الشيخ اليوسف: هناك من يبث الفتن بين أبناء المجتمع.. هذا أخباري وهذا أصولي

انتقد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف ما يقوم به البعض من تصنيف مكونات المجتمع وتقسيمه، وبث الفرقة والفتن بين الناس، وإشاعة روح الكراهية بينهم، وادعاء إن هذا الصنف يدخل الجنة بينما الصنف الآخر يدخل النار وكأن لديه مفاتيح الجنة والنار! وأن هذا تجوز الصلاة خلفه وهذا لا يجوز، وأن هذا أخباري وهذا أصولي، وهذا من الجماعة الفلانية والآخر من الجماعة الأخرى بهدف بث التعصب والكراهية والفرقة بين مختلف المكونات الاجتماعية والتوجهات الدينية والثقافية، مما يؤدي إلى تقسيم المجتمع وتفككه وإضعافه.

ولفت سماحته إلى أهمية التعاون فيما نتفق عليه، وأن الاختلاف في القناعات والأفكار والتوجهات أمر طبيعي لاختلاف العقول والأفهام والأذواق والميول، وأن هذا يجب أن يكون مصدر إثراء وتكامل وليس مصدراً للتشتت والتفرق والتعصب.

جاء ذلك في كلمة له خلال خطبة الجمعة غرة شعبان 1438هـ الموافق 28 إبريل 2017م والتي أكد فيها على أهمية فضيلة الإحسان إلى الناس باعتبارها فضيلة أخلاقية رائعة ونبيلة، وأنها من فضائل الأعمال، ومكارم الأخلاق.

وبيّن سماحته أن الإمام الحسين سجل أروع الأمثلة في الإحسان إلى المسيئين؛ ومن ذلك عندما سقى أعداءه الماء وقد جاؤوا لقتاله، ليضرب بذلك أروع مثال على النهج الإنساني والأخلاقي الرائع الذي كان يسير عليه، ويتحلى به حتى مع أشد الأعداء، وفي أحلك الظروف وأصعبها.

وذكر سماحته بعض القصص والشواهد والأمثلة الرائعة التي سجلتها لنا كتب التاريخ والسيرة عن إحسان الإمام الحسين ورحمته، حيث كانت هذه الصور الرائعة والمختلفة تغطي مجالاً واسعاً عن مفهوم الإحسان، وفي ذلك ترسيخ وتعزيز لمبادئ الإحسان والتسامح والرحمة والشفقة في المجتمع.

ودعا سماحته إلى الاقتداء والسير على نهج الإمام الحسين ومنهاجه في الإحسان إلى الناس، وقضاء حوائجهم، وتحمل أذاهم، والتسامح تجاه أخطائهم.


error: المحتوي محمي