قرر أن يترك السيارة مفتوحة وبداخلها المفتاح ليشتري غرضا بسيطا من المركز الغذائي، ورجع لها ولم يجدها، وبدأ البحث عنها في قنوات التواصل وتقديم بلاغ للجهات الأمنية، فأصبح نادما على قراره.
قرر أن يترك طفله في السيارة ويغلق عليه أبوابها خوفا من الاختطاف، ويطفئ السيارة خوفا من العبث بها، ومع حرارة الشمس دون تكييف، رجع لابنه ووجده مختنقا من حرارة الجو، وندم على فعلته لو أنه أخذه معه لكان أفضل من قرار الإحكام عليه.
قرر أن يساهم بأمواله في الأسهم العالمية وهو غير ملم بتفاصيل عملها، وقد سلم جميع أمواله لأشخاص مجهولين وشركات وهمية، فخسر كل أمواله، وأصبح مديونًا حزينًا على وضعه، فندم على قرار المجازفة غير المدروسة.
قرر أن يتزوج بأجنبية لجمالها وبياضها وقوام جسمها، وبعد سنوات من المعاشرة وإنجاب الأطفال، ندم على اتخاذ قرار الزواج منها لسوء تربيتها وصعوبة التعامل معها.
قررت أن تعمل عملية تجميل الأنف، وقد صور لها الطبيب المختص بالجمال الوهمي بعد إجراء العملية، ووافقت على الخوض بإجراء تعديلات على أنفها، وبعد ذلك اتضح قبح ما تصورته، وندمت على قراراها.
قررت أن تتزوج زميلها في العمل وهو من دولة عربية بدافع الحب، وأنها سوف تضحي لأجل الحب، وقد باعت أهلها وكل من نصحها، ولكنها رفضت وأبت وسافرت معه دولته العربية وتزوجت هناك، وعندما أنجبت طفلة لم تستطع إنجاز أوراقها الرسمية لا في دولتها ولا في دولة الزوج، والطفلة هي المتضررة، فندمت بعد فوات الأوان.
القرارات المصيرية في الحياة تغير حركة الإنسان واتجاهه وتؤثر على مستقبله إما إيجابا أو سلبا، فأحيانا تكون قرارات حكيمة تسعده ويؤنس بها، ويكون مستقبله مزهرًا وهادئًا وناجحًا، ويفيد نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه. وهناك قرارات مصيرية يندم الإنسان على اتخاذها، وقد يتضرر هو نفسه وأهله ومجتمعه، فيكون رأيه مستبدا غافلا عن العواقب والنظرة المستقبلية وبعدها يهلك ويندم على قراراه الذي أصر عليه ضاربا بآراء الجميع عرض الحائط.
نحن جميعا أتخذنا قرارات فردية أو جماعية سواء كانت حكيمة أو غيرها، وبعضها أفادتنا وبعضها تضررنا منها، وأحيانا تكون بعضها مصيرية في الحياة، وقد تستمر على مدى العمر كله، مثل الزواج غير الكفؤ وفيه إنجاب الأطفال، أو اختيار التخصص الجامعي والعمل في مكان غير مرغوب فيه، وكذلك زواج البنت من رجل أجنبي غير مبالية بالعواقب رافضة رأي أهلها، وكذلك قرار الهجرة إلى الدول الأجنبية دون دراسة ولا تخطيط. إن آثار القرارات المصيرية تكون مؤثرة على حياة الإنسان وسلوكياته، وقد يبقى طوال عمره نادما على سوء تخطيطه المستقبلي، ولكن بعد فوات الآوان.
قرارات الإنسان تحتم عليه مصيره في الحياة، وكلما عاند نفسه واستعجل في الأمور ولم يعط لنفسه فرصة التأني والتروي والحكمة، فأحيانا تؤثر قراراته على حياته المستقبلية وحياة الآخرين المتصلين به، فكن حكيما في اتخاذ القرارات وادرس عواقب الأمور حتى لا تندم في حياتك.
دمتم بخير…
سؤال التحدي الأسبوعي: أوجد مجموع الأعداد الزوجية من 2 وحتى 100؟
(أ) 100
(ب) 2500
(ج) 2550
(د) 5050
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: 24 دقيقة