الماجد: الإعلام يبحث عن الفضولي المصاب بنهم القراءة ليكون صحفيًا

طرق ٥٠ عضوًا من برنامج جهود معرفية التابع لمجموعة نخب العطاء أبواب عالم الصحافة بالتعرف على ما يدور في كواليس الخبر وكيف تتعامل الجهة الإعلامية والمحرر الصحفي مع الخبر، وفق الأساليب التي تناسب القرّاء بأسلوب احترافي وجاذب للقراءة يبطن بمصداقية عالية.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها برنامج جهود معرفية “كيفية كتابة المادة الصحفية” وقدمتها الإعلامية عرفات الماجد، في مجموعة الواتساب الخاصة بالمجموعة، وختمت يوم الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠م، بعد أن قدمت على مدى يومين متتاليين، وقسمت بين اليوم الأول للحديث في محاور الندوة والآخر في المناقشة وطرح التساؤلات من الأعضاء.

وقدمت الماجد خلال الندوة خلاصة تجربتها وخبرتها في المجال الإعلامي التي امتدت ١٧ سنة، قضتها بين الصحافة المرئية، والمكتوبة والمسموعة، والتي صقلتها بفيض من التجارب والخبرات، وحفظتها كسيرة ذاتية تعتز بها.

واستهلت الندوة بترحيب رئيس مجموعة نخب العطاء قاسم البريه بالجميع، والتعريف بصورة موجزة بالماجد، مستعرضًا السيرة العلمية والعملية لها، والإنجازات التي حققتها على المستوى الشخصي والمهني والاجتماعي.

من جانبها، تساءلت الماجد في بدء حديثها عن صفات الشخص المناسب لدخول المجال الصحفي أو الإعلامي؟ وعليه أجابت بأن الشخص المناسب لهذا المجال هو الشخص الفضولي بالدرجة الأولى، ومن يملك حس البحث عن الأخبار، على أن يكون قارئًا نهمًا ومطلعًا إلى تنمية محصلته اللغوية، والتي منها ينطلق بها للتعبير عن المصطلحات التي تلائم صياغة الخبر وبصورة متجددة.

وأكدت على مقدار وعي المحرر الصحفي ومدى ثقافته التي تعكس نقله لصورة الخبر ومصداقيته من عدمها بما تعكسه الصورة، مشيرةً إلى الصفات التي يجب أن يتحلى بها المحرر الصحفي ومنها؛ امتلاك صفة الفضول وحب البحث عن المعلومة، والقراءة والاطلاع على العلوم المختلفة، ومشاهدة ومتابعة المعلومات من شتى العلوم المختلفة.

وأضافت أنه يجب على المحرر معرفة معاني الكلمات والمصطلحات في كل المجالات، وعدم الكتابة في مجال لا يفهمه، وألا يصاب بالغرور في نقل الكلمات لمجرد أن فيها صدى، بل يجب فهم الكلمات المستخدمة.

وطالبت بإلمام المحرر بأصول كتابة المادة الصحفية، التي تتسم بأنها؛ وقتية، ومحايدة خالية من وجهات نظر الكاتب ونقل صورة الحدث بناء على ما شاهده بكل إيجابياته وسلبياته، وتجيب عن ستة من الأسئلة المتعلقة بالحدث وهي؛ من؟ متى؟ ماذا؟ كيف؟ وأين؟ ولماذا؟ مبينة أن المادة إذا لم تجب عن هذه الأسئلة أو عن ما لا يقل عن اثنين أو ثلاثة منها فتكون بذلك مادة تعبير وليست مادة صحفية.

وأوضحت أن كتابة المادة الصحفية تختلف بين المدارس الصحفية من؛ الإنجليزية، والفرنسية، والأمريكية، والعربية وهذه تختلف من بلد إلى بلد آخر، ومن صحيفة لأخرى، مفصلةً أنواع الكتابات الصحفية التي تتعدد بين قوالب هي؛ الماسة المقلوبة (الهرمي)، والقالب الأمريكي، والقالب الهرمي، بالإضافة إلى فن كتابة القصة الصحفية، والتي تستخدم جميعًا بحسب الحدث الذي يراد الكتابة عنه والصحيفة التي تتخذ قالبًا ثابتًا.

ونوهت بأن التطبيقات الإخبارية في محافظة القطيف ليس لها أي هوية وتعدد القوالب يكون بناء على ميول الكاتب وهذا خطأ، إذ يجب أن تحدد الصحف لها قالبًا خاصًا ينطلق منه توجيه المحرر في كتابة المادة.

