها من حولي؟
لا أحب أن أعمم ففيه ظلم كبير، ولكني أنتظر ممن يقرأ كلماتي أن يذكر لي قصصاً أخرى مخالفة حول العقاريين وخدماتهم الجليلة للوطن والمواطن.