قد مرّ شهرٌ و الكرونةُ لم تزل
في هاجسٍ و البعضُ ناءَ مِنَ الضّجَر
يا أيُّها الإنسانُ فكّر لحظةً
إنّ المصائبَ إذ تحُلُّ بها عِبَر
لا تسألَنَّ اللهَ عمَّا شاءَهُ
بعبادِه و عليهِ لا تشكُ و ذَر
و إذا أُصِيبَ المُؤمنونَ فذاكَ مِن
أجلِ امتحانٍ لا لذنبٍ قد صدَر
و الأولياءُ علَت بهم دَرجاتُهم
لِمصائبٍ مِن بعضِها انفطرَ الحجَر
و على سَوادِ النَّاسِ إن حَلَّ البَلا
فلِقُبحِ أعمالٍ بها الجَورُ انتشر
قد بدّلوا سُننَ الإلهِ و جاهروا
في كُلِّ معصيةٍ و كانوا في بطَر
فالأمرُ بالمعروفِ باتَ مُؤخَّراً
و النّهيُ عن تلك المعاصي ما ظهَر
و ترى النّسا في زينةٍ و تبرُّجٍ
لا يحتشمنَ إذا لها رجلٌ نظَر
و ترى الشّبابَ تميّعت حركاتُهم
مِن حفِّ حاجبِهم و صِبغٍ للشّعَر
و ترى المسامِعَ للغناءِ توجّهت
مَعَ علمِها أنَّ المُهيمنَ قد زجَر
و البعضُ أهملَ دفعَ خُمسٍ واجبٍ
لِوَليِّ أمرِ زمانِنا و المُنتظَر
و تقطُّعُ الأرحامِ عن وصلٍ وعن
صِلةٍ بمالٍ جرَّ آفاتِ القدَر
و البعضُ أغفلَ للصّلاةِ بوقتِها
طلعت عليهِ الشّمسُ مِن فِرطِ السَّهَر
و استُحدِثت بِدَعٌ بأعراسٍ و قد
تمَّ اختلاطٌ بين أُنثى و الذَّكر
كَثُرَ الطّلاقُ و لَمْ تُفِد مِن حيلَةٍ
و تبعثَرت بشتاتِها تلكَ الأُسَر
و البعضُ في الإسرافِ ضيَّعَ نِعمةً
لو كان أعطاها فقيراً لابتشر
أحوالُنا رَهْنُ الفِعالِ أما ترى
في الذِّكرِ آياتٍ تُبيِّنُ في السِّوَر
و إذا ابتلى رَبُّ العِبادِ عِبادَهُ
ببليّةٍ فَبِها تميّزَ مَن صبَر
لا يعظُمّنَّ عليكَ ما ترنو لَهُ
في عالَمِ البلوى فخُذْ منها عِبَر
و اعلمْ بأنَّ اللهَ جَلَّ جلالُهُ
تأديبُهُ بعقوبةٍ يُحيِ البشَر
فلَعلَّهم رجعُوا إليهِ بتوبةٍ
لِيُزيلَ عنهم ما يَرَونَ مِنَ الضَّرَر
فهو الرَّحيمُ بخلقِهِ و عِبادِهِ
و هو اللطيفُ بمَن تضرَّعَ أو عَثَر
بالعِترةِ الأطهارِ ساداتِ الورى
و كذاكَ بالمولى الإمامِ المُنتظر
اكشِفْ بلاءَكَ و استجِب لِدُعائنا
و اقبلْ مُنيباً رامَ عفوَكَ و اعتذَر
أنتَ المُفَرِّجُ كُلَّ ضِيقٍ نالنا
ما خابَ مَن برجاكَ لاذَ و ما انكسَر