لقد أعز الإسلام العامل ورعاه وكرّمه، واعترف بحقوقه لأول مرة في تاريخ العمل، بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرق والتبعية، وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان.
فقد قرر الإسلام للعمال حقوقهم الطبيعية – كمواطنين – من أفراد المجتمع، كما جاء بكثير من المبادئ لضمان حقوقهم – كعمال – قاصداً بذلك إقامة العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم في حياتهم وبعد مماتهم.
كما دعا الإسلام أصحاب الأعمال إلى معاملة العامل معاملة إنسانية كريمة، وإلى الشفقة عليه والبر به وعدم تكليفه ما لا يطيق من الأعمال إلى غير ذلك من الحقوق التي منحها الإسلام للعامل (١)
وقد أولت حكومتنا الرشيدة هذه المبادئ في أنظمة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وشددت على تطبيقها (٢).
ما دعاني للكتابة هنا ونحن في عز أزمة الوباء المتفشي بيننا هو وجود أرقام كبيرة من المصابين هم من العمالة الوافدة حسب تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة.. ولكن ما هي الأسباب في ذلك..
أصحاب الشركات والمؤسسات أرباب العمل.. إن تكدس العمالة في سكن لا تتوفر فيه أدنى مقومات السكن والراحة والصحة هي مسؤولية تقع على عاتقكم شخصيا. هذي من أبسط حقوق هذا العامل الذي جلبته من بلاده. وهذا أقل واجب عليك تجاهه. تنقل العمالة بوسائل نقل وتكدس أكثر من ١٥ شخصًا في سيارة واحدة هذا ليس فقط غير مقبول بل أيضا مخالفا لأنظمة وقوانين المرور.
من هنا يجب تطبيق جميع الأنظمة على بعض أرباب العمل المتساهلين في ذلك وتحميلهم جميع ما يصيب هذه الفئة التي تعيش بيننا في هذا الوطن الغالي من أي ضرر.
هذه هي أهم حقوق العمال، وبها يكون الإسلام أوفى العمال حقوقهم وكرمهم ووفر لهم حياة كريمة وأقام عدالة اجتماعية، وهذا الخطاب موجه لبعض أرباب العمل الذين يجب عليهم أن يخافوا الله في هؤلاء، وأن يحترموا جميع أنظمة الدولة التي كفلت للمقيمين حياة كريمة إلى جانب المواطنين.
ولله الحمد والمنة دولتنا الرشيدة وعلى رأس هرمها خادم الحرمين الشريفين (وخطابه السامي في بداية الأزمة) وسمو ولي عهده الأمين أولوا المواطن والمقيم الرعاية الكاملة ولا فرق أو تفريق بينهم.
١- حقوق العمال.
٢- موقع وزارة العمل الشؤون الاجتماعية.