أثنى المحامي والكاتب الكويتي محمد الباذر على بروز الثقافة المجتمعية العامة في محافظة القطيف واهتمام شبابها بالقراءة والكتابة، موضحاً أن هذا ما لمسه بعد أن تعددت مشاركاته واستضافته داخل منطقة القطيف لحضوره حفل توقيع مؤلفاته أو للحديث حول الكتابة والقراءة من واقع تجربته.
جاء ذلك خلال استضافة مركز مشكاة للتنمية البشرية الكاتب الباذر عبر البث المباشر على برنامج الإنستغرام للحديث حول تجربته الشخصية في القصة والرواية، وذلك يوم الاثنين ١٠ رمضان ١٤١٤هـ.
وأوضح الباذر أنه رغم انتشار الكثير من الدورات والمحاضرات التي تنظمها المؤسسات الثقافية لكي يعلموا الناس فن الكتابة، إلا أن هذه الدورات لا تنشئ ولا تصنع كاتباً، حيث إن الكاتب يولد لا يصنع والكتابة ليست علمًا يدرس ويتخصص به في الجامعات ومن ثم يتخرج فيها كاتبًا.
ولفت إلى أن هذه الدورات من الممكن أن تساعد في صقل موهبة الكاتب لا صناعتها، وإذا ما رعى الشخص موهبته بحذر قد تؤثر عليها هذه الدورات وتمحيها لأنها تعتمد على قواعد وأسس قد لا تتناسب مع هوية الشخص.
ونصح كل من يمتلك هذه الهواية ألا يقلد أحداً أو يتبع أسسًا معينة في الكتابة، مبيناً أن جميع الكتاب الكبار القدماء كانوا يتكلمون عن ثقافة وهموم مجتمعهم في ذلك الوقت ولكل زمان جمالية مختلفة حتى في اللغة.
كما أكد على الكُتاب الجدد أن يخافوا الله في القلم والورقة التي يكتبون عليها لأنها ستعيش أكثر عمراً منهم وستشهد عليهم، محذراً أنه إذا أراد الكاتب أن يكتب شيئًا يؤثم عليه من الأفضل تركه وعدم التشجيع على الخطأ والمعصية، مشيراً إلى ضرورة الكتابة بالتعبير عن الهوية الثقافية والأساسية للمجتمع الذي يعيش فيه حيث إنه سبب النجاح، لا أن يستلهم روايته من قصص الحب الذي يقرأها أو المسلسلات التليفزيونية التي يشاهدها.
وتحدث عن تجربته في كتابة روايته “أخ” وعن الصعوبات التي واجهها في البداية حين رفض طبع دور النشر لها قائلًا: “كانت رواية أخ مرفوضة من قبل دور النشر، وسببها فكرتها التي هي عبارة عن أخ يرثي أخاه الذي فقده، فكانوا يتساءلون عن الفكرة والرسالة التي ستصل للناس منها؟”.
وأضاف: “رغم أن رفضها أمر أحزنني لكني اعتبرته تحديًا كبيرًا وطبعتها على حسابي الخاص، بعدها اصطدمت بطمع دور النشر الذي أرغمني على تسعير الرواية بسعر معين وهذا ما أوقعني في الحرج الكبير، فكثيراً ما كان يلومني الجمهور على سعرها المرتفع فهم لا يعرفون أنني مجبراً على ذلك، وبعد نجاحها الذي لاقى صدىً واسعًا أصبحت كلمتي على دار النشر فاستجابت لرغبتي في الخفض من سعرها كثيراً حتى تكون في متناول الجميع”.
وشجع الباذر كل من يمتلك مهارة في الكتابة على الخوض في مجال الرواية الدينية حتى تكون الرسالة الدينية ملموسة بطريقة فنية وأدبية وتصل بسلاسة، مؤكداً على أن المفترض هو كون الإنسان ملتزماً ومتعلقاً بالدين كلما زاد في علمه وثقافته لا أن يترفع عنه”.