واجباتي وأمي  

تحاول بعض الأمهات ولا سيما أمهات الطلاب في المرحلة الابتدائية جاهدةً في مساعدة وتعليم ابنها أو ابنتها وحل الواجبات المدرسية، كذلك من أجل ضمان تسليم الواجب في الموعد المحدد ودون تأخير والحصول على العلامة الكاملة. وتستمر هذه المساعدات طوال المرحلة الابتدائية.

أين هي المشكلة؟

تبرز المشكلة عندما تقوم بعض الأمهات وخصوصًا في المواد الأساسية مثل اللغة الإنجليزية أو الرياضيات أو اللغة العربية بحل الواجبات بنفسها وبخط يدها! هذه المساعدات العاطفية من قبل الأمهات ليست إلا مشكلة سوف تظهر بعد حين في الأفق. فمن هذه المشاكل هي قلة الكفاءة والمهارة المكتسبة من قبل الطالب مقارنة مع بقية زملائه. أيضًا فقدان بعض الدرجات أثناء أداء الاختبارات الفصلية داخل المدرسة. ولتبدأ بعدها تساؤلات الأمهات عن هذه الأسباب التي أدت إلى عدم الحصول على العلامة الكاملة وعلى الرغم من سرعة المبادرات بحل الواجبات المدرسية وعلى وجه الدقة.

واجهت بشكل شخصي بعضًا من هذه الحالات وحاولت جاهدًا بتقليل ظاهرة أن يتم الحل عن طريق ولي الأمر قدر المستطاع ولتحقيق التوازن في العملية التعليمية وبشكل متساوٍ لجميع الطلاب عبر حل أسئلة كتاب النشاط بالصف إما بشكل فردي أو جماعي وذلك للتأكد أيضًا أن الجميع قد استوعب الدرس جيدًا.

بكل تأكيد قبل اتخاذ هذا القرار صادفت بعضًا منها فعلى سبيل المثال يتم تسليم الواجبات أو الاختبارات الإلكترونية في ساعات جدًا متأخرة من الليل في حين يفترض أن الطالب قد ذهب للنوم مع بدايات ساعات الفترة المسائية لليوم نفسه.

أما أغرب هذه القصص فهي أنه في أحد الأيام وصلت لي رسالة إشعار على الجوال تفيد بأن هذا الطالب قد سلم واجبه الإلكتروني والمصادفة بأنه كان يجلس أمامي بتلك الحصة فأخذت مني الدهشة وعلامات الاستغراب في تلك اللحظة.

مستقبل ابني المشرق!
أيتها الأم الكريمة اجعلي مساعداتك للابن منطقية وأن يتعلم من أخطائه ولا سيما طلاب المرحلة الابتدائية والتي تعد الحجر الأساس في العملية التعليمية وكذلك بوابة النجاح والتفوق في الحياة العملية والعلمية في قادم المراحل والحياة. طرق المساعدة متنوعة وتختلف من طالب لآخر وبحسب إمكانيات كل واحد فيهم، حيث يمكنك إعادة شرح الدرس أو تبيسط السؤال أو بحل نموذج مشابه حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه في الحل شيئًا فشيئًا.

عزيزي ولي الأمر لا تتردد دائمًا بالتواصل مع المعلم أو المرشد الطلابي للحصول على بعض المساعدة مثلًا تمديد بعض الوقت من تسليم الواجب أو ما شابه ذلك.

كلمة أخيرة:
بصفتي معلم يسعدني رؤية محاولات الطلاب وهم يحاولون المشاركة في الفصل أو حل واجباتهم بأنفسهم ودون الاعتماد على غيرهم.

لا يوجد لوم أو عتب أو حتى تقليل من إمكانيات الطلاب المحتاجين للمساعدة. كل منهم يحصل على قدر من التعزيز الإيجابي سواءً عن طريق بذل مزيد من الجهد لتحقيق الهدف المنشود أو من خلال تعزيز المواصلة في التميز والوصول إلى أعلى سلم النجاح. فكلما شعر الطلاب بهذا الشعور أصبحوا يملكون الدافعية للتعلم من تلقاء أنفسهم وأصبحوا واثقين من أنفسهم أكثر فأكثر، أيضاً عند الاعتماد على النفس يكون المعلم قادراً على تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب وتحديد درجة الاحتياج لكل واحد منهم إما عن طريق تعزيز هذه المهارة أو تنميتها لهم.

أوجه كلمتي الأخيرة لكل أب وأم للعام الدراسي القادم إن شاء الله بترك هذه العادة السلبية التي تؤثر على أبنائنا الطلاب ولنكن يدًا واحدة من معلمين وأولياء أمور بتحديد حاجات الطلاب لنا من أجل أن نصنع لهم مستقبلًا مشرقًا – بإذن الله تعالى-.


error: المحتوي محمي