تخصصي الجامعي لا أعلم  

واحد من أكثر الأسئلة التي توجه لطلاب المرحلة الثانوية وعلى وجه التحديد طلاب الصف الثالث ثانوي من قبل الأصدقاء والأقارب عن ما هي رغبتهم وعن أي تخصص يرغبون بالتسجيل فيه وأي الجامعات قد أختار، ولكن غالبية الردود تكون بالقول: “لا أعلم” وهنا تكمن المشكلة. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن هناك مجموعة من الطلاب وبعد انقضاء 12 عامًا في المراحل الدراسية العامة وقبل الالتحاق بالتعليم العالي لا يعي الطلبة ميولهم أو قدراتهم ويحتار في الاختيار وقد يمضي به الدرب ليسجل في تخصص لا يرغب به.

معاناة مستمرة لماذا؟

بعد الانتهاء من التعليم العام يفترض من كل طالب قد أدرك نقاط قوته وضعفه ويكون قادرًا على الاختيار ودون تدخل أحد ما في قراراته الشخصية أو فرض تخصصاً ما لا يرغب به شخصياً. لو قام كل طالب بتحليل نقاط قوته وضعفه لعرف كيف يتخذ القرار بكل سهولة. من خلال التعلم من المرحلة الابتدائية وحتى التخرج من المرحلة الثانوية درس الطلبة المناهج المتنوعة والمختلفة درجة صعوبتها حيث لابد أن يكون هناك مواد أثبت تفوقه وتميزه فيها ربما على حساب مواد أخرى. فمثلاً من غير المعقول أن تجد طالباً ما وجد بعض الصعوبات في مادة الرياضيات ثم بعد ذلك يلتحق بجامعة ليحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات. فهناك احتمالان وهما:
– ربما تستمر معاناته مع نفس التخصص ومن ثم إما التخرج بمعدلات منخفضة أو الانسحاب من التخصص وتغييره بتخصص آخر والأمر الشائع بين الطلبة الذين لا يحسنون الاختيار.
– ربما يكون قد أدرك أخطاءه في الماضي وتعلم الدرس جيداً وسوف يكون قادراً على التخرج بكل سهولة.
أساس النجاح مبني على عدة عوامل ولعل أبرزها وضع الأهداف بشكل واضح والسعي لها ويملك معها الثقة بالنفس لتساعده على بلوغ أهدافه.

مسارات المرحلة الثانوية:

طوال السنوات الماضية كان هناك مساران في المرحلة الثانوية وهما:
– المسار العلمي أو الطبيعي.
– المسار الأدبي أو الشرعي.
ويقوم الطلاب بالاختيار بينهما ويمضي فيه لحين التخرج من المرحلة الثانوية ومن ثم يحاول التفكير والتخطيط والتسجيل في الجامعة وحسب الشواغر المتبقية من التخصصات. ولتجنب كل هذه المعوقات والصعاب أمام الطلاب قامت وزارة التعليم بتسهيل المهمة للطلاب بإضافة أربعة مسارات أخرى ليكون المجموع هو ستة مسارات والتي سوف تساعده في معرفة التخصصات المناسبة والمتاحة له بعد التخرج في المرحلة الثانوية. وهذه المسارات أو المجالات الجديدة هي:

أولا: مجال العلوم الطبيعية والتطبيقية:
– المسار العلمي العام.
– مسار علوم الحاسب الآلي.
– مسار علوم الصحة والحياة.

ثانيا: مجال العلوم الشرعية والإنسانية:
– مسار إدارة الأعمال.
– المسار الشرعي.
– المسار الإنساني العام.

كلمة أخيرة:
الآن وبعد قرار الوزارة الأخير والصادر بتاريخ 29-04-2020م يمكن القول بأن الطلاب يمكنهم اختيار المسار المناسب لهم في المرحلة الثانوية وبعد ذلك سوف تكون لهم دراية واحتمالات يمكنهم الاختيار من بينها. وما أن يلتحقون بالجامعة سوف تكون لديهم خلفية عن التخصص نفسه والذي سوف يساعده على النجاح بمعدلات مرتفعة إن شاء الله ناهيك عن الشعور بالثقة بالنفس أثناء الدراسة وحتى الحصول على وظيفة لاحقاً. أما دون الشعور بالانتماء للتخصص الجامعي أو الوظيفي فلن يشعر بالرضا وإنما سيكون في حالة من الشتات الذهني والرغبة بالتغيير دائماً.


error: المحتوي محمي