من صفوى.. آل فريد ورثت حياكة الدمى من جدتها.. وطورتها بملامح زبائنها

أحبت الدمى منذ صغرها، استهوتها فكرة أن تصنعها من وحي خيالها، استلهمت أفكارها من جدتها التي سبقتها في ذلك، أمسكت إبرتها وخيوطها وحاكت دماها خطوة بخطوة، أبدعت فأنتجت عرائس قماشية مختلفة ومميزة.

صعدت السلم درجة درجة، ساعدها في ذلك حبها لعملها وإتقانها التفاصيل الصغيرة، فصداها بات واسعًا جدًا حتى نالت إعجاب فئة كبيرة من الناس.

ميزت دماها بشعر أسود وأصفر وبني وحتى أبيض، فلم تكن دماها بالشكل المتداول بكثرة بل كانت لمساتها أكثر ما ميز مشروعها.

إنها الفنانة كريمة آل فريد التي دخلت عالم الفن بمهارتها فأصبحت صاحبة مشروع يحمل اسم (كردوه) الذي أطلقته على دماها التي تصنعها وهو في الأصل اسم شعبي يطلق على الدمية القماشية القديمة.

خصصت آل فريد المنحدرة من مدينة صفوى، جزءًا من منزلها كورشة لصنع الدمى ووفرت فيه كل مستلزمات الخياطة، فلم تكتف بإبرة وخيوط وقماش فقط.

واشترت ماكينة خياطة حتى أصبحت ماهرة في استخدامها، رغم أنها لم تتوقع في بادئ الأمر أن تدخل مجال الخياطة ولكنها قامت بالتجربة وأحبت الخياطة وأحست أنها ممتعة جدا.

واجهت (كريمة) العديد من الصعوبات فطلبات الزبائن كثيرة ولم تستطع أن تستلمها جميعها دفعة واحدة، ولكن يومًا بعد يوم تشكل جمهور كبير من جميع الفئات (رجال – نساء- أطفال) بشكل متساوٍ مما جعلها تنشئ دورات (أون لاين) لاقت إقبالًا كبيرًا من الزبائن، حتى ظهرت مجموعة من التلميذات اللاتي قامت بتدريبهن على صناعة الدمى فأبدعن في الصناعة بشكل جميل ومحترف.

قالت آل فريد لـ«القطيف اليوم» : “الفن شيء جميل وجماله ينبع من روح بارعة متذوقة للتألق هذا ما استشعرته فأنا مؤمنة بأن تعليم الفن شيء جميل وإن أساس اختيارها لتعليم الصغار قبل الكبار هو تنمية الموهبة لديهم وتعليم الناس التي تستحيل عمل بعض الأشياء فكلمة مستحيل لا وجود لها في قاموس الفن”.

وتابعت: “للمعارض دور فعال في انتشار صيت (كردوه) ومشاركاتي العديدة في المعارض كانت أحد أسباب شهرتي لاسيما أن أول عرض للدمى التي صنعتها كان في معرض بمحافظة القطيف تابع لجمعية عطاء عرضت خلال تواجدي هناك ما يقارب (١٣) كردوه واستقبلت الكثير من الطلبات آنذاك”.

وبدأت تنظر لاحتياجات زبائنها بحثا عن التطور وحاولت أن تجعل (كردواتها) صديقا يرافقهم في أغلب تنقلاتهم فلم يقتصر عمل آل فريد على صنع الدمى فحسب بل صنعت ميداليات وتعليقات للسيارة بدمى مختلفة.

وواصلت ابتكارها فيما يرضي الزبائن وعوضا عن أن تجعل من الدمية مجرد لعبة في يد الصغيرات أو عروسة تزين بها أرفف الغرف أو تتدلى من الميداليات بدأت تصنع دمى تحمل ملامح قريبة جدا من صاحب الطلب.

وكانت اختياراتها الدقيقة للمواد التي تصنع منها كردواتها سببًا في أن يقول البعض إن أسعار الدمى باهظة بعض الشيء ولكنها أوضحت أنها تستخدم الأشياء ذات الجودة العالية كالشعر وغيره..

وتوقفت (كريمة آل فريد) عن صنع كردواتها نظرا لظروفها الحالية وصغر سن ابنتها ولكنها أكدت أنها بلا شك عائدة لمزاولة عملها وإنتاجها للدمى.


error: المحتوي محمي