“لا تبدع في شيء، إلا إذا كنت عاشقًا له” بهذه الكلمات استهلت الفوتوغرافية الفنانة فاتن حسن آل هزيم، حديثها عن فنها الذي برهنت من خلاله على أن المرأة في محافظة القطيف قادرة أن تنافس وبقوة على الإبداع والتميز في التصوير الفوتوغرافي.
الفنانة آل هزيم تعمل في التصوير الفوتوغرافي عام 2003م، وهي عضو في جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وعضو إداري في مجموعة كشتة الفوتوفرافية، وعضو إداري في جماعة القديح وميض، وعضو في الاتحاد الدولي للتصوير FIAP، تذكر أن بدايتها الفوتغرافية، جاءت خجولة جدًا، حيث إنها اقتنت أول كاميرا احترافية وهي: d100، وكان سعرها في ذلك الوقت، مع العدسة تقريبًا 15 ألف ريال.
وأشارت إلى أنها تهوى التصوير منذ الصغر، وكان ولدها -رحمه الله-، كلما تعطلت كاميرا، اشترى لها واحدة أخرى، حتى تزوجت، واستمر زوجها بدعمها، وشراء الكاميرات لها، وفي عام 2003م، قررت أخذ دورة في أساسيات التصوير، لتبدأ الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل.
وقالت: “اجتهدت على نفسي كثيرًا في المنتديات، والتجارب الفردية، متوجهة إلى تصوير العرايس والمناسبات، وبعد سنوات توقفت بسبب ظروفي الصحية”.
وأوضحت أن الخجل، يمثل العائق الأصعب، وذلك من خلال الخروج إلى الساحة الفوتوغرافية، لممارسة شغفها، وأخذ لقطاتها، بكونها تجد صعوبة في التأقلم، مع الآخرين بسرعة، فيمنعها الخجل.
وعن طموحاتها قالت: “مهما وصلت، اعتبر طموحاتي في بدايتها، وأطمح إلى العالمية بإذن الله”، مضيفة: “إذا كانت الطموحات كبيرة، فإن الإرادة، والعشق الشغوف، يذيبان كل صعب، وهذا ما فعلته”.
وذكرت أنها تحب الرسم والتصميم، ولكن لا تمارسهما منذ فترة، وقالت: “كلي عشق بالعدسة، التي احتوتني بين تفاصيلها، فإن بيني وبينها قصة عشق، وعلاقتي بها، كالروح، لأغرس ذاتي فيها، لتهرب من يدي ذاتي، وتسكنها”.
قدوة ومعرفة
وأشارت إلى أنها كانت تقرأ على يدي الفنان -القدير – محمد شبيب أبجديات التصوير الفوتوغرافي لتبحر فيه، واصفة تجربتها معه بأنها ممتعة جدًا ومفيدة، واستفادت منها الكثير.
وعن قدوتها في هذا المجال قالت: “القدوة ضرورة لكل ساع باتجاه النجاح يستفيد من ظلاله، وأفكاره، متزودًا بالتغذية الراجعة، لمنجزاته، وفي ساحاتها، فأعتبر الفنان رحيم السيلاوي من بلاد الرافدين “العراق”، قدوتي لما وجدته متفقًا مع تطلعاتي، وأحلامي، لتتأثر حياتي الفنية به.
وكما أن القدوة ضرورية، نستطيع أن نبصر في جانبها كرديف إبداع، وعندما تتكون الفكرة الناضجة والحالة التي تستدعيها والإلهام واليقظة في التيه الذي يولد الإبداع بلحظة انتشاء الرؤية في حدقتي الفنان، الذي في لحظة ما تتشكل لديه اللقطة التي يريد، والإلهام وقودها؛ تجد الهزيم الفوتوغرافي علي المبارك، ومحمد المهنا، وسعد شبيب، الموجه، يشعلون جذوة الإلهام ويستفزون نوعية اللقطة لديها، حيث إنهم كانوا يقدمون لها النصائح خلف ردهات “الفيس بوك”، بأسلوب يتسم بالرقي، كل شخص اقتطفت منه شيئا.
رسالة ونجاح
وتتفق على أن الصورة تختزل الإمكانية في تغيير الواقع تقنيًا في الملتقي من خلال السلبية والإيجابية، مبينة أن الصورة، تغير من الواقع أحيانًا على حسب الرسالة، التي تحملها، وتستطرد ولكن تقنيًا، يمكن التلاعب بالعمل الفني، والصورة الإيجابية، يمكن أن تفهم بأنها سلبية من خلال تغير بعض المعالم فيها.
وأفادت بأن الصورة الفوتوغرافية في محاكاتها للإنسان، وهمومه وتطلعاته، وأفراحه وأحزانه، أكثر صدى من الحالة الجمالية، وقالت: “إنها أكثر صدى من الحالة الجمالية، لأنها تحتضن رسالة في عمقها”.
وأكدت أن الصورة باستطاعتها محاكاة كل اللغات، بعيدًا عن جغرافية المكان.
وأوضحت أن الفوتوغرافي الناجح بإمكانه أن ينتج عملاً فنيًا، ناجحًا ومعبرًا، ذا رسالة من خلال أبسط الأدوات والمعدات، مشيرة إلى أن مقومات الصورة الاحترافية، تكمن في: الإضاءة والفكرة، وزاوية الالتقاط، وعناصر التكوين، والتركيز أو الفوكس.
وفي ختام إطلالتها، قدمت شكرها إلى صحيفة «القطيف اليوم» على هذا اللقاء، موصلة إياه لكل من دعمها وشجعها في مسيرتها الفنية إلى هذا اليوم.
الجوائز والإنجازات
وفي جعبة الفوتوغرافية فاتن الهزيم، مجموعة من الإنجازات والجوائز، وهي:
• المركز الأول في مسابقة الصورة الحسينية عام 2013م من الجمعية العراقية.
• المركز الثالث بورتريه في مهرجان الصورة الفوتوغرافية الدولي الثاني بجمهورية مصر عام 2014م.
• المركز الثالث في حقيقيون في كربلاء عام 1435م.
• مشاركة في مهرجان ربيع الرسالة الثقافي الثامن عام 1435م في كربلاء الوحيدة من خارج العراق.
• مشاركة في العديد من المعارض المحلية والدولية.
• جائزة تقديرية في مسابقة مهرجان حبيب الله الثقافي الدولي في محور العمارة الإسلامية عام 1438م.
• الجائزة الشرفية في محور المحللين في مسابقة آفات 2017م الدولية للتصوير الفوتوغرافي.
• المركز الثاني في مسابقات إسلاميات التي أطلقها اتحاد المصورين العرب عام 2017م.
• الجائزة التقديرية في مسابقة جائزة فؤاد شاكر الدولية عام 2019م.