
المزاح المذموم
عندما يتخذ الإنسان إضحاك الآخرين هدفا له بوسائل شتى بل يريد بذلك أن يشتهر بينهم بأنه صاحب ملاطفة مثلا فسوف يبحث عن أي وسيلة توصله إلى ما يريد ويحقق به غرضه وعادة في الغالب تكون هذه الوسائل فاسدة بل محرمة أيضًا.
من خلال القراءة في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أنها تنهى اتباعها عن هذا الأمر فهناك صور كثيرة نستطرقها من هذا المزاح المبني على استحصال مقدماته من الوسائل الفاسدة بل المحرمة.
من المزاح الباطل:
الكذب:
حرمة الكذب مما لاشك ولا ريب فيه واحتمال بل لا يبعد وقوع المازح فيه وذلك لأنه يختلق مواقف لا واقع لها بحيث يصور هذه المواقف بالطريقة التي يضحك بها الآخرين وهذا المزاح من المحرم ومخالف لما ورد عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): “إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً” فالقول الحق يخرج ما كان باطلا.
فالمزح بالقول الحق مما لا إشكال فيه ولكن إذا اكتسى على الباطل فهو المحرم.
السخرية والاستهزاء:
مما يلاحظ في حالات المزاح ما يكون فيه شخص ضحية لهذا المزاح كما لو كان شخصًا بسيطًا أو ضعيفًا ولا حول ولا قوة له فنرى المازح بالاستهزاء بمثله لعدم قدرته عن الآخرين ليضحك الذين من حوله على البسطاء والضعفاء وبالخصوص المجالس غير المبنية على أساس الورع والتقوى فهذا النوع يفرز الحقد والكراهية وهذا أيضًا من المحرمات.
الألفاظ البذيئة:
ومنه أيضًا المزاح الباطل وهو الذي يحتوي على ألفاظ بذيئة مستقبحة ويستقبح التلفظ بها فيرى البعض أن إضحاك الآخرين من خلال هذه الألفاظ البديئة أن يضحك الآخرين وهذا لا يخلو من مفاسد يستقبحها الشارع المقدس والعقل المستقيم.
التجريح والإغضاب:
وهذا النوع ما يكثر في بعض المجالس أو المحافل ولعل هذا النوع طبيعي عند فرد ولكن غير طبيعي عند فرد آخر أو يختلف شدة وضعفا عند آخرين فتنجرح النفوس وتتباعد القلوب فتخلوا الألفة ويسود القطيعة إن لم يصحبه حلم من الشخص الُمجَرَح ويتعوذ من الشيطان ويخرج.
ذكرت هنا بعض الصور للمزاح الباطل الذي لا ينبغي فعله وأن الصور كثيرة فكل مزاح يخالف الآداب الإسلامية فهو من المزاح المذموم فينبغي للمازح أن يتجنب الرفث وألا يخرج عن دائرة الحق، كما روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: “إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً”.
هنا نقطة لابد من الإشارة إليها وهي أن مواقع التواصل الاجتماعي للأسف الشديد أصبحت بؤرة للمفسدة بعد أن صنعت ليستفاد منها سميت تواصلًا اجتماعيًا لا افتراق اجتماعي.
فينبغي للعاقل أن يتنبه لما يكتب ولما يقرأ حتى لا يقع في حبائل الشيطان أجارنا الله وإياكم.
لسلامتك وسلامة عائلتك ومجتمعك ووطنك ابق في بيتك واتبع نصائح الجهات المسؤولة.