كاتب كويتي يتخذ «أفلام القطيف» منصة للحديث حول النقد السينمائي

استضافت جماعة الأفلام بالقطيف التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، الكاتب الكويتي والباحث في مدارس ومناهج النقد الأدبي والفني محمد حميد أسد للحديث حول “النقد السينمائي” خلال الأمسية التي نظمتها عبر منصة الإنستغرام، يوم الاثنين 11 مايو 2020.

الأمسية أدار حوارها الفوتوغرافي السيد نزار السيد ناصر وأكد خلالها الكاتب أسد على أهمية النقد السينمائي في العالم لصناعة المحتوى والأفلام والسينما، واستخراج الناقد جماليات العمل بعد الإنجاز والوقوف عند سلبياته، موضحاً أن النقد يُعرف على أنه إبداع للإبداع وأن يكون على أسس علمية.

وأشار إلى أن بعض النقاد غير ملمين بجميع العناصر ويكتفون بنقد العمل من زاوية معينة وقد يكون منهم ناقد شامل أو ممارس، ولكن قدرته تكون أعلى بالملاحظات، مؤكداً أن الناقد الذي لا يقرأ لا ينتقل لعدم امتلاكه ثقافة.

وأضاف أن لكل مدرسة نقدية نهجًا تعتمد عليه، فمناهج النقد 24 مدرسة، فأحياناً الناقد ينتقد من الناحية النفسية أو الشكلية وهذا المشهد إذا أُزيل هل سيؤثر على العمل أم لا؟ وما هي دلالات الألوان في المشاهد وزوايا التصوير والإلمام برؤية المخرج بمشاهد العمل وهل تخدمه أم هي مجرد مشاهد عابرة؟

وناقش أسد فكرة عمل فيلم ديني نقديًا، حيث يتم تحليل الفيلم وإخراج مكامن الأفكار، وهل حول النص الديني إلى مشهد؟ وهل هناك معتقدات فكرية استغلها ووظفها كما هي أو كأسلوب إعلان لها لعظمة هذه المعتقدات أو للسخرية، والوقوف على الشخصيات ومدى تقمص الشخصية للحالة وإيصال الأحاسيس بصورة مؤثرة للمشاهد.

وقال: “إن بعض النقاد يستهدف نقد الأعمال الفنية للتقليل من قيمتها أو تشهيرها للدعاية والإعلان لها، حيث حول العمل من قيمة إبداعية وتلافي نقاط الضعف واستخدم نقده كدعاية مأجورة”.

وأضاف أسد: “بعض النقاد السينمائيين عندما يقدمون النقد للأفلام الأجنبية يمنحهم العظمة والحالة اللاهوتية، ولكنه عندما يتناول فيلمًا عربيًا يوجّه نقده دون موضوعية ولا أسس علمية للنقد ويستخدم أسلوب التجريح”.

وتحدث عن أخطاء الراكورات التي يستخدمها المخرج في عمله الفني، فإذا كان العمل طويلًا ويستدعي إعادة تصوير المشهد نفسه وبنفس المكان فقد يغفل عن عدة أمور ويقع في الخطأ.

وبين أهمية وجود الناقد السينمائي أثناء تصوير العمل لتلافي أكبر عدد من الأخطاء، مشيرًا إلى أن من سلبيات ذلك التأخير وزيادة تكلفة الإنتاج.

وناقش أسد الركائز التي يعتمد عليها النقد السينمائي بالنظر إلى هذا العمل؛ هل هو عربي أم لا؟ ووضع مجموعة أسئلة: ما هي علاقة عنوان العمل بالأحداث؟وما هي رسالته؟ وكيف تمكن أبطال العمل من تقديم رسالته بتوصيل الأفكار والمشاعر؟والبيئة هل هي مناسبة؟ وهل يخدم الفكرة؟ وهل العناصر العلمية سليمة أم لا؟، مستشهداً على ذلك ببعض الأمثلة لأفلام سينمائية.

وأكد على أهمية فصل المشاعر للناقد وأن يشاهد العمل الفني مرات عديدة قبل عرض نقده والتركيز عليه أكثر.

ونوه بأنه لا يمكن عمل مقارنة بين عمل عربي وعمل أجنبي فمستوى الإنتاج عند الأجانب أعلى بكثير، وأداء التمثيل وأدوات الإنتاج والتكنولوجيا عالية، فيلزم الناقد مناقشة الفكرة فقط، بخلاف ما إذا كانت البيئة مشابهة تسهل المقارنة.

وأوضح أسد أن النقد موجود عند العرب قبل أيام الجاهلية وليس أساسه المدارس الأوروبية، مبينًا أن لكل مرحلة أسلوب نقد يختلف وأنه قد ظهرت مدارس جديدة لاختلاف الأدوات والتقنية والثقافة.

وأشار إلى أن مداس الشعر للنقد الأدبي مازالت محافظة على مكانتها وأبحر الشعر والخواطر وما عدا ذلك استنسخت من المدارس النقدية الأوروبية والأمريكية، موضحاً أن أشهر المدارس النقدية هي الفرنسية والإنجليزية والروسية وتليها الألمانية والأمريكية.

وذكر أسد أن الرواية انطلقت من المحيط العربي والفارسي قبل عام 1700، وبين كيف يستخدم الناقد السينمائي الحبكة الدرامية في العمل الفني واستخراج مواطن النقد من استخدامها وتوظيفها في سياق العمل والأحداث وهل أوصلت رسالتها؟

وتحدث عن تأثير النقد السلبي للعمل الفني وما يصيب المنجز من ألم وإحباط دون النظر إلى جمالية العمل والفكرة الرئيسية وأهم الأفكار التي استخدمت لتقييم الأداء التمثيلي، فقوة العمل توصل الرسالة بشكل أقوى.

واختتم بقوله: “بعض الأعمال السينمائية أثرت في قوانين بلد، كما حدث عندما عُرض الفيلم السينمائي المصري “أُريد خُلعاً”، وغير القانون المدني في مصر، إضافةً إلى الفيلم السينمائي الهندي “البُلهاء الثلاثة” الذي غير قانون التعليم في أربع دول”.


error: المحتوي محمي