
إن الله سبحانه قد أدّخر للمؤمنين الصالحين النعم التي لا تنضب ولا تزول {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..} [سورة البقرة آية 25].
إن الموت قدر مكتوب لا يستطيع أحد الفرار منه، فملك الموت زائرنا ويفجع قلوبنا في أحبتنا.
وفي غمرة أحزاننا جعلتُ أسأل نفسي كيف يفرح بالحياة من مصيره إلى الممات؟!
ما أصعب فراقك يا عم لقد كنت أباً رحيماً عطوفاً صالحاً، وقلباً ينبض بحس إنساني، احتضنت الأهل والأحبة والأصدقاء، وفتحت باب دارك تستضيف القاصي والداني، رجل من خيرة الرجال، تعامل مع أبنائه كأصدقاء، وأودع الله في أعماق قلبه الرحمة، وصلة الرحم، وحب الخير، والإسراع إلى مساعدة المحتاج.
واجه ضغوطات الحياة وقسوة الأيام وما جلبته من إرهاق وقلق وأمراض، عاش السنين الأخيرة بآلام وأتعاب؛ وانتهى به الحال إلى أن يكون على آخر درجة من درجات سلم الحياة، أدركنا في تلك اللحظة أن الحياة والموت قريبان جداً، بالأمس رحل العم وضميره مرتاح، رحل ورصيده مليء بالحسنات.
قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة السجدة آية 17].
رحل من هذه الدنيا وترك وراءه رجالًا ضرستهم الحياة بتجاربها فعلمتهم أن فرص النجاح في أكثر دروب الحياة وثيق الصلة بالسلوك الصادق الأمين.
لا أدري يا أبناء العم ما هو شعوركم؛ أظنكم ستذرفون الدمع في هذه اللحظات القاسية جداً، حينما لا ترون من يخفف عنكم ألم الفاجعة، أسوة بعزاء موتى المؤمنين في المجالس والحسينيات، فالقيام بواجب العزاء يدفع المؤمن إلى مشاركة إخوانه آلامهم، وهمومهم، ومعاناتهم، وهي مبعث راحة وموضع تنفيس لكل الأحزان، إنها لحظات صعبة، ندعو المولى عز وجل أن يفرّج همنا وينفس كربنا في هذه الأيام برحمته وقدرته.
الحاج عبد الزهراء – رحمه الله -، دون شك غني عن التعريف من الرواد الأوائل البارزين في إصلاح السيارات مند أكثر من 65 سنة، وخدماته في هذا المجال معروفة مشهودة.
اشتغل في بلدية القطيف في قسم الصيانة “ميكانيكا السيارات”، ثم تقاعد مبكراً ليتفرغ لعمله الخاص، يملك ورشة صيانة للسيارات مع أبنائِه، إنهم رجال علمتهم الحياة إخلاصاً وبراعة.
أدعو الرحمن أن يتغمد فقيدنا الغالي الحاج عبد الله حسن الصباغ (أبو حسن)، وزوجته المخلصة أم حسن خادمة الحسين برحمته، إلى المقام الخالد مع الطيبين الأطهار وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.