لا شك أن موضوع الأخلاق كبير جداً وقد حثنا نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) عليه، ويعتبر من التكاليف الشرعية كبقية العبادات الأخرى، تعتبر الأخلاق الإسلامية من سمات المؤمنين الصالحين، حيث تساعدهم على تجنب الوقوع في العيب، واللوم، والنقد، ولا تجعل صاحبها يميل إلى الخطيئة، لأن الأخلاق تعتبر من الهدي النبوي لأنها خلق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال الله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}١.
فالأخلاق لغة: الطبع والسجية، واصطلاحاً: هي هيئة راسخة في النفس، يصدر عنها الكثير من الأفعال بشكل سهل وميسر.
الأخلاق هي سجية الأنبياء والرسل وأوصيائهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”٢، وتعتبر الأخلاق من أسباب المودة والمحبة والألفة بين الخلق، وقد قال الله تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}٣، وفي هذه الآية تتجلى أهمية الأخلاق، حيث يقول الله تعالى إن النبي لو كان غليظ القلب لانفض الناس عنه ولم يعايشوه.
تأمل عزيزي القارئ هذه الأحاديث لأهل البيت عن فضل الأخلاق ومنها:
١- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “إن أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقا وأشدكم تواضعاً”٤.
٢- عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: “حسن الخلق يزيد في الرزق، ويؤنس الرفاق”٥.
٣- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “حسن الخلق تثبت المودة”٦.
من هذا المنطلق وددت أن أشيد بتلك المدرسة مدرسة آل البيت “عليهم السلام” التي تعلمنا منها الحب والوفاء والصدق والإخاء، ونيل الدرجة الرفيعة لسمو اتباعهم بالأخلاق الحميدة صلوات الله عليهم، فبر الوالدين أخلاق، ومعاشرة الناس بالابتسامة أخلاق، والبشاشة وعدم الغلظة أخلاق، وإفشاء السلام أخلاق… إلخ.
المصادر:
١ – سورة “القلم” آية ٤
٢ – كتاب “بحار الأنوار” جزء ٦٨ صفحة ٣٨٢
٣- سورة “آل عمران” آية ١٥٩
٤- كتاب “بحار الأنوار” جزء ٧١ صفحة ٣٨٥ حديث ٢٦
٥ – كتاب “ميزان الحكمة” جزء ٣ صفحة ١٠٨٣ حديث ٥٠٧٦
٦- كتاب “بحار الأنوار” جزء ٧٧ صفحة ١٤٨ حديث ٧١.