اتخذت الباحثة التربوية بتول مكي حساب معلم التربية الخاصة منير الشيخ على إنستجرام منصةً للحديث حول “القصة ونمو شخصية الطفل”، وذلك خلال استضافتها في لقاء عبر الفضاء الإلكتروني يوم الخميس 11 يونيو 2020.
الباحثة التربوية بتول المنحدرة من لبنان، والمقيمة في الكويت تناولت خلال اللقاء عدة محاور هي: كيف يستفيد ذوو صعوبات التعلم من القصة؟ وكيف تعدل السلوك غير المرغوب عند الطفل؟
وبينت أن الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم يكون لديه نقص في أمور معينة، يجب تنميتها والبدء بعلاجها من زاوية ماذا يريد الطفل؟ وذلك من خلال تشخيص الاختصاصي.
وأشارت إلى أن الطفل الذي تظهر عليه مؤشرات شديدة ودائمة، يأتي دور معلمته برصد الحالة، ورفعها للإدارة، والعمل ضمن فريق، لوضع خطة تعديل سلوك بالتعاون مع الأهل، وإشراك الطفل في علاج ذاته.
توظيف القصة
وقالت مكي: “إن القصة ليست وسيلة تشويق فقط، بل تعليم للأطفال أيضًا، فعندما تكون منظومة، وفيها سجع، تكون أقرب لقلب الطفل، لذلك يجب توظيفها، واختيارها بعناية لتوظيفها للجانب المطلوب، كالجانب الصحي، وأن نحاكي خيال الطفل، وامتاعه بأنشطة تخدم حاجاته.
ودعت إلى ضرورة وجود منهج، خطة وتوظيفه، فالمنهجية أن نختار القصة، وعنصر التفكير والتحفيز، وعدم الدراسة بالتلقين، ففي كل قصة هناك عقدة، نقف عندها لنحفز الطفل، على حل المشكلة باللعبة التربوية، فهي حجر الأساس في أي بناء، لنستشف منه الجانب اللغوي، العاطفي وكل الجوانب الأخرى عن طريق الأنشطة.
وضربت مثالاً برسم دائرة، ومنها نتفرع في المنهج، مثل اللغة، نتعلمها بمتعة، وتسلية، ولعب واستمتاع، ثم يتم الذهاب إلى جسد الطفل، للتعرف على أجزائه، بشمولية المنهج المتكامل، موضحة أن الجسد يتطلب الحركة، والتي تكون عن طريق اللعب والقفز، أحيانًا باللعب، وتحتاج إلى هدوء أو تركيز.
وذكرت أن الطفل يريد إمتاع سمعه، ويحتاج لرحلات داخلية، أو خارجية، مؤكدة أن كل هذه الجوانب متكاملة، ومع تمرس الطفل فيها، وتكرارها، تتذلل العقبات للطفل، من خلال حفنة القصص الممتعة جدًا – بحسب وصفها.
مراحل الطفولة
وقسمت مراحل الطفولة إلى ثلاثة أقسام، هي: مرحلة الحلم، والعلم، والفهم، مبينة أن مرحلة الحلم، تتم عندما يصل كل مربٍ بمرحلة الطفولة للسلام، ومرحلة العلم لا تكون إذا لم يتعلم المعلم بطريقة أكاديمية، أما مرحلة الفهم، فهي الإدراك بأن الطفولة، هي مزيج من اللعب، والشغب، وتتضمن كل أنواع الطفولة، كالطفل المسالم، والمشاغب، لافتةً إلى أن هذا المزيج هو من حظ المعلمة، التي تريد أن تتطور.
صعوبات تعلم
ودللت على مؤشر الصعوبات، كفرط الحركة، والطفل الصامت، الخائف، والعنيد، داعية إلى عدم الحكم المسبق على الطفل، بأنه لا يتعلم.
وقالت: فقد يكون لم يأخذ حقه من الاهتمام، والتعليم المسبق، إذ لابد من أخذه لبرنامج، مشاركته، وتحديد إنجازاته من خلال المعلمة، إلى أن يحقق الأهداف المطلوبة، بتكاتف البيت مع الروضة.
وتابعت حديثها قائلة: “في مرحلة رياض الأطفال، نحن نمهّد كي يأخذ الطفل المعلومة، في المراحل القادمة، بطريقة شيقة، مناديه باستغلال العطلة بشغل وقت الطفل، وتوظيف مهاراته، فالطفل ينسى بسرعة.
قرية المعرفة
وعن تجربتها في إدارة روضة “قرية المعرفة”، أجابت: “ارتأيت أن أضع خلاصة دراستي الأكاديمية، وسنوات عملي كمربية، بأن تكون منظومة تعليمية متكاملة، بحيث لا يحتاج الطفل الذهاب، لمتخصص علاجي، أو نفسي”.
وأوضحت أن سبب تسميتها للروضة بقرية المعرفة، أن الطفل يبدأ بالانفتاح على العالم، من خلال نوافذ، هي الحواس، ليستقي هذه المعلومات من هذا العالم، لذلك كانت رؤيتها في القرية الجميلة، المفعمة بالحب، والحنان، حديقة غناء.