لم تعلم عدد من متدربات الحي حين أطلقن هاشتاج حمل وسم “تأخر انطلاق الحي المتعلم بالقطيف”، أنهن سيتفاجأن بقرار إغلاق المركز من الوزارة لسوء حالة المبنى، رغم تسجيلهن في عدد من الدورات التي تم طرحها للتسجيل.
المبنى يطيح بالحلقة الأقوى
وفي حديث لـ«القطيف اليوم»، قالت قائدة مركز الحي المتعلم بالقطيف كريمة العبود: “بداية يعز علينا أن نبلغكم بإغلاق مركز الحي المتعلم بقرار رسمي من الرياض بأن المنطقة الشرقية لا تتحمل إلا أربعة مراكز من بين ستة مراكز للحي المتعلم بالمنطقة الشرقية وهي؛ مركز الحي المتعلم بالدمام الأول، والدمام الثاني، والخبر، والجبيل، ورأس تنورة، والقطيف، فوقع الاختيار على مركز الجبيل والقطيف للإغلاق”.
وأضافت “العبود”: “كان السبب هو سوء حال المبنى والبنية التحتية السيئة وكثرة مشاكل الكهرباء، حيث حدثت أكثر من حادثة إخلاء بسبب الكهرباء، ما اضطر إدارة التعليم الكبيرة إلى اتخاذ قرار إغلاق المركز”.
وقد يتساءل البعض: “إذا كان المبنى هو السبب فلماذا كانت تتم الدراسة فيه صباحًا؟”، وقد أجابت “العبود” عن هذا التساؤل قائلة: “بالطبع نحن بالحي مقرنا الابتدائية الثانية بعنك، فالمبنى به مرحلة متوسط ومرحلة ابتدائي، صحيح أن بوابة الدخول للمدرسة تكون للمتوسط، لكن مقرنا بقسم الابتدائي، وطالبات ابتدائي صدر لهن بالفعل قرار نقل على بداية العام الدراسي، فسيتوفر لهن مبنى أو جزء منه سيُنقلن له، لكن مركز الحي المتعلم إلى الآن لم يوفر له أحد شيئًا، فلو كان هناك مبنى متوفر لتم النقل له”.
مركزان بالدمام والقطيف يُغلق!
المتتبع لحال التعليم بالقطيف يعرف حجم الاهتمام به من الوسط القطيفي، لهذا كان التساؤل: “لماذا يوجد بالدمام مركزان للحي المتعلم ويغلق الذي بالقطيف؟”، لتجيب “العبود”: “مركز الدمام الأول له دور كامل وملحق من مدرسة مفرغ لمركز الحي المتعلم بالدمام الأول، وحال المبنى جيد، ومركز الحي المتعلم الثاني له دور مستقل كامل وحالته ممتازة، فاستبعدوا إغلاق المركزين لأن حال المبنى جيدة جدًا، بالإضافة إلى الإقبال عليه”.
وتابعت: “أما القطيف، فمن الأحياء التي نجحت التجربة فيها وبقوة وأثبتت جدارتها على مدى أعوام وليس عامًا واحدًا، فمن بداية انطلاقته في عام 1431هـ كان في داخل القطيف ثم انتقل لعنك ثم انتقل للجش ثم عاد مرة ثانية لعنك، فكان كسفينة رحالة خدمت أكثر من منطقة في القطيف، ومتدرباته كن في منتهى الروعة ومخرجاتهن قوية جدًا، حيث تخرجت فيه أعداد مهولة، وطاقم إدارياته ومدرباته كان رائعًا ومعطاءً، فخدم شريحة كبيرة من المجتمع كانت تستحق هذه الخدمة”.
وأضافت: “كما كانت الشراكات التي قدمها الحي المتعلم بالقطيف متعددة، سواء بالقطاع الخاص أو في القطاعات الأهلية والحكومية ، لكن الظروف أقوى مني كقائدة ومن الإدارة، لأن هذا قرار رسمي من الرياض أن تقلص الأعداد، فطبيعي أن يكون الحلقة الأضعف من ناحية المباني هو مبنى القطيف”.
وعن الأمل في عودته قالت “العبود”: “إن شاء الله ينطلق مركز الحي بالقطيف ببداية العام القادم، بتوفير مبنى خاص للمركز”.
إغلاق حي القطيف أمر مخيف
واستعدادًا لإغلاق الحي وتسليم العهد للمراكز الأخرى فيما يشبه توزيع الإرث، كان لـ«القطيف اليوم» لقاء مع قائدة مركز الحي المتعلم برأس تنورة نورة الجبري التي عبرت بقولها: “الموقف هزنا جميعًا، وكون مركز القطيف يُغلق، فماذا سيكون حالنا نحن؟”.
وأضافت “الجبري”: “جاءتني رسائل من مدربات من القطيف يطلبن أن يدربن لدينا وتفاجأت، وهن لهن اسمهن ومكانتهن في القطيف، وعند السؤال عرفت أن مركز الحي بالقطيف سيُغلق، كما جاءتني متدربات من القطيف كذلك يريدن التدرب على الحاسب وقد ابتدأت الدراسة لدينا، لكن مع مشاورة الإدارة تم السماح بفتح مجال، لكن عدم وجود مدربات مكلفات ممن يمارسن التعليم بالصباح حال دون تدريبهن، فلم أستطع لأني لم أتوقع أن قرار إغلاق مركز القطيف سيكون أكيدًا، بل توقعت أنه إشاعة”.
وتابعت: “ولكن حين تواصلت مع قائدته قالت إنها تتوقع أن يحدث إغلاق لما بالمبنى من مشاكل، وفكرت؛ إذن المبنى يجب أن يغير أو يستبدل وهناك حلول، فنحن دولة قوية ولدينا بدلًا من المبنى عشرة مبانٍ، والقطيف هي المنطقة الوحيدة المليئة بمدارس أرامكو، بالإضافة للراجحي التي يوجد لديها المزيد”.
وعبرت عن تعجبها بقولها: “حتى الآن لدي علامة استفهام لماذا أُغلق؟ لكن كلمة حق تقال في القائدة كريمة العبود بعدم تقصيرها، وهناك متدربات يتمنين مني أن أكون مثلها، وأنا استفدت منها كثيرًا في بداية عملي كقائدة، فهي أقدم قائدة في المنطقة الشرقية”.
واستطردت: “إغلاق مركز حي القطيف خسارة قوية، لكن شاءت الأقدار هكذا، وأتوقع أن يكون الإغلاق بسبب المبنى، ومن المحتمل أن يُدرس الأمر وأن يرجع حقه وحق المتدربات ويفتح، لهن مجال أفضل ومكان أفضل إن شاء الله”.
وختمت “الجبري” بقولها: “مخرجات بنات القطيف مميزة، وأنا صراحة لا أغار إلا منهن، وحين أرى مخرجاتهن أحاول أن أعمل مثلهن، لتكون هناك منافسة شريفة، ونحن الآن نتألم أنا وإدارياتي ومتدرباتي لإغلاق مركز حي القطيف، لأن رأس تنورة هي القطيف والقطيف رأس تنورة، ولدينا أمل أنه بالتأكيد سوف يرجع بقوته وثوبه الجديد بإذن الله”.
يُذكر أن يوم الأربعاء 4 مارس2020م كان آخر موعد لاستلام شهادات المتدربات اللاتي تدربنّ بالحي المتعلم خلال هذا العام الدراسي، والذي صدر القرار بتأكيد إغلاقه الأسبوع الماضي، ولا تزال هناك محاولات على “تويتر” لإعادة فتحه وتوفير مبنى يلائمه.