أكّد اختصاصي النطق والتخاطُب فتحي العوامي أنّ فترة الجائحة الآنية هي الفرصة المُقتنصة والمناسبة للتدريب المنزلي للأطفال ذوي الإعاقة، نظرًا لإغلاق المعاهد والمراكز الخاصة، وهي طريقة تعتمد على تدريب الطفل في بيئة المنزل بإعطائه المهارات المناسبة؛ ليكون كبقية أقرانهِ، بإحدى طريقتين هما؛ التواصل المباشر مع الاختصاصي عن طريق وسائل السوشيل ميديا المتنوعة، أو باعتماد الأهل على أنفسهم في التدريب دون الرجوع للمختصين، وهذهِ الطريقة التدريبية غير صائبة؛ لكون الأهل لا يملكون المهارات اللازمة وقد يوقعون الطفل في مشاكل كثيرة نتيجة الجهل بمهارات التدريب المنزلي الصحيحة.
وذكر أنّهُ خلال دراسته في أمريكا وبتطبيق الجامعة التي كان يدرس فيها لنظام التدريب المنزلي بزيارة أسبوعية للطفل وتقييمهُ كل ثلاثة أشهر، وجدَ أنّ التدريب المنزلي من شأنهِ أن يُعطي نتائج وقِطافًا جيدة ومثمرة أكثر من التدريب بداخل العيادات، حيث يكون الطفل بحالة نفسية هادئة داخل بيئته.
وأوضح العوامي حول برامج التدريب المنزلي وكتبهُ الخاصة أنّه بحثَ كثيرًا عن كتب عربية خاصة أو مقاطع فيديو عربية للتدريب ولم يجد، فجميعُ المعروض والمُتاح من كتب ومقاطع هي أجنبية مترجمة وليس جميعها أيضًا، كما يوجد برامج خاصة تُستخدم لتعزيز بعض المهارات اللازمة للطفل.
وأكّدَ العوامي أنَّ لكلّ طفل برنامجًا خاصًا به للتدريب المنزلي، اعتمادًا على مهاراتهِ وإمكانياته، وذلك بعد عمل تقييمٍ خاص من قِبل الاختصاصي المختص في العيادة لمهارات الطفل ومعرفة نقاط القوة والضعف لديه في مدة شهرٍ كامل، ثم إعطائهِ البرنامج المناسب له، مع ملاحظة 3 الأهداف المرجوة خلال ثلاثة أشهر من التدريب، ثم تغييرها وتجديدها أو الإضافة عليها بعد التأكد من تحقيقه للأهداف ضعفًا وقوة، ومن البرامج المستخدمة هو برنامج أيبلز ABLLS، الذي هو أداة لتقييم المهارات الأساسية والضرورية للتواصل والتعلم واللغة، وهو منهجٌ إرشادي لتوضيح القدرات الحالية للطفل وكيفية ارتقائها وتتبعها.
وبيّن أنَّ الطفل الذي يخضع للتدريب ولا يُعاني من صعوبة في السمع عندهُ القابلية للتدريب أكثر، على ضرورة أن يخضعَ التدريب المنزلي لشروطهِ في المنزل من توفير المكان الهادئ، وإبعاد المشتّات عن الطفل، وعدم إرهاقهِ في التدريب، وألا تتجاوز مدة التدريب 45 دقيقة مقسّمةً بين المهارات الحركية والكلامية والإدراك، وذلك بعد إعطاء الأهل الأهداف التي ينبغي تحقيقها في الفترة المحددة، والنتائج المتوقعة منه، والابتعاد تمامـًا عن مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين، وإبعادهُ بقدر الإمكان عن الضغوط والسخرية لأنها قد توقع الطفل في مشكلة نفسية كبيرة وهي الصمت الاختياري الذي يمتد لأشهرٍ طويلة.
وشدّد العوامي على ضرورة التيقظ للأطفال في استخدام الأجهزة الذكية التي تضعف الحصيلة اللغوية لدى الأطفال، فبإحصائية عملها لـ800 أسرة في العام المنصرم وجدَ أنّ غالبية الأطفال يقضون أكثر من 6 ساعات على الأجهزة، كما ينبغي إدخال الطفل الذي يبلغ 3 سنوات ويعاني من صعوبة في النطق لرياض الأطفال؛ لأن الطفل يتعلم من أقرانهِ الأطفال أكثر مما يتعلّم من والديه.
وركزّ على أهمية تمارين أعضاء النطق للأطفال من التنفس والنفخ، فالطفل يحتاج لمعرفة لغتين هما الاستقبالية والتعبيرية، ومن الضروري وتقديم الاهتمام والعلاج للأطفال ذوي المشاكل المتعلقة بالنطق كالشفة الأرنبية أو وجود مشاكل الفكين أو الأسنان لديهم؛ لأنها تؤثر على النطق بصورة كبيرة جدًا.
وختم حديثهُ بالتأكيد على ضرورة الاهتمام بعرض المشكلة الخاصة بالطفل عند اصطحابهِ للمركز، وشرح الحالة بصورة دقيقة، وعدم إغفال التفاصيل والأمور المهمة عن الاختصاصي، فالدقة في التفاصيل حتمًا ستقوده لاختيار البرامج المناسبة للحالة، وتحقيق أفضل النتائج.
جاء حديث “برنامج التدريب المنزلي” لاختصاصي النطق والتخاطب وأحد أعضاء لجنة أصدقاء الصحة النفسية فتحي العوامي خلال استضافتهِ في حوار مفتوح مع معلم التربية الخاصة منير الشيخ.