من منصة البراهيم.. استشاري أسري يحذر: السوشيال ميديا مجرد تمثيل.. تحرروا من سيطرتها

اعتلى المستشار الأسري عبد الهادي البريه منصة المدرب أمين البراهيم على تطبيق الإنستجرام للحديث حول “العلاقات الزوجية”، عبر برنامجه علاقات أسرية وذلك يوم الجمعة ٥ يونيو ٢٠٢٠م.

وحذّر البريه من سيطرة السوشيال ميديا على العقول، موضحًا أنه يجب عدم تصديقها لأن أغلب ما فيها تمثيل وغير واقعي، فالحياة التي يصورها الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة وليست وردية على الدوام، كما ينقلونها لنا، كما يجب ألا نسمح لأي شيء بتدمير عقولنا ولابد أن نعيش في حدود إمكانياتنا وقدراتنا.

ودعا الشاب المقبل على الزواج إلى البحث عن الفكر بالدرجة الأولى بمعنى القدرة على التفكير المستمر وليست الفكرة السائدة فقد تكون الزوجة في عمر صغير والفكرة لم تتشكل لديها بشكل كافٍ فالتركيز يكون على الفكر لا على الفكرة.

وأوضح أهمية معرفة الرغبات التي يريدها الزوج أن تتوفر في زوجته المستقبلية كرغبته في أن تكون إنسانة محدودة أو طموحة أو تابعة له ومطيعة، مؤكدًا على ضرورة تصحيح الرجل للأفكار الخاطئة تجاه الزوجة فالزواج شراكة يسودها الوعي والاحترام وحقوق متحركة مرنة.

ونوه بضرورة معرفة الأمراض الوراثية والأمراض الموجودة في عائلة الزوجة منوهًا بأنه يمكن أن يكون هناك أيضًا أمراض في عائلة الزوج فيجب معرفة ذلك.

وسلط الضوء على جانب آخر وهو الأمراض النفسية أو العضوية مؤكدًا على أنه يجب أن يعرف كلا الطرفين ما يعانيه كل منهما من خلال الاستماع والتحدث.

وأدان “البريه” النظرة الخاطئة الموجودة عند بعض الشباب من وجود اعتقاد عام يطبقه على جميع الفتيات من حوله كاعتقاده مثلًا غباء جميع النساء، وهذا أمر غير صحيح فوصول المرأة للدراسة في الخارج هو برهان على مدى ذكائها.

وأكد على ضرورة اتصاف كلا الزوجين بالمرونة في تقبل التغيرات الجديدة التي قد تطرأ على أحدهما كالتزام أحد الزوجين المفاجئ بعد أن كان منفتحًا، مبينًا أن المرونة والتقبل لهما دور كبير في التجاوز والعيش بسلام ودونهما لا يمكن إكمال الحياة الزوجية الخاضعة للتغيرات.

وأمر “البريه” المرأة بأن تكون ذكية في طريقة تعاملها مع الزوج وعدم رفع الصوت مطلقًا وتجنب قول كلمة لا مباشرة مهما كانت المواقف فالزوج بطبيعته وثقافته يرفض قول لا لعدم تعوده على ثقافة تقبل الرأي الآخر كما هو معروف عند الرجل الأمريكي على سبيل المثال.

وأكد على عدم تعبير الزوجة عن رفضها المباشر لأي أمر حتى لا يستخدم الرجل مصطلحات ضد زوجته فيبين لها استطاعته الزواج من غيرها أو يعبر عن امتنانه عليها بذكر المهر الذي دفعه لها فلا بد من استخدام السياسة في قول لا بطريقة غير مباشرة.

ولفت إلى ضرورة معرفة الزوج العادات والتقاليد التي تربت عليها زوجته، مبينًا أن الشاب لم يتزوج البنت فحسب بل يتزوج ثقافة البيت الذي نشأت فيه، فعلى سبيل المثال أن عادة أهل إحدى الزوجات في اجتماعاتهم العائلية يجلس الذكور مع الإناث وقد يكون ذلك أمرًا غير محبب للزوج ويؤدي إلى حدوث مشاكل جسيمة بين الزوجين تصل أحيانًا إلى الطلاق ولهذا لابد من معرفة العادات قبل كتابة العقد.

وألقى الضوء على عقليات بعض الأزواج وردود أفعالهم تجاه عمل المرأة وخصوصًا إذا كان راتب الزوجة أعلى من راتب زوجها الذي يرى أن ذلك لا يصح اجتماعيًا ولابد أن يكون الزوج هو الأعلى دائمًا، موضحًا أن الحياة الزوجية ليست قضية تابع ومتبوع بل هي شراكة بين الزوجين.

