العسيف للأصحاء: الحمية ليست للمرضى وأصحاب الوزن الزائد فقط.. أنتم تحتاجونها

قال اختصاصي التغذية رضي العسيف إن الكثير من الناس عند البدء باتباع حمية يستمرون فيها فترة معينة، وحينما تظهر نتائج إيجابية وينقص الوزن يتوقفون، مما يجعل الوزن يرجع كما كان، مشيرًا إلى أن كون الشخص ليس مريضًا لا يعني أنه ليس بحاجة للحمية، لأنها ليست فقط للمرضى وأصحاب الوزن الزائد بل للأصحاء أيضًا.

وأضاف “العسيف” أن الأكل بمثابة الطاقة لاستمرار الحياة، وأن كثيرًا من الأشخاص لا يوجد لديهم هذا المفهوم، وهو أن “آكل لتستمر حياتي بطريقة صحيحة”، والبعض يستخدم الغذاء لمجرد التسلية وهذا خطأ شائع، فالأكل طاقة نحتاجها جميعًا.

وعلل الخطأ الكبير في مفهوم الأكل لمجرد المتعة، بأنه ينشط إشارات كيميائية في الدماغ فيؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وبالتالي يسبب سمنة.

وأكد أن الإفراط في الطعام أحد الأسباب التي تؤدي إلى الكثير من الأمراض، مستشهدًا بقول الإمام علي (عليه السلام): “يضر الناس أنفسهم في ثلاثة أشياء”، وذكر من ضمنها “الإفراط في الأكل اتكالًا على الصحة”.

وعرف الإفراط في الطعام بأنه التزود من الطعام بما يفوق المستهلك من السعرات الحرارية، وبالتالي يحدث اختلال في التوازن ويؤدي إلى تجمع الدهون في الخلايا الدهنية، فتظهر مشكلة البدانة.

وذكر “العسيف” مجموعة تعاريف للحمية، واستشهد بمقولة الإمام الكاظم عليه السلام “ليس الحمية أن تدع الشيء أصلًا، ولكن الحمية أن تأكل من الشيء وتخفف”، لافتًا إلى أن الحمية بشكل دقيق تعني نظامًا غذائيًا بخصائص وأهداف معينة، لتكييف الغذاء مع الحالة الصحية، ولا تعني التجويع والحرمان ولا العيش في اكتئاب وترقب نتائج الميزان.

ونوه إلى أنه في بعض الأحيان نحتاج إلى حمية حتى نكون متفائلين وبصحة نفسية صحيحة، فالحمية نوم كافٍ ونظام حياة، ومن هذا المنطلق لابد أن تتوافق مع حالتنا النفسية.

ونبه إلى ضرورة الاعتدال في الأكل ومراعاة كمية الأكل ونوعيته، فالاعتدال أحد عناوين الحمية السليمة.

وبين “العسيف” أن الحمية لا تقتصر على وجبة واحدة فقط، بل نحتاج إلى ثلاث وجبات (فطور – غداء -عشاء)، مؤكدًا أن وجبة الغداء مهمة جدًا لشحن طاقة الإنسان من جديد وجعله يمارس عمله بشكل جيد، والتخلي عنها يعيق عملية التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية، ويسبب الشعور بالجوع والإرهاق، مشيرًا إلى مقولة الإمام الصادق (عليه السلام): “تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئًا، فإن فيه فساد البدن”.

ونصح بعدم اتباع الحميات القاسية، لمقولة الإمام الرضا (عليه السلام): “رأس الحمية الرفق بالبدن”، موضحًا أن الحمية القاسية تقتصر على مجموعة غذائية معينة وتبتعد عن مجموعة غذائية أساسية وعناصر يحتاجها الجسم كالكربوهيدرات على سبيل المثال، ولا بد أن تكون تحت إشراف طبي في مدة أقصاها ١٢ شهرًا فقط.

وحذر من الحميات العشوائية التي تعد متبعيها بنتائج سريعة في مدة قصيرة، قائلًا إن أغلب الذين يتبعون الحمية القاسية ويفشلون فيها يصبح لديهم ما يسمى الإفراط القهري، وهو الإفراط في تناول الطعام فتزيد أوزانهم أكثر من السابق، والحمية السليمة هي التي تجعل الشخص يأكل من المجموعات الغذائية الثلاث الأساسية.

وأضاف أن معرفة النظام الصحي، واستشارة اختصاصي تغذية، ومعرفة كم يحتاج الجسم من سعرات حرارية، والاستغناء عن السكريات والحلويات والدهون التي لا يحتاجها الجسم، تكفي وتغني عن اتباع الحميات القاسية.

واستعرض عدة إرشادات لنجاح الحمية منها؛ اتباع عادات بسيطة ومستمرة، والحذر من الأكل المستمر.

واختتم “العسيف” حديثه قائلًا “لا تقل فشلت من أول أسبوع حمية بل اصبر على الحمية”.

جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها “العسيف” بعنوان “منهج أهل البيت في التخلص من السمنة”، خلال استضافته من قبل مركز “مشكاة” للتنمية البشرية عبر منصتي “إنستجرام” و”يوتيوب”، يوم الأربعاء ٢٦ رمضان ١٤٤١ هـ.


error: المحتوي محمي