وهبَ الإلهُ لكم بليلةِ قدرِكم
أجراً و مَغفرةً و فضلاً في العُلا
و قضى لكم حاجاتِكم و شفى لكم
مرضاكمُ و لكم يرُدُّ مُكَبّلا
و أنالكم ما تبتغونَ برحمةٍ
و أزالَ عنكم ما ترونَ من البَلا
و حباكُمُ نِعماً يدومُ هناؤُها
فهوَ الرَّحيمُ بمَن دعاهُ و أقبلا
سُبحانهُ ما ردَّ عبداً سائلاً
يُعطي العِبادَ تحَنُّناً و تَفَضُّلا
نفحاتُ ليلتكم تحُلُّ بقائمٍ
يدعو و قد قرأ الكِتابَ و رتَّلا
فاستثمروا أوقاتها بعبادةٍ
لينالَ عَبْدٌ ما رجاهُ و أمَّلا
و لتعقدوا للهِ فيها توبةً
مِن كُلِّ معصّيةٍ و ذنبٍ قد خلا
فَوْقَ الرُّووسِ ضعُوا المصاحِفَ و اسألوا
بالعترةِ الأطهارِ أن يتفضَّلا
ثقلانِ قد جُمِعا بموضعِ عِزَّةٍ
ما خابَ مَن بهما هُناكَ توسَّلا
و سَلوا الإلهَ بأن يُعَجِّلَ أمرَ مَن
قد غابَ عن أنظارِنا بيّنَ المَلا
و صِلوا الرَّسولَ المُصطفى في آلِهِ
و توجَّهوا نحوَ الحُسينِ بكربلا
زُوروا الحُسينَ و مَن علتْهُ بواتِرٌ
يَوْمَ الطُّفوفِ فقد هوى مُتجَدِّلا
رضَّت أضالعَهُ الخُيولُ و لمْ تدَعْ
مِن جسمِهِ عُضواً هُناكَ و مِفصَلا
تركوهُ عارٍ بالصّعيدِ و رأسُهُ
فَوْقَ القناةِ و جسمُهُ ما غُسِّلا
تبكيهِ زينبُ و النِّساءُ بحُرقةٍ
و الرَّكبُ عَنْهُ مَعَ العِداةِ ترَحَّلا