تداول الأخبار غير الموثوقة في الواتساب وكيف تتجنبها  

الهدف من هذه المقالة هو توعية كل مستخدمي الواتساب بأن يكون استخدامه بما يمليه عليهم ضميرهم ومنع الإشاعات وعدم تداول الأخبار غير الموثوقة، وذلك كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين}.

إن مسؤولية التصدي للأخبار المزيفة والشائعات هي مسؤولية مشتركة بين كل شرائح المجتمع ومؤسسات الدولة وأجهزتها، وتتطلب تضافر الجهود على كل الأصعدة لتحصين المجتمع وتقوية مناعته من هذه الآفات، حماية له من شرور الإشاعات والأخبار المفبركة.

نحن في أمس الحاجة الآن لأن ننقح ما يتداول من الأخبار، مما يوجب على المواطن التمييز بين الأخبار التي تهدف في قسم كبير منها إلى خلق البلبلة والخوف والقلق وبين تلك الموثوقة المصدر.

إنه من الطبيعي في فترة الأزمات أن يلجأ الكثير إلى إرسال الأخبار والفيديوهات والرسائل عبر الواتساب وبالتسجيل الصوتي لخلق المزيد من البلبلة كون هذه الرسائل في القسم الأكبر منها غير صحيحة، لكنها تنتشر بسرعة فائقة على الرغم من ذلك، من خلال المجموعات على الواتساب.

ومن المؤسف أنه يصعب على الشخص العادي أن يميّز بين الخبر الصحيح والكاذب من خلال ما يرده، وقد يسهم على العكس في انتشاره بشكل أوسع نتيجة ذلك.

قد يصعب على الإنسان العادي معرفة مصدر هذه الأخبار والتأكد من صحتها، وفي المقابل يؤكد الخبراء في هذا المجال أننا قادرون على التحقق من هذه الأمور، فهم يملكون برامج خاصة وأنظمة تسمح بتنزيل أي فيديو أو تسجيل صوتي يرد أو رسالة لمعرفة مصدرها الأساسي الذي توزع منه وكيفية توزيعها وما إذا كانت صحيحة أم لا. وبهذه الطريقة يمكن التأكد إن كان الفيديو حديثاً أو قد استُخدم من قبل وكذلك التاريخ الذي أُطلق فيه التسجيل الصوتي المتداول.

إن هذه المعلومات تساعدنا إلى حد كبير في تحديد المصدر ومدى صحة الرسالة.

إن المسئولية تقع على المجتمع في الحرص على عدم المساهمة في نشر الأخبار غير الموثوقة، والتريث وتحكيم العقل والمنطق قبل إعادة النشر، وكذلك التحقق من الخبر قدر المستطاع وعدم التسرع، ومن الواجب علينا التفكير قبل إعادة الإرسال من الفائدة المرجوة من النشر للمتلقي.

وكذلك للجهات المختصة دور محوري وفعال للقضاء على تلك الشائعات ووأدها من مصدرها بالمتابعة وإيقاع العقوبات بموجب النظام والتشريعات المنظمة لهذا النوع من الممارسات غير المسؤولة.

إن عدم معالجة تلك الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى تشويه سمعة البعض أو خلق بلبلة اجتماعية، فعندما تُوزَّع هذه الأخبار بشكل واسع على الناس، يصبح وقفها أكثر صعوبة على الرغم من أنها قد لا تكون موثوقة، فيبدو أنها تكتسب مصداقيتها من انتشارها.

والمواطن العادي قد يجد صعوبة في التمييز بين هذه الأخبار والتأكد من صحتها، إلا في حال حرصه على الاستناد إلى مصادر موثوقة للأخبار.

يضاف إلى ذلك أنه مع تكرار الخبر بكثافة، من الطبيعي أن يصدقه الشخص. من هنا أهمية نصح الناس باعتبار الأخبار الواردة كاذبة، وأنّ وحدها تلك التي ترد عبر وسائل الإعلام الرسمية أو الموثوقة هي الصحيحة.

أخيراً، يجب على الإنسان العادي أن لا يصدق كل ما يرده عبر الواتساب أو الوسائل الأخرى، إلا إذا أكده مصدر رسمي أو وسيلة إعلامية موثوقة لديه.


error: المحتوي محمي