مقدمة
يشكل تحسن مستوى الاعمار المتوقعة للحياة تحديا لمنظومة الخدمات الصحية المقدمة حيث ان معظم امراض الشيخوخة وتقدم العمر علاجاتها تلطيفية ( لتحسين جودة الحياة وليست للقضاء على المرض) وتكاليفها عالية من الناحية الاقتصادية ومرهقة من الناحية الاجتماعية.وما يقود لهذا الحديث مجموعة من الاحداث المؤسفة المتكررة في المحافظة وفي عموم الوطن.
مرض ضعف الذاكرة انواع مختلفة ومسببات متعددة وليست كلها الزهايمر. يعتبر الزهايمر النوع الاكثر شيوعا لضعف الذاكرة او الخرف( حيث يشكل حوالي 50-75%). والتعبير بضعف الذاكرة ألطف من الخرف او الزهايمر. ولا يمكن الجزم هنا بالمملكة ,سيما مع انتشار عوامل الخطورة القلبية بمستويات عاليه, ان ضعف الذاكرة ليس من النوع المرتبط بضعف الترويه الدموية للدماغ.
معدل الانتشار
يزداد معدل الاصابة بضعف الذاكرة كلما تقدم العمر. ففي حين يصيب ضعف الذاكرة واحدا من كل عشرين عند سن الخامسة والخمسين, يتضاعف خطر الاصابة به كل خمس سنوات ليصبح واحدا لكل خمسة عند سن الثمانين تقريبا. ينتشر الزهايمر بين النساء اكثر من الرجال وقد يعزى ذلك لطول معدلات اعمار النساء مقارنة بالرجال ولا تتوافر بالمملكة العربية السعودية لدينا أي احصاءات عن الاعداد المصابة او معدل الانتشار والمذكور نسب عامة عالمية ويتداول بالإعلام ارقام تقديريه شخصية ليست مبنية على اسس علمية.
العوامل التي قد تساعد على ظهور ضعف الذاكرة
1. العمر: هو احد ابرز العوامل حيث تزاد فرص حدوث الخرف مع تقدم العمر.
2. تصلب الشرايين : نتيجة تراكم الدهون وما يليها من تفاعلات تؤدي الى ضعف ترويه الدماغ بالدم ويعتبر تصلب الشرايين هو احد نتائج اعتلال الدهون والأمراض القلبية كالضغط وغيره.
3. مرض السكر: يرتبط مرض السكر بشكل غير مباشر مع الخرف حيث ان السكر هو احد عوامل الخطورة القلبية و السكر الغير مسيطر عليه يؤدي لحدوث السكتات الدماغية والذي قد يؤدي لظهور ضعف الذاكرة.
4. ارتفاع ضغط الدم : هو احد اهم العوامل للخطورة القلبية والذي قد يسبب ظهور ضعف الذاكرة بشكل مباشر وغير مباشر عبر حصول السكتة الدماغية ومساعدته ايضا على حدوث تصلب الشرايين.
5. التدخين: كأحد العوامل الرئيسه للخطورة القلبية التي تؤدي لحدوث تضيق بالشرايين واعتلال بالدهون وقد تحدث ايضا ارتفاعا لضغط الدم مما يساعد على حدوث مقدمات غير مباشرة تزيد من احتمالات الاصابه بضعف الذاكرة.
6. اعتلال الدهون: كعامل مساعد ايضا لحدوث المضاعفات القلبية المؤدية لضعف الذاكرة.
تشير احدى الدراسات التي اجريت لقياس تأثير عوامل الخطورة القلبية على الاشخاص في منتصف الاربعينات (40-45 سنة) على معدل اصابتهم بضعف الذاكرة في سنين متأخرة من حياتهم ووجدت التالي:
ان العوامل المذكورة سابقا تزيد نسبة الاصابة بمعدل 20 الى 40 % مقارنة مع الاصحاء وتفصل الدراسة ان من لدية اربع عوامل خطورة قد يزيد معدل احتمال الاصابه لدية الى 2.5 ضعف مقارنة بالشخص السليم.
كيف يمكنني التنبؤ بالخرف مبكرا
1- تأثر الذاكرة القصيرة: السؤال عدة مرات عن اشياء تم الاجابة عنها أو السؤال عن اشخاص من معارفه عدة مرات من الذين توفوا من زمن أو نسيان وضياع اشياء تم التعود على وضعها دائما في مكان معين مع تكرر الحادثه عدة مرات وعادة ما تكون هذه الاعراض على زمن طويل بشدة متفاوته تصل الى قمتها مع الزمن وقد تصل الى السؤال عن دورة المياه في بيته !.
2- صعوبة اختيار الكلمات : حيث ان المحادثه مع الشخص المصاب عادة ما تأخذ زمن اكثر نظرا لكونه يتذكر الكلمة المناسبة قبل نطقها بالرغم من معرفته ما يجب قوله.
