في صباح يوم الاثنين الموافق ١٤٤١/٩/٢٥ هـ حملت إلي ابنتي نعي الأخ الحبيب الرجل المؤمن التـقي النـقي صاحــب الخـلــق الكريم والأريحية المنقطعة النظير والابتسامة الواضحة العريضة والأدب الجم الرفيع أبي حسين الحاج علي عبد الله العباس.
كان رحمه الله محبـوبا لدى أهالي بلدة القـــديح عامة وخاصـة، وكل مــن عــرفه أو التقى به في سفــر أو عمــل أو مسجد أو مجلس عــزاء أحبه لتواضعــه ودمـاثــة أخـــلاقه، فهو أريحي الطـبع لا تلقـــاه إلا مرحبا تعـلـــو محياه المشرق تلك الابتسامة المتميزة التي تشرح الصـدر، وتحيي النفس، وتوقــظ الضمـير .
كان – غفــر الله لــه- يعـمـل موظــفــا بإدارة المشتريات بجامعــة الملك فهـد للبترول والمعادن إلى أن تقاعد
عن العمل بتاريخ ١٤٢٦/٧/١ هـ .
و اشتغل بعد التقاعد بتدريس القــرآن الكــريم وبعـض المــواد الدراسية لبضع سنوات .
والأخ المرحوم الحاج علي العباس من المواظبين على صلاة الجماعة ومجالس العزاء الحسيني. و إنه ليحزن كثيرا إذا حالت ظروفه العائلية أو الصحية بينه وبين حضور مجالس التعزية .والحاج علي العباس رحمـه الله يختزن في صــدره كنــوزا قيمــة مـــن الأدعية المأثــورة عن الرسول وأهل البيت صلوات الله وسلامه
عليهم، وكان – تغمده الله في واسع رحمته – مولعا بالسفر إلى الأمــاكن المقــدسة كالحـــــج والعمرة وزيارة قبر النبي (ص) والأئمة عليهم السلام بالبقيع، وكذلك سائر الأماكن المقدسة في العراق والشام وغيرها من الأماكن التي توجد فيها مزارات لأهل البيت (ع ) وصحابة النبي صلى الله وآله.
تغمـده الله في واسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنـه الفــردوس الأعــلى من جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعــون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.رحم الله تعالى من قرأ لروحه الطاهرة و كافة أرواح المؤمنـين والمؤمنــات الســورة المباركـــة الفاتحــة.
••••••••••••••••••••••••••••••
رحل الحبيب فيا لعظم رزيتي
وشقاء روحي بعد فقد أحبتي
لما سرى نعي الحبيب تصايحت
نذر الرحيل بنغمة مرهوبة
هبت أعاصير الأسى برياحها
تجتاح كل صغيرة وكبيرة
وصحا الفؤاد على نحيب فاجع
ومدامع تنهل مثل سحابة
أحسست من بعدالفراق بوحشة
في كل شيء أبتغيه لراحتي
● ● ● ● ●
رحل الحبيب وأوصدت أبوابه
من بعد طول تواصل وزيارة
هجر الأحبة مرغما لا عن قلى
لكن إرادة خالق ذي رحمة
ناداه يا عبدي أتيتك فاستعد
للقاء ربك أنت رهن عنايتي
يكفيك ما لاقيت من عنت الضنا
بين المشافي دون أي نتيجة
إني أردتك يا حبيبي خالصا
من كل شائبة وكل خطيئة
● ● ● ● ●
رحل الحبيب فيا لطول تفجعي
أسفا عليه و يا للوعة مهجتي
أدمى الفؤاد رحيله وفراقه
ورمى الجوانح بالجوى والحسرة
فقد الحبيب أبي حسين لم يكن
خبرا تجلى عابرا في لحظة
لكنه سهم أطاح بقوتي
وأبان ضعفي واستباح حشاشتي
فمن الذي أدعوه
في غسق الدجى
فيهب مذعور الفؤاد لنجدتي ؟!
أمن يواسيني بكل رزية
ويصد عني شر كل بلية ؟!
وإذا سطا وغد علي وساءني
ألفيته في الكر كبش كتيبة
● ● ● ● ●
أأبا الحسين عليا العباس يا
ثقتي وخير من
اصطفيت لصحبتي
ألفيت ثغرك ضاحكا متبسما
عند الممات كأنه في فرحة
والوجه بالإيمان يشرق نوره
متلألئا كالبدر دون غرابة
جبل من الإيمان طود شامخ
في البر والتقوى وكل محبة
يهوى الرسول وآله سرج الهدى
ويزورهم في بكرة وعشية
لا يستريح إلى الحياة بدونهم
في ساحة الأوطان
أو في الغربة
وتكاد تسمع في البكاء نشيجه
وتساقط العبرات فوق الوجنة
ذرف المدامع ديدن متأصل
في نهجه حاشاه حبس الدمعة
ييكيهم في كل حين واثقا
أن البكاء أساس كل سعادة
فيه النجاة من العذاب بحبهم
فهم لدفع الشر خير وسيلة
يرجو شفاعتهم ويخطب ودهم
حتى يفوز من الأمير بشربة
تغنيه من ظمأ بيوم قاحل
والناس كالهيم العطاش بقفرة
صلوات ربي والسلام عليهم
تهمي كغيث أو كوابل ديمة
