ألم يحن الوقت؟

تأمّل في الحياةِ ترى أموراً
ستعجبُ إن بدا لك كيف كانتْ

فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً
فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ

وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحانتْ

وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
برغمِ قساوةِ الأيامِ لانتْ

هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتها بالصبرِ زانتْ

إن مشكلتنا الحقيقية هي أننا نُركز على ما لا نريد، نركز على هُمومنا ومخاوفنا وأمراضنا بدلاً من التركيز على ما نريد تحقيقه.

فلماذا نهدر كل هذه الطاقات في أشياء لا نريدها في حياتنا ونريد لعب دور الضحية؟!

نحن في حاجة إلى غرس سحر الحلم في حياتنا بدلاً من ذلك، والتوق إلى عالمنا الحقيقي حيثُ تعود سيطرة الحياة الروحية {وما خلقتُ الانس والجن إلّا ليعبدون}.

فبدلاً من المخاوف التي تسيطر على حياتنا، نختار الحب من القلب والذي ينعكس على الروح، نحب أنفسنا أولاً ونتوافق معاً فيفيض الحب على الآخرين، فمثلاً الحسد ربما ينتج عن رؤيتنا لنقيصة بداخلنا ونراها في آخرين ونراهم أفضل منّا.

ولماذا اهتمامنا الزائد بأمور الآخرين الشخصية والسعي بالنميمة وراء ذلك؟! إلا لأننا نعيش في خواء وفراغ روحي، وكثيراً جداً نكتشف أننا كُنا نركز في أشياء تهدر طاقتنا، ولو بذلنا تلك الطاقة في التركيز على ما نريد لرتقينا بأحوالنا أفضل.

يحكى أن رجلاً كان يعصي الله -سبحانه- وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها لكنه لم يستطع، فذهب إلى عالم وطلب منه وصيةً يعالج بها عيوبه!! فأمره العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا، وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق، فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.

على الإنسان أن يتحلّى بخصلة الصدق لأنّ بها نجاتهُ في الدنيا من المهالك وفي الآخرة بين يديّ الله تعالى.

يا شاريَ الأحلامِ مَن سوقِ المنى
يأتِيك بالأحلامِ مَنْ سَوَّاكَ

اسألهُ مِن أفضالهِ فهو الذي
يُعطِيك حلْمًا بعدُه أضنَاكَ

لا تطلبَنّ منَ الأنامِ معونةً
واسأل إلاهَكَ لن يَردَّ خُطاكَ


error: المحتوي محمي