ولفتت إلى أصول الكتابة الصحفية التي تعتمد على نوع المستخدم، مع معرفة كيفية البدء بالمقدمة في المادة الخبرية الصحفية، وأن تبدأ بفعل مضارع أو ماضٍ، محذرةً من أن تبدأ بحرف جزم أو جر أو فعل أمر.

ونوهت إلى طريقة جعل المادة الصحفية خبرًا مميزًا بمراعاة عدة أمور، منها؛ أن يلامس الخبر احتياجات المجتمع الذي يكتب له، ومعرفة الفئة المستهدفة، والتركيز على النطاق الجغرافي للجهة الإعلامية والمحرر، وإحداث قرب معنوي مع القراء، وطرح ما يهم المجتمع معنويًا ورفع معنوياته، مع الالتزام بالمصداقية في المعلومات الواردة في الخبر، ووجود الطرافة والغرابة في الخبر التي تتسبب في شهرته.

وذكرت أنواع الأخبار التي تتنوع بين الخبر الحدثي (البسيط) وهي يومية، وكذلك الخبر السريع (العاجل) الذي يتميز بقلة الكلمات فيه، ثم الخبر المركب وهو نوع من الأخبار التي تأتي بشكل متتابع على مدى يومين أو زمن أسبوعي، مبينة أن هنا يجب الربط بينهم بشكل متسلسل ومنه يمكن خلق القصة الخبرية.

وشددت على أهمية معرفة الشريحة المستهدفة من وراء الأخبار، ومدى ثقافتها، والذي منه يتم تحديد مستوى الكتابة والعمل على الرقي بها، والتي على أثرها يميز القارئ بين الصحف المحترفة والواضحة والمتحيّزة.

وقالت: “عند البدء في العمل الصحفي بأخذ دورات تدريبية على أرض الواقع، أو عن بُعد من الدورات التي يعج بها الفضاء الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي، ومن ثم تتبع بالتجربة العملية ومحاولة الكتابة العملية، التي من خلالها يتم تحسين المادة الصحفية المقدمة، حيث يمكن فهم الأخطاء إن وجدت ومن ثم ترتيبها وفق الأساليب التي يخضع لها الخبر”.

ودعت إلى ضرورة فهم المحرر الصحفي البروتوكولات التي يعمل بها في البلد والصحيفة، والجهات التي يكتب عنها، مع الإلمام والوعي بما يجري من الأحداث العالمية، ومتى وكيف وأين حدثت وذلك بصورة متجددة، ومعرفة ردات الفعل حيال الخبر المكتوب بشكل متجدد، كما أنه من المهم أن يكون عند المحرر مصادر خاصة مختلفة في كل الجوانب والتخصصات.

وتطرقت إلى حالة التغير السريع والمفاجئ للأوضاع الاجتماعية، التي تفرض على المحرر الصحفي إدراك أن الشخص المهم اليوم قد لا يكون مهمًا مع الزمن ج، والعكس صحيح فقد يجد أشخاصًا مجهولين لا أحد يعرفهم ومع الزمن يجدهم في مناصب حساسة جدًا، ولا يستطيع استحقار شخص ومع الزمن يصبح شخصًا مهمًا، مؤكدًا على عدم تجاهل وتهميش أي شخص في الوسط الاجتماعي لأن في هذه المهنة من لم يكن اليوم مهمًا قد يكون غدًا أهم شخص.

وأكدت على أهمية التعامل الحسن مع الناس وكسب العلاقات في الجهات الاجتماعية، وإيجاد وقع إيجابي أمام الجميع، وهنا يكمن دور المحرر وحاجته لهم والعكس صحيح بترك أثر إيجابي أمام الجمع.

وختمت بأن للمادة الصحفية مدارس ومناهج مختلفة وعليه يجب النظر إلى الأرباح، منوهة بأنه إذا كانت المؤسسة الصحفية لم تضع قالبًا تعمل عليه، فيجب على المحرر تجربة كل القوالب لأن ذلك أسهل من تحديد قالب معين يضبط منه المادة.

وتعددت المداخلات التي طرحها المشاركون في المجموعة، حيث عقبت عليها سواء بما يتعلق بالكتابة الصحفية، وكيف يتم التفريق بينها وبين الفنون الكتابية الأخرى، مع الأخذ بضرورة التحضير للحدث الذي يخوضه بجمع المعلومات عن الموضوع والضيف والتعرف عليه بشكل موسّع، وتقديم التحفيز له بشكل مناسب.


error: المحتوي محمي