مرحلة مفصلية ودقيقة هذه التي بدأناها في ظل التحدي الذي تعيشه البشرية مع الجائحة، وهي تحتاج منا الكثير من الوعي والحيطة والحذر تلازما مع رفع الحظر الجزئي عن محافظتنا القطيف والتي كانت الأولى في الإصابات، وأصبحت الأولى في تراجعها وانحسارها تدريجياً والحمد لله.
نجزم بأن جميع المواطنين يثمنون ما قامت وما تقوم به الدولة الكريمة بوزاراتها المعنية من جهود مضنية وعلى جميع المستويات من أجل استمرار عجلة الحياة، وتلبية متطلبات مواطنيها، وفعلاً لم يشعر المواطن لحظة بأي نقص أو تراجع في توفر احتياجاته الحياتية، بل إننا لاحظنا الفائض في معظمها، كما تعددت الطرق الكفيلة بضمان وجودها.
في المقابل ليس من المعقول أن تبقى مصالح الدولة معطلة لفترة أطول من التي مرت، فدورة الحياة لابد أن تعود، وعلى المواطن العامل في مختلف المجالات المباشرة والمشاركة تدريجياً بالعودة لعمله وتحمل مسؤولياته ومهماته المناطة.
إن الوباء في منطقتنا القطيف لم يتعد الخطوط الحمراء، حيث ظل من البداية وإلى الآن بمعدلات منخفظة جداً، بفضل الاسترشاد بالتعاليم وكذلك وعي أهلها بالتزام الحظر وتقليل المخالطة، مما ساهم في انعدام الإصابات في كثير من المرات.
ونحن نحتاج الآن أن نستمر في ذلك وأكثر مع رفع حظر والدخول والخروج من قطيفنا الحبيبة، فاحتمال الإصابة لايزال وارداً وفي أي لحظة، لأن المخالطة بالناس سوف تتسع مما يستلزم رفع درجة الحذر لدينا، والالتزام بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، في ظل عدم معرفتنا ببؤر تواجد الجائحة على وجه الدقة، ولكن لا أقل من أن نمتنع عن الذهاب للمناطق المعزولة التي حددتها الجهات المختصة ولأي عذر كان.
نعود ونقول إنها مرحلة مفصلية يعيشها المواطن والمسؤول في آن واحد وعلينا جميعاً أن نكون يداً واحداً، وأن نشارك الدولة جهودها بالتزامنا بالأوامر والتعاليم بدقة وجدية، وخطوات تخفيف القيود التي تتم لابد أن تكون ناتجة عن دراسة ومتابعة دقيقة للوباء وأماكن استيطانه، وهو آخذ في الانحسار – إن شاء الله، ولكن لن يكون ذلك ممكناً إذا ما خالفنا المطلوب منا، وأفرطنا في استغلال رفع الحظر الجزئي والذي ربما يؤدي إلى كارثة يصعب السيطرة عليها لا سمح الله.
القطيف كانت النموذج ولا تزال والنتائج هي الدليل، فعلى أهلها أن يستمروا دون الحاجة لمن يدفعهم لذلك، ونريد الآن أن نصفر الرصيدين؛ رصيد المتواجدين في المستشفى شفاهم الله، وكذلك رصيد التعداد اليومي الذي لا نريد له أن يظهر بتاتاً.
