سليس: في العنف.. الأولاد يتسلحون بـ«الجسدي» والفتيات يلجأن لـ«الاجتماعي» بالإشاعة والغيبة

أوضح الاختصاصي النفسي محمد سليس أن العنف أمر طبيعي فطري عند الإنسان منذُ ولادته، فكل مخلوق لديه أساس للعنف كوسيلة للدفاع عن النوع.

وعرَّف “سليس” العنف بأنه وقوع ضرر أو أذى على شخص ما، أو إيصال فكرة بطريقة غير مقبولة.

جاء ذلك خلال محاضرة قدّمها “سليس” للآباء والمربين بعنوان “العنف.. أساسه وتطوره لدى الأطفال”، عبر منصته على “إنستجرام”، يوم الأربعاء 10 يونيو 2020م .

وعدد الاختصاصي النفسي أنواع العنف ومنها؛ جسدي، ولفظي (كلامي)، مشيرًا إلى أن العنف المباشر وهو العنف الموجه نحو الأشياء مثل الألعاب أو الأثاث وغيرها، بينما العنف غير المباشر هو الأسلوب الذي يستخدمه الناس الذين يفقدون السيطرة باستخدام الكلمات الجارحة أو المحطِمة للنفس وتؤذي المستمع إليها.

وذكر أن تطور العنف يكون عند الطفل من عمر 18 شهرًا إلى سنتين، وقد لاحظ العلماء أنّ الطفل ذا 18 شهرًا يكون عاجزًا عن التعبير عن مشاعره وعن إيصال الفكرة لوالديه ولمن حوله، فيبدأ بممارسة العنف الجسدي، عن طريق تخريب بعض الألعاب، كما أن مرحلة الحضانة من 3 إلى 5 سنوات يقل فيها العنف الجسدي لدى الطفل في حين يرتفع العنف اللفظي.

وأضاف: “عندما تلاحظ على ابنك أنه يمارس العنف اللفظي فلا تستغرب ذلك وإن كنت لا تمارسه في حياتك، فالطفل الذي لا يستطيع إيصال المعلومة لوالديه يكون لديه نوع من العجز عن التعبير لحل المشكلة فيلجأ إلى العنف اللفظي، وهذا أمر طبيعي”.

وأكد أن الطفل في المرحلة الابتدائية يستطيع الحوار وبإمكانه استخدام استراتيجيات أفضل في حل بعض المشاكل التي تحدث له، فيخبر والديه بما يتعرض إليه في المدرسة أو خارجها.

وبيَّن أنّ العنف عند الأولاد يكون اختياريًا موجهًا لبعضهم فقط؛ لأنهم يرون أنهم يقابلون بعضهم في العنف، أما العنف الاجتماعي فيكون عادةً عند الفتيات لأنهن يستخدمنه لتشويه الصورة المجتمعية فيما بينهن، عن طريق الإشاعات والغيبة وغيرها، وبعض الكلمات التي يوجهنها لبعضهن تكون مؤثرة ومدمرة.

وطرح نتائج بعض الدراسات التي انتهت إلى أن الطفل الذي يبلغ من العمر 8 سنوات ويلعب الألعاب العنيفة وتكون فيها الألفاظ شديدة وقوية، هناك احتمالية كبيرة أن يتعامل بالإجرام أو أن يكون مجرمًا حينما يصل عمره إلى 30 سنة.

ونوه إلى أن العامل البيولوجي له تأثير على الطفل والذي يحدث نتيجةً لإصابته باضطرابات نفسية معينة، تدفعه للتعبير عن رغباته بوسائل غير طبيعية، وبصورة مفرطة، كاستخدامه أدوات صلبة في التعامل، أو إقدامه على أفعال عنيفة لا إرادية.

ونبه إلى أنَّ الفكر المجتمعي يؤثر تأثيرًا مباشرًا على عنف الطفل، فالطفل كثير الحركة في حالته المفرطة يكون غير مدرك تمامًا لما يقوم به من تخريب أو أذى لإخوته ولمن حوله، فيقال عنه طفل عنيف، مخرب، مشاكس، ويكون التعامل معه بعنف، وهذا غير إيجابي لأنه لا يحل المشكلة، وإنما يرفع العنف لديه.

وحذر الوالدين من استخدام العنف بالعنف أو الضرب بالضرب لأنه لا يُجدي نفعًا، بل يوصل للطفل رسالة مفادها أن العنف يعد وسيلة لحل المشكلات، أو أنه سلوك يمكن التعامل به بين البشر، لافتًا إلى أن معاملة الوالدين للطفل هي المحيط الأساسي لاكتساب كل ما يتعلمه في جميع جوانب حياته، فعليهما الانتباه لسلوكياتهما وردود أفعالهما.

وشدّد على ضرورة الحذر من رفقة السّوء التي قد تؤدّي بالإنسان إلى الهلاك والضّياع، فكثير من رفقاء السوء يجعلون الإنسان يرتكب أمورًا قد تنعكس آثارها سلبًا عليه في حياته، واستشهد بقول الشاعر “عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه…..”.

واختتم بقوله: “هناك أسباب كثيرة ومتعددة ومتداخلة تؤدي بالطفل لأن يتصرف بعنف، ولأن البيئة المحيطة بالطفل هي المحيط المؤثر، كما أنَّ مشاهدة أفلام الكرتون أو ألعاب الكمبيوتر التي تحتوي على مشاهد عنيفة وحروب وغيرها قد يكسب الطفل تلك العادة؛ لذا يجب أن يقوم الأهل بمراقبة كل ما يشاهده الطفل ويوجهونه ليُتقن حُسن الاختيار”.


error: المحتوي محمي