عندما يكون القائد جنديًّا..

عمت أرجاء العالم منذ أكثر من ثلاثة أشهر جائحة لا مثيل لها عبر تاريخ الكرة الأرضية، فلم يبقَ بلد لم تدخله، بل هناك بلدان تَئِن من آثارها بشكل مؤلم من حيث عدد المصابين وعدد الوفيات الكبير.

وبلدنا العزيزة المملكة العربية السعودية ليست بمعزل عن دول العالم، فهي مهبط الوحي والتنزيل وبلد الحرمين الشريفين، وعلاقاتها الاقتصادية والسياسية قائمة مع جميع دول العالم، لذلك من الصعب منع دخول مثل هذا الوباء الذي لا يستأذن أحدًا، وانتشاره سريع كالنار في الهشيم، إن لم تُتخذ الوسائل المناسبة لكبح جماحه.

وبتوجيهات سديدة من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (رعاهما الله وحفظهما)،  فقد تضافرت جهود الوزارات المعنية بضرورة سرعة التحرك لمكافحة الوباء ولقد أبلى الجميع بلاء منقطع النظير، مما ساهم في الحد من انتشاره، وتأتي وزارة الصحة على رأس الوزارات الفاعلة في هذا الأمر، ممثلة في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والأهلية، ومنها مستشفى القطيف المركزي الذي كان على رأس فريقه الطبي سعادة الدكتور زكي الزاهر (وفقه الله).

لقد كان الدكتور وهو المدير الطبي للمستشفى بمتابعته اليومية وبإطلاته الرائعة مرتديًّا بدلة الطبيب وقبعته الخاصة، متنقلًا بين فريق عمله تارة،  وبين المرضى المصابين تارة أخرى، مما كان له الأثر الكبير في تحفيز الجميع في العمل بجد واجتهاد، مواصلين الليل بالنهار من دون كلل ولا ملل، وذلك لتقديم أفضل رعاية طبية لجميع المرضى، سواء من أُكِّدت إصابتهم أم الذين وضعوا بالحجر المؤقت للاشتباه في إصابتهم، وبفضل هذه الجهود المباركة وبمساندة حثيثة من رئيس المستشفى سعادة الدكتور رياض الموسى، وبمتابعة متواصلة من معالي وزير الصحة، فقد نجح الجميع في  التعامل مع المصابين  بمهنية عالية ساعدت في تخفيف آثار المرض عليهم وشفائهم أثناء المدة المقررة، ومن كانوا تحت الملاحظة بذلت جهود لجعل تقبلهم للحجر سهلًا، لتفادي انتشار المرض.

كل تلك الإجراءات تحتاج من المدير الطبي وفريق عمله الاستمرارية في المتابعة، وأي توانٍ قد يؤدي إلى مشاكل صحية وانعكاسات للوباء داخل وخارج المستشفى، مما قد يؤثر على كامل وطننا العزيز، وهذا ما أبدع فيه سعادة الدكتور زكي وأبلى فيه وفريق عمله الموقر أجمل البلاء.

وفي رأيي المتواضع أن تجربة مستشفى القطيف المركزي ينبغي أن توثّق عبر أوراق العمل الطبية لتناقش خلال المؤتمرات الطبية مستقبلًا للاستفادة منها محليًّا وعالميًّا.

فلك منا جميعًا يا أبا محمد جزيل الشكر ووافر الامتنان على ما بذلت من جهد، فقد أديت واجبك على أرقى المستويات، ونسأل الله لكم الموفقية والسداد في مهماتكم الجديدة، ونسأل الله التوفيق والسداد لخلفكم سعادة الدكتور حسن الفرج؛ فهو خير من اختير للمواصلة وإكمال المسيرة، وإضافة لمساته الخاصة من خبرته الطبية الطويلة.

ووفق الله الجميع لخدمة وطننا الغالي.


error: المحتوي محمي