كتاب وصحفيون ينقلون الحميدي إلى الويبكس.. يشرح الأجرومية ليجمل الكلمات

لجأ الناقد محمد الحميدي، منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، إلى إقامة دورة في برنامج الويبكس بعنوان “كلماتنا أحلى”، وتستمر طوال الشهر بمعدل أربعة دروس أسبوعية.

وتقام الدورة التي يشرف عليها ملتقى سدرة الثقافي الساعة ٩:٣٠ مساءً من الأحد إلى الأربعاء، وتعنى بالدراسة الجادة في كتاب “التحفة السنية في شرح المقدمة الأجرومية”، وهو الكتاب المعتمد للدراسة في المجاميع العلمية في أكثر من دولة، ويعتبر كتابًا سهلًا، ومدخلًا لمن يرغب بالتخصص، وإكمال دراسته فيما بعد.

وقال “الحميدي” إن السبب في إقامة الدورة هو ما يلاحظه على الكتابات المختلفة من أخطاء، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الصحافة الإلكترونية، أو حتى على مستوى الكتب، والمؤلفات، مشيرًا إلى أن الكثير من الأخطاء سهلة، ويمكن معالجتها، ولكن لعدم وجود خبرة كافية لدى الكاتب، فهو يقع فيها، فيذهب جمال ما يكتبه، وتتضارب أفكاره.

وأكد أن ما يساعده في تتبع الأخطاء هو حسه النقدي الذي يقرأ، ويتعمق في ما تجره عيناه إلى ذهنه، مستشرفًا الرديء من الجيد.

وأضاف أن كون الشخص كاتبًا أو صحافيًا، لا يحتم عليه أن يكون ملمًا بالقواعد النحوية العميقة، ولكن من نافلة القول، أن يمتلك المعرفة الأساسية، التي من الطبيعي أن يمتلكها كاتب أو صحافي.

وأوضح أن الرؤية التي يتطلع إليها في “كلماتنا أحلى”، هي التنويه إلى أن الوعي بالكتابة، وتنمية الحساسية اللغوية، واكتشاف الأخطاء، والقدرة على معالجتها وإصلاحها، شيء ضروري.

ولفت إلى أن الكلمات يكتمل جمالها حين تكون تفاصيلها اللغوية والإملائية في شكلها الأجمل التام، والابتعاد بقدر الإمكان عن الأخطاء.

ونوه إلى أن معرفة النحو هي الخطوة الأولى من خطوات الكتابة، ولا يستطيع الكاتب إجادة الكتابة إذا تكررت أخطاؤه، وسيقع في الحرج، فالدورة لرفع الحرج عنه.

وذكر أن فكرة الدورة بدأت قبل الحجر الصحي، فأثناء اللقاءات الأسبوعية، مع الأصدقاء طلبوا منه إقامة الدورة، فلم يمانع، ولكن تسارع الأحداث جعله يؤجلها إلى وقت لاحق.

ومع امتداد الوقت قرر تقديمها إلكترونيًا، لتكون فائدتها أكبر، ومن إرسال إعلان يحتوي على رابط لجروب “واتساب” من أجل حصر العدد، تفاجأ بالحضور، حيث امتلأ قبل إكمال أربع وعشرين ساعة، مما جعله يوقف التسجيل، والاكتفاء بالعدد الموجود.

يقول: “لهذين السببين الرغبة الموجودة لدى الأصدقاء، والأخطاء المنتشرة بكثافة لدى الكتاب، والمؤلفين، اتجهت لإقامة الدورة في أساسيات النحو العربي، والكتابة السليمة”.

وتابع: “منذ البداية أخبرت الحضور أن الدورة ستكون بطريقة سهلة ومبسطة، بعيدًا عن تعقيدات الآراء النحوية، وتشابكها، وسيتم الاكتفاء بالقواعد العامة من معرفة الفاعل والمفعول، والحال والمبتدأ والخبر، والتمييز والبدل والمعطوف والصفة والاستثناء، فإنها الأمور المتداولة بكثرة في الكتابة، ولا يستغني الكاتب عن معرفتها”.

وشدد على أن فترة الحجر الصحي، تمثل فراغًا كبيرًا بالنسبة للإنسان، وينبغي عليه استثمارها في اكتساب مهارات جديدة، أو في تعلم معرفة من المعارف، وإذا مرَّت كما أتت بدون جديد على المستوى الشخصي، فسيكون الإنسان خاسرًا، داعيًا جميع من يمتلكون موهبة، أو علمًا، أو يبرعون في عمل من الأعمال إلى استغلال هذه الفترة في تنمية أنفسهم، وتنمية الآخرين، والارتقاء بالمجتمع.


error: المحتوي محمي