وتطرق “البريه” للحديث عن المناسبات الزوجية وتبادل الهدايا بين الزوجين، مبينًا أن الهدية ليست بالقيمة المادية بل بالمعنى الرمزي فالعلاقات بين الأزواج أكبر من أن تقاس بالماديات وليس معنى ذلك أننا نعيش في فقر ولكن السعادة لا ترتبط بالماديات أبدًا.

وشدد على أهمية البحث عن الشخصية المناسبة في الزواج بقوله: “تزوج فكرًا، والفكر بمعنى السلوك وترجمة المعلومات لواقع، والقابلية للتطور والتعلم، فمحدودية الفكر تنعكس على الحياة”، وكلف الآباء والأمهات بتقوية شخصيات بناتهم وتعليمهن طرق وتقنية المطالبة بحقوقهن للتغلب على المشكلات الزوجية.

ونصح الزوجين بألا تكون نظرة كل منهما للآخر نظرة مالك ومملوك فكل منهما كيان مستقل نفسيًا، وقال: “الزوجة الذكية هي التي تعرف كيف تتعامل مع زوجها فلا تفرض عليه نموذجًا معينًا بل بالسياسية تسير الأمور وكذلك الحال بالنسبة للزوج تجاه زوجته”.

وبين أنه ليس من الضروري معرفة كل من الزوجين جميع الأمور التي تخص الطرف الآخر لاسيما في الدائرة المتعلقة بالأهل كالأمور الخاصة بالعائلة أو كالميراث على سبيل المثال.

وتحدث عن العمل المختلط، مبينًا أنه كما أن من حق الزوج الاتصال بزميلاته في مجال العمل فلا بد أن يكون للزوجة هذا الحق أيضًا إذا كانت عاملة في مجال يحتم عليها الاختلاط كالطبيبة والممرضة وموظفة البنك والكاشير وغيرها.

وحث “البريه” على معالجة المشاكل الزوجية بطرق صحيحة وعدم الاكتفاء بالاعتذار والتوقف عن علاج المشكلة بل يجب مناقشتها وإن إحتاج الأمر لاستشارة مختصين حتى لا يتسبب ذلك في حدوث صدمة داخلية وكبت يبقى أثره سنوات طويلة كمشكلة الخيانة مثلًا.

ونصح جميع الزوجات بأن يبحثن عن ما يحبه الزوج والانخراط فيه والثقف به كحب الزوج للكورة على سبيل المثال بأن ترتدي ملابس تحمل شعار الفريق الذي يشجعه أو إهدائه شيئًا يتعلق بذلك.

وتحدث عن اختلاف وضع الزوجين قبل ميلاد الأبناء وبعد ميلادهم موضحًا أن من الطبيعي قلة اهتمام الزوجة بنفسها وبزوجها بحكم انشغالها بالأبناء فالمشلكة ليست بقلة الاهتمام كونه أمرًا طبيعيًا جدًا بل إن المشكلة في انعدام الاهتمام من قبل الزوجة تجاه زوجها ونفسها.

ونبه على أن الحياة الزوجية لا تقف عند حد معين وأن التغافل والتغاضي عن بعض الأمور عامل مهم جدًا فالعلاقة بين الزوجين لا تكون كعلاقة رئيس بمرؤوس والتنازل وإدارة المشاعر بطريقة صحيحة من قبل الطرفين تجعل الحياة تستمر بشكل جميل.

ونوه إلى وجود فرص كثيرة للإصلاح والمراجعة والتعديل بين الزوجين في حال وقوع مشكلة كبيرة بينهما، وفي حال عدم التوفيق وجه إلى اللجوء لكثير من الحلول كالتدخل المنطقي من طرف الأهل ليس بغرض فرض الرأي بل بغرض إصلاح العلاقة، مؤكدًا على أن الطلاق خط أحمر لا يلجأ إليه إلا في أضيق الحدود مع وجود خلل لا يمكن إصلاحه.

وأنهى “البريه” حديثه قائلًا: “إن الوقت تغير والمرأة لم تعد كالسابق بل تغيرت من نواحٍ كثيرة كمستواها التعليمي والوظيفي فعلى الجميع إعادة النظر إلى اسم الزوجة وإصلاح المعاملة معها”.


error: المحتوي محمي