أوضح سماحة الشيخ سعيد الخويلدي أن الخلافات الزوجية أمر طبيعي بين الزوجين ويجب أن تُحل بينهما بالتفاهم والحوار، وهناك العديد من أولياء الأمور في مجتمعنا يعطون أنفسهم الحق في التدخل في حياة أبنائهم المتزوجين حتى وإن لم يطلبا منهم ذلك، مؤكدًا أن التدخل في الخلافات الزوجية من قِبل الأهل يؤدي إلى ضياع خصوصية الحياة الزوجية لأبنائهم مما يسبب توتر العلاقات ونمو الجفاء.
وقال “الخويلدي” إن الخلافات الزوجية تزداد وتتضخم بسبب تعدد الآراء والتحريض من أحد الطرفين ضد الآخر، ناصحًا الأهل أن يكونوا في حالة من الإنصاف والعدل ولا يقعوا في ظلم الطرف الآخر.
وأضاف: “إذا وصلت الخلافات الزوجية لباب مغلق لأحد الطرفين، يُنصح بتدخل الأهل، وفي حالِ وجدت الزوجة من زوجها تصرفًا غير سوي كتعاطي المخدرات وشرب الخمر أو الخيانة الزوجية من الأفضل تدخل الأهل والمساعدة في حل هذه المشكلة”.
وبين أهمية دور الأهل في تذويب الخلافات الزوجية بين الزوجين قبل دخول الحياة الزوجية عبر الإعداد والتثقيف، وأن هذه الخطوة ينبغي أن تنجح ولا يسمح لهذه التجربة بالفشل، وأن يكونا بحالة من اللباقة واللياقة والمعرفة بالحقوق والواجبات لكلا الطرفين، إضافةً إلى الاستمرار بتقديم النصح والتوجيه، وأن لا يقحموا أنفسهم في حياة أبنائهم الزوجية.
وذكر “الخويلدي” أنه يجب أن يتدخل الأهل بشكل إيجابي إذا وقع خلاف بين الزوجين، منوهًا إلى ضرورة السرية والكتمان، وأن لا تكون المشكلة مزادًا علنيًا حتى لا تقع في أيدٍ غير حكيمة ولا تملك الوعي بطريقة التعامل مع هذا الخلاف.
وشدد على أهمية الحفاظ على الأسرار الزوجية وعدم تداولها خارج أسوار المنزل، حتى لو كان ذلك مع أهل الطرفين، مشيرًا إلى أن هذه القاعدة الذهبية تعكس نضج الزوجين وقدرتهما على إدارة حياتهما من دون مؤثرات خارجية قد تزعزع استقرارهما وتوسع الفجوة فيما بينهما، وعندما يكون الأزواج واعين لحياتهم الخاصة، وناضجين في أفكارهم وتصرفاتهم، فإنه يصعب تدخل أي طرف بينهم حتى لو كان هذا الطرف هو الأهل، ولو حاولوا التدخل ينبغي عدم السماح لهم بذلك إلا إذا كان هذا التدخل إيجابياً وفي مصلحة استقرار الأسرة والأبناء، ومن أجل النصيحة وتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول المناسبة التي تصب في مصلحة الأزواج.
وتابع: “ينبغي للأهل أن يتسلحوا بالحِكمة وعدم الفوضى والإرادة في الإصلاح بين الزوجين، مع الحرص في حل المشكلة والاستعجال في تسوية الخلاف”، لافتًا إلى أنه عند حدوث أي خلاف بين الزوجين لا يجب أن نفتح الماضي، ونأتي بالقديم والجديد، ويحمل كلُّ واحد سِجِلًّا لأخطاء الآخر.
ودعا الأزواج إلى التحلي بالصبر مع زوجاتهم وعدم الاستعجال بتضخيم الأمور وتعقيدها، وحل المشكلة بالتراضي والصبر قبل أن يخرج ملف الخلاف الزوجي للأهل وتقع الكوارث بينهما.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها مسجد “أهل البيت” بعنوان “الأهل وإدارة الخلاف بين الزوجين”، يوم الأربعاء الموافق 20 مايو 2020م، عبر منصة “إنستجرام” و”يوتيوب”، وقدمها سماحة الشيخ سعيد الخويلدي.