سقط الجميع إلا أنتِ

ردحاً من الزمن نهرول خلف عروضهنْ، قصاتهنْ، وراء صرعاتهنْ، نقتني صورهنْ، نتابع حساباتهنْ، نقلدهن في الأزياء، نقتفي أخبارهنْ، بأكلهنْ بشربهنْ في نومهنْ في صبحهنْ حتى في الضحكة والنظرات، وفي القهوة والقهقهات.

وبعد كل هذا التتبع والانصياع.. أين هنَّ الآن؟! كلهنْ سقطنْ وبقيتِ أنتِ، نعم أنتِ.

أنتِ ملاك الرحمة، أنتِ من يرسل اللطيف لطفه بين دفء كفيها، ومن جعلت “معطفها” درعاً حصيناً من كل داءٍ ووباء.

“السماعة” على جيدك كأنها عقد ألماس يطمئن له الإنسان.

أنتِ الشمعة الوحيدة التي أضاءت عتمة الليالي حين شردت أسراب المشاهير.

بقيتِ أنتِ أيتها الدكتورة بقلبك ناصع البياض قبل لباسك، بقيتِ أنتِ أيتها الممرضة تداوين جراحات القلوب قبل جراحات الندوب، بقيتِ أنتِ أيتها الأخصائية بين أشعة الأجهزة وخطورتها لكي نكون بمنأى من الخطر.

قد تخون القاص الكتابة، تخون الشاعر القصيدة، حين يتحدثا عنكِ وعن فروسيتكِ في ساحة الوغى حين سقط الجميع وبقيتِ أنتِ.


error: المحتوي محمي