الملا عيسى الشريف كما عرفه أهل الجش رحمه الله

فقد أهل الجش هذا اليوم رجل الحنجرة الذهببة في مواليد أهل البيت عليهم السلام وأحزانهم، رجلًا صوته يتردد منذ نعومة أظفارنا، فسماع صوته وهو يقرأ مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل زواج كاد أن يكون المنفرد به في جلسات المعاريس منذ العصر حتى تتم مراسيم الزفاف، في الليل يجتمع نحوه شيَبةُ البلدة وشبابها مصغين إلى قراءة المولد وهم يرددون معه الأبيات التي يهزج بها من حنجرته بين النبي صلى الله عليه وآله وخديجة عليها السلام على نحو لسان الحال ويحفظه الكثير فيكونون في شوق الانتظار لسماعها ويعيش أهالي المتزوج نشوة الفرح بسماع أهازيجه التي تفوق الحاجة للرجوع للاستماع للغناء المحرم لو رامت معرفة عذوبة صوته وهو يردد.

والله ما هب نسيم الشمال
إلا تذكرت ليالـي الوصــال
أو
يا سعد إن جزت بوادي الأراك
فانشد قليباً ضاع مني هنـــاك
أو
عودونا الوصال فالوصل عذب
عودونا الوصال

كلُّ هذه الأهازيج لجمهوره الحاضرين الشغف في استماعها والترديد معه، وقد عود الأبناء لديه عليها وعلى ذكرها في المجالس فاقتحموا مجالس الأفراح فترة مرضه ليتخرج ثلاثة من الأبناء في هذا الفن وهم لهم شهرتهم وسط مجتمع البلدة.

ناهيك عن انفراده بقراءة التصديقة في الفواتح على نمط مشجي ومذكر بالآخرة ومسلٍ لأرباب العزاء في فقيدهم قبل صعود الخطيب على المنبر فتجد المجلس قد أخذه الوجوم من الحزن وتخفيف المصاب وناهيك عن الاستماع لقراءة القرآن وهو في حالة التلاوة في شهر رمضان المبارك تشتاق سماع هذه التلاوة المجودة بصوته الرقراق ولا غرو في ضبطه للقراءة فوالده كان معلمًا للقرآن وحافظًا له وعارفًا بمواقع آياته رغم أنه كفيف البصر فكل أبناء البلدة وأهل العلم ممن عاشرهم يعرفونه كالإمامين الخنيزيين الشيخ علي أبو الحسن والشيخ علي أبو عبد الكريم قدس سرهما والحجة الشيخ محمد علي الخنيزي الذين أدركوه وافتخروا بوجوده وطلبوا من المؤمنين الالتفاف حوله في تعلمهم لقراءة القرآن من هذا المعلم الناجح وفي ذلك العصر.

وأخيراً أختم كلامي بمشاركاته في مجالس الحسين عليه السلام ومشاركة خطباء المنبر في مجالسهم بإكمال الأبيات المحزنة ليزداد الشجى والحزن ويوم القاسم ابن الحسن هو اليوم الذي تتطلع إليه الأنظار لسماع أهازيج الزفاف المحزن المبكي بصوته خصوصاً ترديده لهذه الأبيات التي يحفظها الكثير من حاضرين مجلس العزاء.

عريس حنونه

نسوان إيزفونه

فرحمه الله من مربٍّ عرفه أبناء الجش الغيارى وتربوا على حنجرته الذهبية وصب الله على قبره شآبيب الرحمة والرضوان وحشره الله مع محمد وآله الطاهرين وللفاقدين الصبر والسلوان.


ابنك المتربي تحت منبرك الولائي:
منصور السلمان الجشي



error: المحتوي محمي