في عالم الصحة – عادة – يكون بعض الأطباء النفسيين في المستشفيات مجاهدين في سبيل الله – ولكن بلا أسلحة – خاصة عند الأزمات، لهم أدوار إنسانية تستحق أن تغرس بذورها في القلوب صروحا عبر الأزمان.
اقتضت ظروف مرضاهم وحساسيتها أن يختبئوا خلف الكواليس، فصانوا الأمانة وأوفوا بالعهود.
رساليون فكرًا وسلوكًا وعطاءً، ابتعدوا عن الشهرة ابتعاد الصحيح عن الأجرب فبلغوا قمة المجد، ولكن في عوالم العلماء، وعالَم السماء فحسب.
إنهم العلماء المنسيون الذين يعالجون كل شهر المئات من الحالات التي تستوجب جهداً نوعياً، ووعياً، وذوقاً، ورعاية إنسانية خاصة، ووقتاً مضاعفاً، فضلاً عن حسن الخُلق وقمة التعامل البشري، لأن الأحاسيس المجروحة، أو الموجعة، أو المثقلة تكون هشة وسهلة الانكسار عادة.
العلاجات العضوية – وإن عظُمت – تهون أمام بعض العلاجات النفسية التي يكلف الخطأ اليسير في تشخيصها أحيانا حياة إنسان.
بعض الأمراض النفسية يكون انتحار المريض فيها أقرب من لمح البصر، وكم كان للأطباء النفسيين من دور محوري في إعادة الهدى والبصيرة الحياتية للكثير من الحالات، وأعادوا أصحابها أعضاءً فاعلين في مجتمعاتهم فسعدوا وأسعدوا.
الوراثة، وضغوطات الحياة، وظروف المعيشة (الفقر والترف)، والصدمات الوجدانية، والتربية، والوازع الديني، والعلم والثقافة، والوسط الاجتماعي عوامل رئيسة في ازدياد عدد الحالات النفسية حديثاً في المجتمعات، وهناك عوامل أخرى لدى المختصين لا تقل أهمية عنها.
رفقًا بقلوب بعضكم ؛ فالدنيا محطة عبور لا تستحق أدنى مستويات الخصومة، أو القطيعة، أو تصفية الحسابات.
قلوبنا كأوراق الورد تخدشها حتى النسمات في بعض الأحيان.
تحابوا فالأيام القلائل التي نعيشها جديرة بأن نملأ فيها حياتنا حباً، وعطاءً، وجمالاً.