من الأخطاء التي وقع فيها مؤرخو الأحساء

آل عبد القادر ينسب بعض أحداث القطيف ورجاله إلى الأحساء

حسب الروايات التاريخية التالية يتبين لنا أن الجارود ابن المعلى، أحد زعماء القطيف الذين كان لهم دور في قيادة قبيلة عبد القيس، وأحد زعماء وفد عبد القيس إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قاد الجارود قبيلة عبد القيس بالقطيف عندما ارتد بنو بكر.

قال ياقوت الحموي، في معجمه عندما ذكر القطيف قال عنها: “ولما قدم وفد عبد القيس على النبي، صلى الله عليه (وآله) وسلم، قال لسيديها الجون والجارود وجعل يسألهما عن البلاد فقالا: يا رسول الله دخلتها؟ قال: نعم دخلت هجر وأخذت اقليدها” انتهى.

قال البكري: “القطيف: على بناء فعيل، من قطفت الثمر وهي إحدى مدينتي البحرين والأخرى هج، وإلى القطيف انحاز الجارود بعبد القيس حين ارتدت بنو بكر واشتد حصار بكر للقطيف ولجؤاثى” انتهى.

قال حمد الجاسر في رسم قرية الجارودية بالقطيف: “كأنها منسوبة إلى الجارود وهو اسم معروف في هذه الجهات عند ظهور الإسلام، وهي من قرى القطيف”.

بينما آل عبد القادر في تاريخه (تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء) نسب ما حدث في القطيف إلى الأحساء، وذلك في أحداث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: “لما بلغ أهل البحرين موت رسول الله (ص) وارتدت بنو بكر بن وائل، وكانوا عرب ضاحية بلدة البحرين، وأما عبد القيس فقد جمعهم الجارود، فلما اجتمعوا إليه، قام فيهم خطيباً فقال: أتعلمون لله أنبياء قبل محمد؟ قالوا نعم، قال ما فعلوا، قال ماتوا، قال فإن محمداً (ص) عاش كما عاشوا ومات كما ماتوا، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله”.

وفي رواية عن الحسن بن أبي الحسن أن الجارود قام في قومه لما بلغه موت رسول الله (ص) فقال: “يا قوم ألستم تعلمون ما أنا عليه من النصرانية؟ وإني لم آتكم قط بخير… (إلى أن قال) وأنا أشهد أن محمداً رسول الله عاش كما عاشوا ومات كما ماتوا وأتحمل شهادة من لم يشهد فلم يرتد من عبد القيس أحد، وهذا دليل على أن عند عبد القيس علم بالنبوءات، فلذلك خاطبهم الجارود وحجهم بما عندهم من العلم فكان العلم أصيلاً في الأحساء من أقدم العصور” انتهى.

هكذا أصبح تاريخ القطيف وأحداثه ورجاله ينقل إلى التاريخ الأحسائي؟!


مقتبس من كتابنا تاريخ هجر


error: المحتوي محمي