3- تغير المزاج و التقدير: يصاب بعض المرضى بتغير في المزاج حيث يعاني بعضهم من الاكتئاب وكذلك سوء تقدير في بعض التصرفات حيث قد يصل في بعض الاحيان الى ان تتفاجئ أن الشخص الخجول يتلفظ بوقاحة!.
4- تبلد المشاعر والاحاسيس: قد تكون من ضمن اعراض الاكتئاب حيث يفقد بعض المرضى الاهتمام والاستمتاع بأوقاتهم مع اصدقائهم او عوائلهم.
5- نسيان طرق تنفيذ أعمال متعود عليها سابقا مع صعوبه تعلم اعمال جديدة.
6- التشتت وعدم التركيز: فقد يصاب بما يعرف ب(البهدلة) حيث لا يميز الاشخاص او لا يتعرف عليهم بسبب ضعف الذاكرة وقد تبدأ الحالة وتزداد مع مرور الوقت.وقد يذهب لمحل ولا يعرف لماذا قصد هذا المحل وقد يقوم بالحلاقة مرتين ايضا!.
7- ضعف الرواية: لا يستطيع سرد القصه كما حدثت حيث يقدم احداث ويؤخر اخرى بما لا يتلاءم مع الواقع.
8- الضياع او التوهان : بالرغم من وجود علامات مميزة للمكان الذي تعود عليه المصاب بضعف الذاكرة مثل معلم معين او مسجد إلا ان المريض قد يفقد معرفته بالاتجاهات الصحيحة رغم طول التعود عليها وقد يضيع منزله رغم وجوده امامه وسيكون لنا وقفه مع هذه النقطه تحديدا.
برنامج العودة الآمنه
تقوم فكرة البرنامج على وجود شريط تعريف برقم تسجيل لكل فرد من المنظمين للبرنامج يلبس في المعصم ( كما في المستشفيات وبعض المطوفين بالحج ويكون ثابت طوال الوقت وغير قابل للقطع او التلف بالماء) مع تخصيص رقم اتصال موحد. وعبر نشر ثقافة التعرف السريع على الشخص الذي قد يكون ضل طريقه من خلال طريقة المشي او نظراته او خوفه يتم تقديم المساعدة له لإيصاله سالما لأهله. وهذا مطبق في بعض الدول ونأمل ان تتبناه احدى الجمعيات المهتمة بهذا الشأن.
تشير الدراسات انه معظم التائهين (94%) الذين لم يعودوا خلال 24 ساعة الاولى قد يكونوا اصيبوا اصابه بالغة او ماتوا لذا فأني اناشد المهتمين للعمل على التنسيق مع جهات الاختصاص لاستصدار قانون تفعيل البحث عن فاقدي الذاكرة فور تلقي البلاغ كما في كثير من الدول الاخرى.
وتشير الدراسات ايضا ان معظم التائهين تم العثور عليهم في دائرة 2 كيلو من المنطقة التي يعتقد قد تاه فيها.وان 30% منهم وجدوا في الاماكن المنزوية.
كيف يمكن التقليل من حدوث ضياع للمصاب:
6 من كل 10 اشخاص مصابين بضعف الذاكرة قد يحدث لهم الضياع لذا فمن المهم التنبيه لما يلي:
1- تزويد الشخص بسوار تعريفي بالمعصم يحمل الاسم والحساسية ان وجدت مع رقم اتصال.او نظام تتبع بالمحفظة عن طريق ( GPS) وهو متوفر بالأسواق.
2- تزداد احتمالية الحدوث عندما يقوم الشخص بأي عمل متأخرا عن وقته المعتاد سواءا لممارسة المشي او قيادة السيارة لذا يجب تجنب ذلك.
3- الاماكن المزدحمة تكون عادة مشتته وتسبب التوهان وعدم التركيز للمريض لذا من المستحسن عدم الذهاب للمكان المزدحم جدا لان الاحتمالية ستكون عاليه.
4- الاحتفاظ بصورة حديثه للشخص المصاب ليسهل ايجاده عند الاعلان.
5- ابلاغ الجيران والمقربين الذين يتردد عليهم بمساعدة الشخص عندما يرونه وحيدا او يبدوا في حالة ضياع او في اماكن غير معتادة.
6- تربط بعض الدراسات بين قلة النوم و الضياع لذا يجب التركيز على هذا الامر.
7- قد تحتاج في الحالات المتقدمة ان تحكم الابواب والنوافذ لكي لا يخرج المصاب للخارج ومنها صبغ الباب بنفس لون الجدار و وضع ستارة على قفل الباب ووضع قفل او حلقه اعلى الباب او اسفله لحماية المصاب من الضياع.
مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة وموفور العافية.
عقيل بن عبد رب النبي الفردان
استشاري طب اسرة