أصدر سماحة آية الله السيد منير الخباز، يوم الإثنين 21 رجب 1441هـ، بيانًا، دعا فيه إلى ملازمة البيوت وهجر الاجتماعات وتطبيق جميع التوصيات المطروحة من قبل وزارة الصحة.
وطالب سماحته في بيانه، الجميع بالصبر العملي، والذي يعني أخذ الاحتياطات اللازمة وإعداد وسائل الوقاية أمام هجوم هذا الوباء القاتم.
وأوضح أن أبرز خطوات الصبر العملي؛ التضحية بعض الوقت بجملة من المظاهر الاجتماعية المندوبة شرعًا أو المحبوبة لقلوبنا، مثل التجمهر والتجمعات العائلية والمسجدية والمأتمية والترفيهية، في المنتزهات أو الكورنيش أو غيرها وملازمة البيوت وهجر الاجتماعات.
نص البيان:
الصبر والصلاة في مواجهة الأزمات
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* صدق الله العلي العظيم}.
كلما مرت علينا ظروف حالكة عصيبة لجأنا للكتاب الكريم فبرزت لنا هذه الآية المباركة، وهي تنادينا بالاستعانة بركنين عظيمين:
الأول: الصبر.
الثاني: الصلاة.
في مواجهة الشدائد والصعاب، ولكن ما هو الصبر وما هي الصلاة؟
إن الصبر لا يعني الصبر القلبي فقط، وهو الاستسلام للظروف الخانقة دون عمل، وإنما يعني الصبر العملي، وهو إعداد الوسائل التي من خلالها يستطيع الإنسان الصمود أمام قسوة المحن، وما أحوجنا إخوتي الأحبة في هذه الظروف الحالكة التي تمر بالعالم بأسره للصبر العملي، الذي يعني أخذ الاحتياطات اللازمة، وإعداد وسائل الوقاية أمام هجوم هذا الوباء القاتم.
ومن أبرز خطوات الصبر العملي؛ التضحية بعض الوقت بجملة من المظاهر الاجتماعية المندوبة شرعًا أو المحبوبة لقلوبنا مثل التجمهر والتجمعات العائلية والمسجدية والمأتمية والترفيهية، في المنتزهات او الكورنيش أو غيرها، وتطبيق جميع التوصيات المطروحة من قبل وزارة الصحة، وأخذ العظة والعبرة من الدول التي تسامحت في التعامل مع الوباء السريع الانتشار فتحملت أثمانًا باهظة من الخسائر في الأرواح والأموال.
فيا أحبتي إن كنا نريد أن لا تطول فترة الحجر وأن لا نخسر بعض أعزائنا وأحبتنا، فمن الضروري ملازمة البيوت وهجر الاجتماعات، فعندنا عشرات من مرضى فقر الدم المنجلي، ومرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون لمراجعة المستشفيات أسبوعيًا، وقد حرمهم انتشار الوباء من مواصلة العلاج لانشغال إخوتنا الأعمال المجاهدين المرابطين من أطباء وممرضين بتطويق هذا الوباء الشرس.
وأعود لأقول إن الصبر العملي لا يتكامل إلا بالركن الثاني وهي الصلاة، التي تعني الاستغراق في الدعاء {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، والتضرع المقترن بالتوسل بالمصطفى وآله الطاهرين (ص) فهم خير الوسيلة إلى الله تعالى.
نسأل الله أن يحفظ الوطن وأهله من جميع الآفات والكوارث، إنه سميع الدعاء قريب مجيب.
تسجيل: