انتقادات للخطاب الديني ولوزاة العمل في ندوة الجمعيات التعاونية بمنتدى الثلاثاء!

ناقش منتدى الثلاثاء الثقافي في حوار بناء ومنهجي استفاض بالمعلومات والأفكار الجادة، ومع حضور متنوع من المهتمين والنشطاء التعاونيين، موضوع “الجمعيات التعاونية في المملكة ودورها في التنمية الاقتصادية” باستضافة عبد الله بن محمد الوابلي الرئيس السابق لمجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية بالمملكة، وذلك مساء الثلاثاء 28 رجب 1438هـ الموافق 25 ابريل 2017م.

وصاحب الندوة مشاركة فرح الفرج منسقة برنامج “شباب من أجل التغيير” حيث قدمت تعريفاً موجزاً لهذا البرنامج العالمي الذي انطلق من كندا عام 2004م وتبنته عربيا مكتبة الاسكندرية عام 2008م. ويستقبل البرنامج الأفكار والمبادرات الشبابية المرتبطة بالتقنية من كافة أنحاء العالم وتتم المفاضلة بينها على شكل مسابقة ليتم اختيار الفائزين من بينها، مشيرة إلى انضمام السعودية للبرنامج عام 2009م.

كما تضمنت الندوة فعالية معرض الفنانة بتول المهنا حيث تشارك بالمنتدى للأسبوع الثاني على التوالي بعدد من لوحاتها الفنية، ودعت في كلمتها إلى أهمية تأسيس أكاديمية لتعليم الفن التشكيلي لما تزخر به المنطقة من موهوبين في هذا المجال وكذلك لدور الفن وتأثيره على تطوير جماليات البيئة وتحسين الذوق العام في المجتمع.

وقدم الوابلي ورقته التي جاءت تحت عنوان “التعاون مبادئ وأهداف ومجالات” معرفاَ “التعاون” بأنه تآزر ومشاركة متبادلة بين شخصين أو أكثر لحل مشكلة مشتركة أو لتحقيق هدف مشترك.

وأشار إلى أن التعاون هو وليد الحاجة ألاّ إن الانسان متعاون بفطرته، وفي تعريفه “للجمعيات التعاونية” قال بأنها وسيلة قانونية وعملية تستطيع بها فئة من الناس أن يحسنوا أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، ووصفها بأنها جمعيات أفراد لا جمعيات أموال.

وأكد على الأهمية الماسة للمجتمع السعودي لتوسيع التعاونيات، للخروج من مشاكل مالية كبرى قد تستعصي على الحل، قائلاً بأن غياب البنوك التعاونية سبب رئيس في ارتفاع المديونيات.

وشهدت الندوة مداخلات عدة بدأت بمشاركة أحمد التريكي منسق مجلس الجمعيات التعاونية بالشرقية مبيناً آلية تشكيل الجمعية التعاونية التي تتطلب تحديد اسم واهداف المشروع ونطاقه الجغرافي ومجلس ادارة مكون من 12 شخص، وأن التعاونيات تحظى بأحد عشر إعانة بلغت هذا العام 115 مليون ريال، وأوضح إن الاعانة الفنية هي منحة تصرف عند الضرورة فقط.

وأكد أمين الصفار على أهمية تصميم الأحياء بأن تتضمن مواقع مهيأة للجمعيات التعاونية، متسائلاً عن سبب القفز السريع في عدد الجمعيات الخيرية وبطء تزايد التعاونيات.

واعتبر جعفر الشايب ضعف الثقافة العامة حول العمل التعاوني المؤسسي مشكلة حقيقية تعيق توسع الجمعيات التعاونية، مشيداً بطرح الوابلي الذي اكد أن الوجود الفعلي للتعاونيات يخلق ثقافة ووعياً اجتماعياً كبيراً لما يلمسه أفراد المجتمع من فوائد على أرض الواقع.

وانتقد حسن أل طلاق غياب دور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في نشر لوائح وأنظمة العمل التعاوني، متسائلاً عن دور مجلس الجمعيات التعاونية في تسجيل التعاونيات المستجدة.

وطرح جواد الصفواني رئيس الجمعية التعاونية بصفوى مشكلة تأخر صرف المعونات مما يسبب عرقلة المشاريع ويضعف إقناع الناس بالتمسك بها.

واقترح أحمد الرهين الرئيس السابق لتعاونية صفوى تعديل النظام فيما يتعلق بمبلغ الاحتياط النظامي بحيث يتم طرح آلية تسمح بالتصرف فيه ضمن ضوابط أكثر مرونة.

وحمَل صالح العمير اللجان الأهلية والاجتماعية قسط كبير من مسئولية التقصير في تعزيز ثقافة العمل التعاوني.

وانتقد سعيد العبكري رئيس تعاونية القطيف عدم وجود فروع في المناطق لمجلس إدارة الجمعيات التعاونية كي يقوم المجلس بدوره في دعم موقف الجمعية التعاونية مع الادارات الرسمية، وكذلك تدريب منسوبي التعاونيات على لوائح واجراءات العمل التعاوني.

وتحدث حسن السعيد رئيس الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك بصفوى مطالبا بدعم أوسع للجمعيات التعاونية في برامجها المختلفة.

وتساءلت فرح الفرج عن العوائد الاقتصادية للجمعيات التعاونية على الاقتصاد الوطني.

وفي مداخلة أخيرة أكد الشيخ محمد الصفار على أهمية تحفيز الناس على العمل التعاوني منتقداً تأخر الخطاب الديني عن طرح القضايا الإنسانية كموضوع الجمعيات التعاونية وقضايا مؤسسات المجتمع المدني وغيرها ذات العلاقة بتنمية حياة الإنسان.


error: المحتوي محمي